في ذكرى ميلاده.. هل كان محمود عبد العزيز نجمًا أم ظاهرة فنية لا تتكرر؟‎

محمود عبد العزيز
محمود عبد العزيز

في مثل هذا اليوم، وُلد فنان استثنائي لا يُشبه أحدًا، لم يكن بحاجة إلى افتعال الضجيج أو ملاحقة الأضواء، إنه الفنان محمود عبد العزيز، صاحب الملامح الهادئة، والصوت الذي يسكن الذاكرة، والفنان الذي استحق عن جدارة لقب "الساحر"، حتى بات اللقب وكأنه اسمه الحقيقي.

ففي زمن كانت فيه السينما مليئة بالنجوم، ظهر محمود عبد العزيز ليكسر فكرة "النجم التقليدي"، ويقدّم نفسه كظاهرة فنية قادرة على التلون، والمجازفة، والرهان على المختلف، ولم يكن هدفه حجز مكان على البوستر، بل ترك بصمة لا تُمحى على الشاشة ونجح في ذلك

ممثل يراهن على المخاطرة

في وقت كان فيه النجاح مضمونًا بأدوار الجان والرومانسية، غامر الفنان محمود عبد العزيز بـ"الشيخ حسني" الكفيف في "الكيت كات"، وأدهش الجميع بحضوره الطاغي وأدائه المختلف، ليحوّل الشخصية من مأساة إلى حالة فلسفية تُدرس في المعاهد الفنية.

 الساحر.. الاسم الذي لم يختره بل اختاره الناس له

هو لم يطلق على نفسه لقب "الساحر"، لكن الجمهور هو من أطلق عليه هذا اللقب والسبب؟ ليس فقط بسبب فيلمه الشهير الذي يحمل نفس اسم اللقب، بل لأنه كان بالفعل يمتلك القدرة على أن "يسحر" المشاهد من أول مشهد حتى آخر لقطة، فكانت عيناه تنقلان مشاعر كاملة دون كلمات.

السينما كأداة مقاومة

وحين جسّد شخصية رأفت الهجان، فكان وقتها لم يكن مجرد ممثل يؤدي دور عميل مزدوج، بل تحوّل إلى أيقونة وطنية جسّدت الصراع بين الذكاء المصري والغطرسة الإسرائيلية، و لم يكن عملًا فنيًا فقط، بل رسالة وما زالت الأجيال تتوارثه حتى اليوم.

 ترك الساحة مبكرًا.. لكن أثره لا يزول

وشكل رحيله في 2016 صدمة، ليس لأنه لم يُكمل، بل لأنه ترك شعورًا بأننا خسرنا فنانًا كان قادرًا على أن يقدّم المزيد في زمن صار فيه الإبداع نادرً

تم نسخ الرابط