قصة الأغنية التي لم يكشفها عبد الحليم.. أسرار "بتلوموني ليه"

ظهرت أغنية "بتلوموني ليه" لأول مرة ضمن فيلم "حكاية حب"، من بطولة عبد الحليم حافظ ومريم فخر الدين، وهي من كلمات مرسي جميل عزيز وألحان كمال الطويل، وقد أصبحت من الأغاني البارزة في مسيرة العندليب.
وفي إطار سلسلة يقدمها "وشوشة" حول قصص الأغاني التي تركت أثراً في الوجدان العربي، نستعرض لكم اليوم قصة أغنية "بتلوموني ليه"، ضمن مجموعة تقارير دورية نسلط فيها الضوء على كواليس الأعمال الغنائية الشهيرة والظروف التي أحاطت بها لحظة ميلادها.
سر لم يعرفه المقربون
رغم شهرة الأغنية فإن هوية الفتاة التي كانت مصدر الإلهام لها بقيت غير معروفة، حتى للمقربين من عبد الحليم، وحسب ما روى الإذاعي الراحل وجدي الحكيم "صديق العندليب" قال إن الشخص الوحيد الذي رأى هذه الفتاة هو سائقه الخاص عبد الفتاح.
وأشار الحكيم إلى أن عبد الحليم كان يلتقي بتلك السيدة أثناء سفره خارج مصر، في سرية شديدة، مؤكداً أنه نفسه لم يكن يعلم تفاصيل العلاقة رغم قربه الشديد من العندليب.
وأضاف: "سألت الملحن بليغ حمدي ذات مرة عن سر هذه السيدة، فأخبرني بأنه لا يعرف أكثر مما أعرفه أنا".
وتابع الحكيم أن وفاة هذه السيدة أثرت على عبد الحليم بشكل واضح، حيث دخل في حالة من الحزن الشديد، وكانت ملامح التأثر بادية عليه في تلك الفترة.
كما أوضح أن العندليب كان كثير التردد على مدينة الإسكندرية حينها، وهي المدينة التي شهدت أول لقاء جمعه بتلك الفتاة.
لقاء على شاطئ العجمي
ولهذه الفتاة الإسكندرانية رواية آخرى، حيث أشار الدكتور هشام عيسى "الطبيب الشخصي لعبد الحليم" في كتابه إلى أن اللقاء بين عبد الحليم وتلك الفتاة حدث على شاطئ العجمي بالإسكندرية، وأن العندليب فكر جدياً في الارتباط بها رسمياً، وذكر أنه حضر بنفسه لحظة إعلان الخطوبة، مؤكداً أنها كانت تجربة عاطفية حقيقية لكنها لم تكتمل.
تفاصيل من مقعد في الحفل
وفي رواية نقلها الكاتب مصطفى أمين في كتابه "شخصيات لا تنسى"، تحدث عن موقف شهده بنفسه خلال إحدى حفلات عبد الحليم حافظ في سينما ريفولي.
وقال إنه جلس بالصدفة إلى جوار فتاة لفتت انتباهه بجمالها اللافت، حيث وصفها بأنها ذات عيون واسعة جذابة، وفم رقيق، وقوام أنيق، مؤكداً أنه لم ير في حياته نظرات تحمل مثل هذا السحر.
وأشار إلى أن الفتاة كانت برفقة عدد من قريباتها، وبينما بدأ عبد الحليم في أداء أغنية "بتلوموني ليه"، لاحظ الكاتب أن العندليب كان يوجه نظراته إلى تلك الفتاة تحديداً وكأنه يغني لها.
وأضاف مصطفى أمين أن عيني الفتاة بدت وكأنها ترد على عبد الحليم وتتفاعل معه بصمت، ما جعله يدرك أن كلمات الأغنية قد تكون موجهة بالكامل إليها.
واختتم روايته بالإشارة إلى أن تلك الفتاة التي لم يكن يعرف اسمها وقتها، تبين فيما بعد أنها كانت على علاقة خاصة بعبد الحليم، وربما كانت هي مصدر الإلهام الحقيقي وراء الأغنية.