إسماعيل ياسين… صانع البهجة الذي لم يجد “صاحب السعادة"

في ذكرى رحيله، لا نتذكر ضحكاته،
بل نتذكر أسئلته… تلك التي ظل يسألها بصوته الحالم، ونبرته الصادقة، في أشهر مونولوجاته: “صاحب السعادة”.
“قول لي يا صاحب السعادة… ايه هي السعادة؟”
سؤال بسيط، لكنه عميق،
طرحه إسماعيل ياسين منذ عقود،
وبعده، ظلّ يتردّد في وجدان الناس،
من غير إجابة حاسمة…
لأنه ببساطة، السعادة مش إجابة… السعادة رحلة.
**هو قال إن السعادة مش في الفلوس…
ولا في الاحترام المصطنع،ولا في البيبان اللي بتتفتح “بالعافية”. اكتشف إن الضحك اللي من غير حب،
والترحيب اللي من غير صدق، والضحكة اللي عليها “أجرة”… كلهم مجرد قشور.
لكن المفارقة الجميلة؟
إن إسماعيل ياسين نفسه،
كان بيدّي الناس السعادة الحقيقية…
من غير ما يملكها كاملة.
**كان بيدّيها ببساطته،
بوشه اللي فيه ألف تعبير،
وبصوته اللي أول ما نسمعه نقول “فرح جاي”.**
كان بيدّيها من غير ما يتكلّم عن نفسه،
ولا يطلب تصفيق،
ولا يسأل: “فين صاحب السعادة؟”
كان هو…
صاحب البهجة اللي بتدخل كل بيت،
واللي لسه، بعد السنين، بتدخل قلوبنا كل ما نسمعه بيقول:
“قول لي يا صاحب السعادة…”
**في زمن أصبح فيه “الضحك سلعة”،
يبقى إسماعيل ياسين هو اللي ضحّكنا بصدق،
وسأل عن السعادة… وهو بيصنعها لغيره.
رحم الله إسماعيل ياسين…
الفنان اللي ساب لنا سؤال،
وخلّى الإجابة ضحكة عمرها ما كانت مصطنعة.