في عيدهم.. كيف تناولت السينما المصرية نضال العمال؟

وشوشة

يحتفل العالم في 1 مايو من كل عام بعيد العمال، الذي يعد مناسبة لتكريم العمال وتعزيز حقوقهم، وفي مصر، يعتبر هذا اليوم رمزا للنضال من أجل تحسين ظروف العمل ورفع مستوى المعيشة، وقد لعبت السينما المصرية دورا بارزا في تجسيد معاناة وآمال العمال بصورة واقعية تبرز قضاياهم ومشاكلهم، ومن بين الأفلام التي ساهمت في تصوير شخصية العامل بشكل حقيقي بشكل جاد وأخر بزاوية كوميدية:


فيلم "الأيدي الناعمة"

يعكس الفيلم صراع الطبقات بعد الثورة، ويسلط الضوء على قيم العمل والاندماج في المجتمع، حيث يتحول الأمير من شخصية أرستقراطية عاطلة إلى فرد منتج .

عرض عام 1963، بطولة أحمد مظهر، وصلاح ذو الفقار، وصباح، ومريم فخر الدين، وليلى طاهر، سيناريو وحوار يوسف جوهر، اخراج محمود ذو الفقار

تدور أحداث الفيلم حول الأمير الثري "أحمد مظهر" الذى يفقد ثروته وتسحب أملاكه، ليجد نفسه وحيدا في قصره الكبير، وتدخل الشخصية الرئيسية في حياة الأمير، شاب حاصل على درجة الدكتوراه لكنه عاطل عن العمل، ويقترح عليه استغلال القصر وتأجيره.

كما أن الأمير ينكر وجود ابنتيه، الابنة الكبرى التى تزوجت من مهندس بسيط، بينما الابنة الصغرى تبيع لوحاتها الفنية.

يتوصل الدكتور"صلاح ذو الفقار" إلى اتفاق مع عائلة الأمير لخداعه وتراجعه عن افعاله والاصلاح من شأنه وحياته، بعد ذلك تتحسن العلاقات ويبدأ الأمير في العمل كمرشد سياحي.

يعكس الفيلم مشكلة البطالة والمشاغل التي تواجه الشباب، وكذلك فكرة الطبقات الاجتماعية المختلفة والعلاقات الأسرية المعقدة


فيلم "مراتي مدير عام"

تم إنتاجه عام 1966، من تأليف سعد الدين وهبة وعبد الحميد جودة السحار، وإخراج فطين عبد الوهاب، وبطولة صلاح ذو الفقار، وشادية.

يبرز الفيلم الصراع بين الحياة الزوجية والمهنية في إطار اجتماعي كوميدي، مع تسليط الضوء على دور المرأة في مواقع السلطة.

تدور الأحداث حول "حسين" صلاح ذو الفقار، رئيس قسم المشروعات في شركة إنشاءات، الذي يفاجأ بتعيين زوجته "عصمت" شادية، مديرا عامًا للشركة التى يعمل بها.

يقرر إخفاء علاقتهما الزوجية تجنبا للإحراج والتدخلات بين الزملاء، لكن الشكوك تبدأ بالظهور حول طبيعة العلاقة بينهما، خاصة مع تعرض "عصمت" لمواقف صعبة خلال عملها. 


مع تصاعد الضغوط والمتاعب، يضطر "حسين" للكشف عن الحقيقة، مما يؤدي إلى توتر علاقتهما ومواجهة تحديات مهنية وشخصية معا، وتعرضهما لمضايقات من قبل زملاء العمل.


فيلم "أبو كرتونة"

يتناول الفيلم نقدا اجتماعيا لسياسات "الخصخصة" وتفكيك القطاع العام في مصر خلال فترة التسعينات، حيث يعكس الصراع بين مصالح النخبة والطبقة العاملة، مع تسليط الضوء على دور الوعي الجماعي في مواجهة الفساد.  


تدور أحداثه حول الشركة  التي يديرها "مهران بيه" حسن حسني ومديرها التجاري "زكي" حسين الشربيني، حيث يستغلان منصبهما في الفساد والاختلاس ويسعيان لتصفية الشركة لصالح شركة "شاديكو" المملوكة لزوجة مهران "شادية" .  

لكن العمال، بقيادة "ناجي" أحمد عبدالوارث، يكتشفون المؤامرة ويحاولون مقاومتها، فيقوم مهران وزكي برشوة المسؤولين لإعلان أن المنتجات فاسدة، ثم يخدعان العمال باختيار أعضاء جدد لمجلس الإدارة من العمال البسطاء، مثل "أبو كرتونه" محمود عبدالعزيز، ويعتقد أنه سهل السيطرة عليه.  

يتحول أبو كرتونة عد انضمامه لمجلس الإدارة إلى أداة سهلة في يد مهران، حيث يوافق على قرارات بيع أرض الشركة وتصفيتها مقابل مكافآت مالية، ولكنه يكتشف الخدعة عندما يعلن عن توزيع العمال على شركات أخرى، فيتحالف مع ناجي والعمال لإنقاذ الشركة عن طريق سرقة البضاعة وبيعها، ثم تقديم بلاغ للشرطة ضد مهران وزكي، مما يؤدي إلى كشف الفساد.

فيلم "النمر الأسود"

سلط الفيلم الضوء على قضايا هجرة العمال بحثا عن العمل والنجاح،ومعاناتهم مع التمييز العنصري، مع تأكيد على قوة الإرادة في تحقيق الذات رغم الظروف القاسية.

الفيلم من إخراج عاطف سالم، والمأخوذ عن قصة حقيقية، يدور حول  معاناة الشاب المصري محمد حسن"أحمد زكي" الذي يسافر إلى ألمانيا للعمل كخراط في إحدى المصانع، حيث يواجه صعوبات كبيرة في الغربة، بدءا من حاجز اللغة واختلاف الثقافة، وصولا إلى الاضطهاد العنصري من زملائه الألمان، خاصة العامل الذى قام بدوره الفنان يوسف فوزي الذي يدبر له مكيدة تؤدي إلى فصله من العمل دون شهادة خبرة، ولكنه لما ييأس وظل يعافر بمسانده حبيبته هيلجا، ومدرب الملاكمة "أحمد مظهر" حتى أصبح من المشاهير والرواد فى مجاله.


 

تم نسخ الرابط