من الهند إلى الدراما الرمضانية.. "Jongli" يسير على خطى "ولاد الشمس"

الفيلم الهندي jongli
الفيلم الهندي "jongli"

 

طرحت السينما الهندية مؤخرًا فيلمًا جديدًا بعنوان "Jongli"، وهو ينتمي إلى سينما الجنوب، لا إلى بوليوود التقليدية، وقد لاقى إعجابًا واسعًا من الجماهير الهندية والعربية، لما يحمله من مزيج مميز بين الدراما، الأكشن، الكوميديا الاجتماعية، والرسائل الإنسانية المؤثرة، ما يجعله مؤهلاً بقوة للانتشار والنجاح في العالم العربي.

ارتباط غير مباشر بموسم رمضان

لاحظ بعض المتابعين العرب أن القضايا التي تناولها الفيلم تتقاطع مع موضوعات مهمة ناقشتها الدراما العربية، خاصة المصرية، خلال موسم رمضان.
فمن خلال قصة الفيلم، يتم تسليط الضوء على مشكلات التحرش بالأطفال، إهمال الآباء لأبنائهم، وتأثير هذا الإهمال في تشكيل شخصية الطفل، إضافة إلى قضية الأيتام وكيف يمكن إعادة بناء حياتهم رغم الصدمات.

وقد ربط المشاهدون الفيلم بمسلسلات مثل "ولاد الشمس"، وغيرها من الأعمال الرمضانية التي عالجت نفس القضايا، كما ساهم توقيت عرض الفيلم خلال أحد الأعياد في تعميق الصلة بينه وبين الأجواء العائلية التي تميز الشهر الفضيل، لا سيما في تصويره للحياة اليومية للمسلمين في الهند واحتفالاتهم، ما أضفى على الفيلم طابعًا ثقافيًا قريبًا من الجمهور العربي.

قصة الفيلم.. من الانكسار إلى التغيير

تدور أحداث "Jongli" حول شخصية مهدي حسن جوني، الذي يعاني من أزمة نفسية منذ فقد والدته في حادث مأساوي وقع يوم عيد ميلاده، وهو في سن الرابعة عشرة، هذا الحدث شكل جرحًا عميقًا، خاصة مع تحميل والده له ذنب الفقد، ما جعله ينشأ بلا مشاعر حقيقية، حتى في الحب، إذ تتخلى عنه فتاة أحبها في الجامعة، رغم علمها بمعاناته.

لكن حياته تنقلب رأسًا على عقب حين تطرق باب قلبه الطفلة "باكهي"، التي تهرب من والديها بعد نزاع قضائي بينهما، ويجدها أمامه، في البداية يحاول التخلص منها، لكنه يتغير بعد تعرضها لحادث، ويقرر أن يربيها كابنته، فتعيد إليه مشاعره وثقته بالحب، حتى أنه يتزوج جارته الطبيبة التي كانت تسانده.

وفي منعطف درامي مؤلم، يحاول أحد الجيران التحرش بالطفلة، فيقوم جوني بحمايتها والاعتداء عليه، ليواجه محاولات انتقامية باستخدام القضاء والمحاماة الفاسدة، ويتم اتهامه زورًا بخطفها، لكن الحقيقة تظهر، وإن كان الثمن غاليًا: تموت "باكهي" بسبب مرض في القلب، ما يدفع جوني إلى تكريس حياته من أجل الأطفال، فيؤسس دار أيتام ويبني عائلة جديدة كبيرة تنمو على الحب والرعاية.

أداء مؤثر ورسائل عميقة

أشاد النقاد والمشاهدون بأداء بطل العمل سيام أحمد، لا سيما في المشاهد التي تجمعه بالطفلة "باكهي"، وعلى وجه الخصوص مشهد وفاتها، الذي اعتُبر من أقوى مشاهد الفيلم، فقد نجح الفيلم في الجمع بين العاطفة والواقعية، دون مبالغة، مما جعله يترك أثرًا إنسانيًا واضحًا في نفوس الجمهور.
 

تم نسخ الرابط