"لام شمسية".. دراما تمشي على أطراف الكلمات وتترك الأثر في القلب

في اللغة، اللام الشمسية لا تُنطق…تختبئ خلف الحرف الذي يليها،حضورها خفي… لكنها موجودة، تمامًا كالأشياء التي نخجل أن نقولها، أو نفضّل تجاهلها خوفًا من المواجهة.
في مسلسل لام شمسية، لم يكن الاسم مجرد عنوان،
بل فكرة رمزية عميقة، تمثّل كل ما هو موجود لكن لا يُقال.
الأشياء التي لا نُسمّيها، الأسئلة التي لا نطرحها، والمشاعر التي لا نعرف كيف نصفها.
كل شخصية في المسلسل تحمل بداخلها “لام شمسية”
شيء غير منطوق، لكنه حاضر بقوة في أفعالها، في ردودها، في نظرتها، في صمتها.
هو عمل كتب مشاهده بحذر، لكن ترك أثره بقوة، ليس بالصراخ أو الفضائح، بل بجرأة الهمس.
هو ليس مجرد حكاية درامية تُروى، بل هو مساحة آمنة لفتح الملفات التي اختار المجتمع أن يصمت عنها طويلًا.
هو عمل لا يصرخ في وجه الحقيقة، بل يهمس بها،
ويختار أن يقترب من الجرح لا ليضغط عليه، بل ليعترف بوجوده.
لام شمسية ليس مسلسلًا تقليديًا،بل هو نافذة على منطقة مظلمة اختار أن يضيئها… حتى ولو على استحياء.
وفي المسلسل، كل شخصية هي لام شمسية بطريقتها،حكاية لا تُقال كاملة، لكنها تؤلم وتترك أثرًا واضحًا.
“اللام الشمسية التي كتبت المسكوت عنه”
(ورشة سرد – مريم نعوم)
وراء كل مشهد خافت وموجع… كانت هناك عينٌ تكتب،
عينٌ تفهم جيدًا معنى أن تصنع من الألم لغة،
ومن الهمس حقيقة أقوى من أي صراخ.
ورشة “سرد”، بقيادة مريم نعوم،
لم تكتب مسلسلًا فقط…
بل نسجت مشاعر أجيال كاملة تخاف من المواجهة،
وحوّلتها إلى قصص تمشي على أطراف الكلمات.
مريم نعوم، كما اعتدنا منها،
لا تكتب حكاية لتبهر، بل لتفتح الباب المغلق في قلوب الناس،
وتقول لهم بلطف: “مش لوحدكم”.
“اللام الشمسية التي أخرجت الوجع بصمت”
(كريم الشناوي)
ولأن الكتابة وحدها لا تكفي،
جاءت كاميرا كريم الشناوي لتقول الباقي.
مشاهد متقشفة، زوايا ثابتة، إضاءة خافتة،
وحركة كاميرا لا تفضح… بل تقترب بلطف.
أخرج لام شمسية كأنه بيحاول يمشي وسط الوجع من غير ما يلمسه،
لكنه في كل لقطة… كان بيوصلنا لعمق الألم.
كريم الشناوي صنع من الإخراج لغة صامتة،
لكنه نطق بها كل اللي ماحدش عارف يقوله.
في النهاية…
لام شمسية ليس عملًا دراميًا تقليديًا،
بل وثيقة شعورية تقول إن هناك أشياء لا تُقال،
لكنها تُدمّر، تُربك، تُؤلم… وتحتاج أن تُفهم.
اختار صناعه أن يمشوا بخفة فوق نار،
فقالوا أصعب الأشياء… دون أن يقولوا كلمة واحدة فاضحة.
قالوها بنظرة، بيد ترتجف، بصوت مرتعش،
وبكلمة “لعبة” تخفي جريمة.
ولكن لعل أول خطوة في الشفاء… هي أن ننطق ما لا يُنطق.