محمود عزب.. من "ويسكي الغلابة" إلى جواب غرامي عمره 40 سنة!

محمود عزب
محمود عزب

في حوار إنساني مليان رومانسية غير متوقعك وضحك وحنين، استضافت الإعلامية سهير جودة الفنان محمود عزب في برنامج “الستات” على قناة النهار، في واحدة من الحلقات اللي قلبت على سيرة الفن، والحب، والتمثيل، والمونولوج، وحتى… ريحة الطعمية!

حكى الفنان محمود عزب واحدة من أكثر الحكايات صدقًا وعذوبة. لم يكن ظهوره استعراضًا لمسيرة، بل استدعاءًا لحلم قديم، وبوحًا بحب عاشه وما زال يحمله، وقصة فنية وإنسانية تستحق أن تُروى.

“الحلم؟ أن أكون ممثلًا”

حين سُئل عن حلمه الحقيقي، أجاب ببساطة لا تخلو من عمق:
“أن أكون ممثلًا”.
رغم ما عُرف به من خفة ظل ومهارة في فن المونولوج، لم تكن الكوميديا إلا وسيلة. أما الغاية، فكانت دومًا التمثيل. يقول:
“حتى وأنا أقدّم مونولوج، كنت أمثل… كنت أمثل أنني خفيف الظل”.

سنوات الغياب لم تُطفئ الحلم. ظل مشتعلًا داخله، حاضرًا في قلبه، ولو غاب عن الشاشة.

عم نصر… الصمت الذي تحدّث

في مسلسل “قلبي ومفتاحه”، قدّم محمود عزب دورًا مفاجئًا للجمهور: “عم نصر” صاحب محل الطعمية، الرجل البسيط الذي يعيش في صمت، يُحب من بعيد، ويستمع إلى أم كلثوم بينما يحتسي ما أسماه “ويسكي الغلابة” — ماء السلطة.

لم يكن يتوقع أن يتحول هذا المشهد إلى تريند، ولا أن تنتشر صورته على المقاهي والمواقع. لكنه حدث. الصمت الذي أطلّ به من الشاشة كان أبلغ من أي جملة.

تحت إشراف المخرج تامر محسن، تدرّب عزب على صناعة الطعمية كما لو كان يتعلم مهنة حقيقية. اشترط عليه المخرج ألا يضحك، وألا يُضحك. أراد منه شخصية بلا قفشات… فقط حضور.

وبالفعل، ظهرت الشخصية صادقة إلى الحد الذي جعل الجمهور يعلّق:
“كنّا نشم رائحة الطعمية من الشاشة”.

قصة حب… بدأت بجواب

لكن أجمل ما في اللقاء لم يكن عن الفن، بل عن الحب. حب من النوع الذي لا يبهت بمرور السنين، ولا يفقد دهشته.

في عمر التاسعة عشرة، كتب محمود عزب رسالة حب. كانوا يقولون له إن هذا الحب “مستحيل”، لكنه كتب في رسالته:
“ولما قالوا لي إن هذا مستحيل، قلت: أعلم أنه ليس مستحيلًا.”

ردّها كان بسيطًا، لكنه حاسم:
“ليس مستحيلًا.”

كلمة واحدة كانت كافية لبدء قصة عمر.

ورغم مرور عقود، لا يزال يتحدث عنها بنفس الانبهار، ويقول:
“لو عاد بي الزمن مئة مرة… لاخترتها هي، كل مرة.”

كان يكتب لها الأشعار، ويضحك حين يصف نفسه بـ “الشاعر الجنائي”، لكن خلف المزاح ظل جوهر العلاقة واضحًا: حب نقي، صادق، لم يتغير.

ختام الحكاية

بين تمثيل صامت، وجواب لم يضِع، وشغف لم يخفت، ظهر محمود عزب أمامنا كما هو:
فنان يعرف أن الصدق أقوى من الكلمات، وعاشق يعرف أن الحب الحقيقي لا يحتاج إلى مناسبة ليُعلن عن نفسه.

تم نسخ الرابط