ما السر وراء تعلق الجمهور بأغاني "سواح" و"جانا الهوا"؟‎

عبدالحليم حافظ
عبدالحليم حافظ


رغم مرور عقود على طرحها، لا تزال أغاني مثل "سواح" و"جانا الهوا" تحظى بحضور قوي في وجدان المستمعين العرب، وهو ما يطرح تساؤلاً مهماً: ما السر في هذا التعلق؟ هل هو صوت عبد الحليم حافظ؟ أم ألحان بليغ حمدي؟ أم الكلمات التي كتبها الشاعر محمد حمزة والتي لعبت دوراً محورياً في رسم ملامح الأغنية العاطفية الكلاسيكية؟

ويستعرض لكم "وشوشة" في هذا التقرير ملامح من تجربة محمد حمزة، الذي ساهم في تشكيل ملامح الأغنية العربية، من خلال نصوص عكست البساطة والصدق في التعبير.

 

واجه انتقادات حادة في بداياته

 

بدأ محمد حمزة كتابة الأغاني في سن الخامسة والعشرين، لكنه قوبل برفض واستهجان من عدد من الشعراء المعروفين.

وعلق عليه الشاعر صلاح جاهين بقوله الساخر: "ده كلام مدشدش"، بينما وصف آخرون محاولاته الأولى بأنها غير جديرة بالاهتمام.

وتعامل حمزة مع هذه الانتقادات بوعي ح على دراسة أوزان الشعر والقوافي وتحليل أخطائه الأولى، ما ساعده على تطوير أسلوبه تدريجياً.

 

حصل على فرصته الأولى مع فايزة أحمد

 

كتب حمزة أغنيته الأولى التي قدمت بصوت الفنانة فايزة أحمد، وحقق من خلالها أول ظهور حقيقي له في الساحة الفنية، ومثلت هذه الخطوة بداية لرحلة استمرت لعقود.

 

تعاون مع عبد الحليم حافظ في أبرز محطاته

 

ارتبط محمد حمزة بعلاقة فنية قوية مع عبد الحليم حافظ، وكتب له مجموعة من الأغاني التي أصبحت من علامات مشواره الفني، من بينها "سواح" و"جانا الهوا".

وتكرر بث هذه الأعمال عبر الإذاعات يومياً مما عزز من حضورها في الذاكرة السمعية لجمهور واسع.

 

تجارب متنوعة في الغناء الخليجي والشعبي

 

كتب حمزة أغنية "لا لا الخيزرانة" للفنان محمد رشدي، وقدم أغنية "متى أشوفك يا غايب عن عيني"، ليوسع نطاق انتشاره إلى خارج مصر.

واستجاب لنصيحة الفنان عمر الشريف بكتابة أغنية شعبية، وفعلاً شارك في كتابة أغنية لمسلسل "أنف وثلاث عيون"، المأخوذ عن رواية إحسان عبد القدوس.

 

خاض تجربة ثقافية مع بليغ حمدي

 

ورافق الملحن بليغ حمدي في جولة فنية إلى دول عربية استمرت نحو سبعة أشهر، وشملت الكويت والعراق وسوريا ولبنان، ووصف حمزة هذه الرحلة بأنها كانت فرصة لاكتساب خبرات جديدة في الموسيقى والكلمة.

 

بدأ التفكير في الأغنية القصيرة

 

حاول حمزة تطوير شكل الأغنية التقليدية من خلال العمل على نصوص قصيرة لا تتجاوز مدتها دقيقتين ونصف.

وجاءت هذه التجربة نتيجة تأمله في طبيعة الجمهور المعاصر وأساليب الاستماع السريعة.

 

انتهى مشروعه الأخير قبل أن يكتمل

 

وكتب أغنية جديدة كان من المفترض أن يغنيها عبد الحليم حافظ بلحن من بليغ حمدي، لكن وفاة العندليب حالت دون تنفيذ المشروع، وبقيت هذه الأغنية كواحدة من الأعمال التي لم تخرج للنور، لكنها تعكس استمرار التعاون الفني بين أبرز أركان الأغنية العربية.

تم نسخ الرابط