قصة الأغنية التي بدأ بها محمد حمزة مشواره مع العندليب.. كيف ولدت "سواح"؟‎

محمد حمزة
محمد حمزة

 

رغم مرور أكثر من ستة عقود على إصدارها، لا تزال أغنية "سواح" للفنان عبد الحليم حافظ حاضرة في ذاكرة الجمهور العربي، كأحد أبرز الأعمال التي جمعت بين صوت حليم العذب وإبداع بليغ حمدي التلحيني وكلمات محمد حمزة التي لامست قلوب المستمعين بصدقها وبساطتها.

وفي إطار سلسلة يقدمها "وشوشة" حول قصص الأغاني التي تركت أثراً في الوجدان العربي، نستعرض لكم اليوم قصة أغنية "سواح"، ضمن مجموعة تقارير دورية نسلط فيها الضوء على كواليس الأعمال الغنائية الشهيرة والظروف التي أحاطت بها لحظة ميلادها.

 

بداية غير متوقعة

 

تعود بدايات الأغنية إلى عام 1964، حينما كان الشاعر محمد حمزة لا يزال في بداياته الفنية، ويكتب بعض الأغنيات للفنان محمد رشدي.

وكان الموسيقار بليغ حمدي في أحد الأيام، يستمع إلى أغنية "عطشان يا صبايا"، من كلمات حمزة وأبدى انزعاجه، قائلاً إنها تفسد التراث الغنائي الشعبي، وكان ذلك التصريح سبباً في شعور حمزة بالإحباط، وقرر التوقف عن الكتابة لبعض الوقت.

ولكن المفاجأة وقعت في الليلة ذاتها، حين زار بليغ حمدي الشاعر محمد حمزة في منزله وطلب منه أن يقرأ له شيئًا جديدًا.

وتردد حمزة في البداية لكنه قرأ له مطلعاً كتبه دون نية مسبقة لأن يصبح أغنية: "سواح وماشي في البلاد سواح، والخطوة بيني وبين حبيبي براح"، بمجرد سماعه انفعل بليغ بشكل واضح وغادر الشقة بسرعة.

 

لقاء منتصف الليل

 

عاد بليغ حمدي إلى منزل حمزة بعد حوالي ساعتين، وطلب منه مرافقته إلى منزل عبد الحليم حافظ، وكانت الساعة تشير إلى ما بعد منتصف الليل، لكن حليم استقبلهم بحفاوة.

وسمع المذهب وأعجب به على الفور، وسأل عبد الحليم: "تقدر تخلصها في 15 يوم؟"، حيث كان ينوي تقديمها في حفله القريب، ووعد حمزة بإتمامها وبدأ العمل عليها مباشرة، حتى انتهى منها عند السابعة صباحاً.

وقدم الأغنية لأول مرة عبد الحليم حافظ في حفل جماهيري كبير، لتلقى إعجاباً منقطع النظير وتم تسجيلها لاحقاً لتصبح من أنجح أغانيه.

 

بداية شراكة فنية طويلة

 

ومثلت أغنية "سواح" نقطة التحول في العلاقة المهنية بين عبد الحليم حافظ ومحمد حمزة، حيث كانت أول تعاون بينهما، تلاها العديد من الأغنيات الناجحة مثل "جانا الهوى"، و"أي دمعة حزن لا"، و"موعود"، كما وثقت الصلة الفنية بين حليم وبليغ حمدي، الذي صار لاحقاً أحد أهم ملحنيه.

تم نسخ الرابط