رضوى الشربيني.. صوت العقل الذي علمّ الفتيات القوة"

رضوى الشربيني
رضوى الشربيني

رضوى الشربيني، ليست مجرد اسم في قائمة مذيعات البرامج الاجتماعية، هي حالة خاصة صنعتها التجربة، والمواقف، والصوت الصريح الذي لا يلتف كثيرًا حول الكلمات على مدار سنوات، بنت لنفسها قاعدة جماهيرية حقيقية، لأن ما كانت تقوله على الشاشة لم يكن كلامًا محفوظًا أو حكايات مصفوفة، بل أحاسيس حقيقية، وتجارب مأخوذة من الواقع، وأحيانًا من الجُرح.

في برنامجها "هي وبس"، لم تكن رضوى مذيعة تقرأ من سكريبت، بل كانت صديقة تحكي، وأخت تنصح، وامرأة تقول ما تتمنى أخريات أن يقلنه تحدثت عن الخذلان، عن العلاقات السامة، عن التضحيات التي لا تُقدَّر، عن الأمل بعد الانكسار، وكانت دائمًا في صف المرأة، حتى لو دفعت ثمن هذا الانحياز من هجوم أو انتقادات أو سخرية.

توقف البرنامج فترة قصيرة، لكنها كانت كافية ليدرك البعض كم كانت تلك الشاشة التي تطل منها تمثل دعمًا نفسيًا لكثير من النساء، ومع إعلان قناة DMC عن عودة "هي وبس" بشكله الجديد، عاد الحماس مرة أخرى إلى جمهور رضوى، الذي لا يراها مذيعة فقط، بل "صوت بيطبطب ويقوي في نفس الوقت".

البرنامج الجديد سيُعرض بشكل حصري عبر قناة DMC، كما كشفت القناة في بوستر تشويقي كتب عليه: "هي وبس، مهما غابت… راجعة أقوى، أجرأ، وبشكل جديد". هذه الرسالة لم تكن مجرد دعاية، بل تلخيص صادق لمسيرة رضوى كلها: الغياب المؤقت، ثم الرجوع بقوة.

اللافت في تجربة رضوى أنها لم تحاول أن تُرضي الجميع، بل رضيت بأن تكون حقيقية، لا تحاول التذاكي، ولا تلبس قناع الحياد. "اعملي له بلوك.. عارفة البلوك؟"، "اللي يكسرك متقربيش منه"، "أنتِ تقدري"، هذه العبارات خرجت من إطار البرنامج، وتحولت إلى ما يشبه اللغة السرية بين النساء اللاتي تعرضن للأذى واحتجن لمن يقول لهن إن الحياة لا تتوقف عند أحد.

رضوى لم تكن محصورة فقط في مناقشة علاقات الحب والزواج، لكنها استخدمت هذه المواضيع كمدخل لفهم أكبر لطبيعة الضغط النفسي والاجتماعي اللي بتمر بيه المرأة العربية فتحت الباب لكل واحدة حاسة إنها ضعيفة، وخلتها تفكر مرتين قبل ما تستسلم.

النسخة الجديدة من "هي وبس" مش بس فيها تطوير في الشكل، لكنها كمان، بحسب المقربين من فريق الإعداد، هتضم فقرات فيها تنوع أكتر، وضيوف مختلفين، وهتتناول قضايا أوسع، من غير ما تفقد بصمتها اللي الناس اتعودوا عليها: الصراحة، البساطة، والقوة.

اللي بيحب رضوى، مش بيحبها بس عشان كلامها الحاد، لكن عشان صدقها، رغم شهرتها، فضلت شبههم، مش متعالية، ولا بتتكلم من برج عالي يمكن علشان كده ناس كتير كانوا بيحسوا إنهم يعرفوها شخصيًا، ويستنوا كلامها كأنه رسالة شخصية جاية لهم.

والسؤال اللي بيطرح نفسه دلوقتي، مع قرب عودة البرنامج: هل تقدر النسخة الجديدة من "هي وبس" تحافظ على مكانها وسط كل التغيرات السريعة اللي بتحصل في الإعلام؟ وهل هتقدر رضوى ترجع تملى نفس المساحة في قلوب متابعيها؟ والأهم: هل لسه فيه آلاف البنات اللي محتاجين يسمعوا صوت بيقول لهم: "أنتِ تقدري"؟

تم نسخ الرابط