ماجد الكدواني: “إصابة غيّرت مسار حياتي… والمسرح اختارني دون أن أبحث عنه”

ثمّة لحظات تمرّ علينا فلا نفهمها، تبدو عشوائية أو حتى موجعة، لكنها في عمقها كانت مفترق طرق… لحظة إصابة قد تبدو لعنة، فإذا بها بابٌ خفيّ يُفتح على حلم لم نكن نعلم بوجوده.
هكذا بدأت حكاية ماجد الكدواني مع الفن. لم يكن يسعى إلى خشبة المسرح، ولم تكن عينه على التمثيل. كان طالبًا في كلية الفنون الجميلة، يرسم طريقًا بسيطًا لحياته، حتى جاءه عرض غريب:
في يوم دراسي عادي، عُرض على طالب بالمدرسة هدية ثمينة — سيارة كاملة — مقابل أن يسمح لصديقه بالغش في الامتحان. رفض العرض، ولم يكن يعلم أن ذلك اليوم سيحمل له مفاجأة غير متوقعة … ففي نفس اليوم، تعرّض لإصابة بالغة، ستغيّر مجرى حياته إلى الأبد.
ذلك الطالب لم يكن سوى الفنان الكبير ماجد الكدواني، الذي تحدّث بصراحة مؤثرة عن محطات تحوّله، خلال استضافته في برنامج “فضفضت أوي” مع الإعلامي معتز التوني.
“لم أكن أفهم لماذا أصبت وقتها، لكن بعد سنوات، أدركت أن تلك الإصابة كانت السبب في دخولي معهد الفنون المسرحية”.
لم يبدأ الكدواني مشواره كممثل. بل التحق أولًا بكلية الفنون الجميلة، حيث قضى سنوات بين الألوان والفرشاة، حتى جاءت الصدفة التي قلبت الموازين: مشاركته في عرض مسرحي بسيط داخل الكلية.
“بمجرد أن وقفت على خشبة المسرح، شعرت أنني في مكاني… أحببت الفن من قلبي”.
ما لم يتوقعه أن لجنة من معهد الفنون المسرحية حضرت العرض، ورشّحته للتقديم في المعهد. والأغرب أن ذلك العام كان آخر فرصة له للتقديم.
لكن حتى التقديم تطلّب إجراءات عسكرية، وكشفًا للالتحاق بالخدمة. وهنا تدخلت “الإصابة القديمة” مجددًا — إذ أعفته من الخدمة، وسهّلت له الطريق.
“كل شيء بدا وكأنه مُخطط… من إصابة لم أفهم مغزاها، إلى حلم لم أكن أجرؤ على تصوّره”.
الكدواني: الفنان الذي لم يخطط… لكنه اختير
لم تكن شهرة ماجد الكدواني نتيجة سباق، بل ثمرة مشاعر صادقة، وقرارات عفوية، وإشارات خفية من الحياة. مشواره لم يبدأ بحلم واضح، بل بإحساس عميق بالمكان الصحيح.
رحلته تذكّرنا بأن النجاح لا يأتي دائمًا نتيجة التخطيط الصارم، بل أحيانًا يأتي حين نصدّق قلوبنا، ونترك الأبواب مفتوحة للقدر.
“حين يتدخّل القدر… يخلق لنا طريقًا لم نكن نحلم به”.
ربما في هذه الجملة تكمن روح الحكاية كلها. من قرار صغير في امتحان مدرسي، إلى خشبة المسرح، فإلى قلوب الملايين… إنها قصة لا تُكتب، بل تُعاش.
فكل ما بدا في البداية خسارة… كان في الحقيقة اصطفاء.