"سيسمعك.. أليس الله يكفيك؟” حين يصبح تتر “الغاوي” مناجاةً للروح

مسلسل الغاوي
مسلسل الغاوي

لكل الأسئلة التي لم تجد لها إجابة، لكل الدموع التي سقطت في صمت، لكل الدعوات التي خرجت من القلب دون صوت، لكل مرة شعرت أنك وحيد وسط زحام الحياة، أن الأبواب مغلقة، أن الطريق طويل ولا نهاية له…

 

سيسمعك..

حتى قبل أن تنطق، حتى قبل أن تفهم ما تريد قوله، حتى لو كان الدعاء مجرد نظرة، مجرد إحساس ثقيل يجثم على صدرك، حتى لو لم تعرف كيف تعبّر، الله يسمعك.

 

أليس الله يكفيك؟

ليست مجرد كلمات، بل جواب لكل المخاوف، لكل القلق، لكل الأوقات التي ظننت أن لا أحد ينتبه لما في داخلك، لكنه يرى. يعرف. يسمع. حتى ذلك الألم الذي لم تخبر به أحدًا، حتى الأمل الخافت الذي تعتقد أنه انطفأ، حتى الرجفة في صوتك عندما تدعو، كلها تصل. كلها تُسمع.

وحين جاء هذا اليقين ملفوفًا في صوت، في لحن، في كلمات، لم يكن مجرد تتر لمسلسل، بل كان مناجاةً صادقة، رسالةً مغلّفة بالموسيقى، بابًا فُتح بين القلب والسماء.

 

هناك أصوات تغني، وهناك أصوات تتضرع

صوت يحيى حسين في تتر “الغاوي” لم يكن أداءً، بل كان إحساسًا خالصًا، خشوعًا ملفوفًا باليقين، كأنه صوت روحٍ تخاطب الله، لا الناس. حين بدأ بالغناء، لم يكن مجرّد لحن، بل رسالة تصل إلى القلب دون وسيط، دون ضوضاء، دون أي شيء يعترضها.

 

“نعيش حياتنا نسعى ونجتهد.. وباب الله مفتوح ينادينا”

كلمات محمود عبد الله لم تكن مجرّد كلمات ، بل كانت انعكاسًا لكل من سار في هذه الحياة باحثًا، خائفًا، متسائلًا، متعبًا، لكنه في النهاية يعلم أن هناك بابًا لا يُغلق.

ثم يأتي لحن وتوزيع خالد نبيل، كأن الموسيقى نفسها تدعو، كأنها ليست مجرد نغمات بل رسائل خفية، كل آلة موسيقية فيها تتحدث لغة أخرى، لغة يفهمها القلب قبل الأذن.

الإيقاع، المساحات التي تركت للصوت ليكون هو البطل، كلها صنعت مساحةً للروح كي ترتاح، كي تجد نفسها في هذا الصوت، كي تستمع إلى الإجابة التي كانت تبحث عنها دائمًا.

تتر المسلسل لم يكن مجرد مقدمة، بل كان طمأنينةً نحتاجها، رسالةً نبحث عنها دون أن نعرف، يقينًا يمر بنا ليذكرنا بأننا لم نكن وحدنا يومًا.

فقط، ارفع قلبك للسماء… وستُسمع.

“سيسمعك.. أليس الله يكفيك؟”

تم نسخ الرابط