حكاية "تم البدر بدري".. أغنية الوداع الرمضاني التي لا تغيب عن الذاكرة‎

وشوشة

كل أغنية تحمل في طياتها مشاعر وذكريات تترك أثرًا عميقًا في وجدان الجمهور، ولكن هناك أعمالا موسيقية تصبح جزءًا من التراث، لا تغيب عن الأذن ولا تفقد رونقها مهما مرت السنوات، ومن بين هذه الأعمال، تبرز أغنية "تم البدر بدري" للفنانة شريفة فاضل، التي أصبحت أيقونة وداع شهر رمضان المبارك، ومرافقة لحظات الوداع التي تمزج بين الحزن على رحيل الشهر الفضيل والفرحة بقدوم العيد.

 

قصة الأغنية.. كيف ولدت؟

جاءت فكرة الأغنية لتجسد مشاعر المسلمين في وداع رمضان، عندما يجتمع الحزن على انتهاء الشهر الكريم، مع التفاؤل باستقبال عيد الفطر.

 

وكتب كلمات الأغنية الشاعر عبد الفتاح مصطفى، واستطاع أن يعبر بأسلوبه البسيط والمؤثر عن هذا المزيج العاطفي، أما اللحن، فكان من إبداع الموسيقار عبد العظيم محمد، الذي صاغ لحنًا يحمل روح الشجن والبهجة في آنٍ واحد، ليصل إلى قلوب المستمعين بسهولة.

 

رحلة التسجيل والبث الأول

وتم تسجيل الأغنية في استوديو 46 بالإذاعة المصرية، بعد عدة بروفات حرص خلالها فريق العمل على تقديمها بأفضل صورة.

 

وعندما قامت شريفة فاضل بأداء الأغنية، أبدى الشاعر عبد الفتاح مصطفى إعجابه الشديد بطريقة تعبيرها عن الكلمات وإحساسها العميق بالموقف.

 

وبثت الأغنية لأول مرة في الثلث الأخير من شهر رمضان خلال الستينيات، وسرعان ما لاقت نجاحًا كبيرًا، حيث أصبحت منذ ذلك الحين جزءًا أساسيًا من الأجواء الرمضانية.

 

موقف نبيل من صناع الأغنية

وفي لفتة إنسانية تعبّر عن تقديرهم لقيمة الأغنية ورسالتها، تنازل كل من شريفة فاضل وعبد الفتاح مصطفى عن أجرهما الذي كان 15 جنيهًا لكل منهم تقديرًا لشهر رمضان المبارك، ورغبة في أن تبقى الأغنية خالدة دون أي اعتبار مادي.

 

كلمات تداعب المشاعر

وتميزت كلمات "تم البدر بدري" بقدرتها على تصوير اللحظة الفريدة لوداع رمضان، بأسلوب بسيط لكنه عميق التأثير.

وتقول الأغنية:"تم البدر بدري.. والأيام بتجري
والله لسه بدري.. والله يا شهر الصيام

حيانا هلالك.. ردينا التحية
سهانا جمالك.. بالطلعة البهية

لسه بدري حبة.. يتملى الأحبة
والله لسه بدري.. والله يا شهر الصيام".

 

أثر الأغنية وخلودها

ومنذ إذاعتها الأولى، أصبحت "تم البدر بدري" الأغنية الرسمية لوداع رمضان، حيث لا تزال الإذاعات والقنوات التلفزيونية تبثها في الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل، مما جعلها جزءًا لا يتجزأ من طقوس الوداع الرمضاني.

 

ورغم مرور أكثر من نصف قرن على إطلاقها، لا تزال الأغنية تحمل نفس التأثير العاطفي على الأجيال المتعاقبة، مما يجعلها واحدة من أهم الأغاني الرمضانية التي تعيش في وجدان المستمعين، وتؤكد أن الأعمال الفنية الصادقة لا تموت أبدًا.

تم نسخ الرابط