عمرو خالد: النبي كسر الجمود ودرب الصحابة على التكيف والانفتاح

عمرو خالد
عمرو خالد

أكد الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، على أهمية التخلص من الجمود والانفتاح على التغيرات الحياتية، مستشهدًا بما فعله النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع الصحابة. 

جاء ذلك خلال الحلقة السابعة من برنامجه الرمضاني "نبي الإحسان"، حيث أوضح أن العرب قبل الإسلام كانوا يعيشون حياة تقليدية، قائمة على الطائفية والعنصرية، إذ كانت الفئات الاجتماعية منفصلة تمامًا عن بعضها البعض.

وأشار خالد إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ في كسر هذا الجمود عبر جمع الصحابة من مختلف الطبقات في دار الأرقم بن أبي الأرقم، مما ساعدهم على التكيف مع جميع البشر. 

كما علمهم التكيف مع الكون من خلال آيات القرآن التي عززت لديهم رؤية واسعة للحياة، مثل قوله تعالى: "وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا"، والتي دفعتهم للتفكير بنظرة شمولية بدلاً من التفكير المجزأ.

وأضاف خالد أن الإسلام بدأ في الانتشار مع دخول حمزة وعمر إلى الإسلام في السنة الخامسة من البعثة، ما أدى إلى ازدياد غضب قريش وتصعيدها للاضطهاد ضد المسلمين، وهو ما كان قد يستفز الشباب المسلم للرد بالمثل.

 إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم، بدلاً من الدخول في مواجهة مباشرة، اختار إستراتيجية مختلفة للحفاظ على مكة من الصراع، ومنع قريش من محاصرته في زاوية واحدة.

وأوضح خالد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغير قواعد اللعبة باستمرار لتجنب الوصول إلى طريق مسدود، وهو ما فعله عند اتخاذ قرار الهجرة إلى الحبشة، حيث طلب من الصحابة التوجه إلى هناك قائلًا: "لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإن بها ملكًا لا يُظلم عنده أحد". وأكد أن هذا القرار كان يهدف إلى تخفيف الضغط عن المسلمين وتقليل فرص الصدام مع قريش.

وبيّن خالد أن النبي لم يُجبر الصحابة على الهجرة، بل ترك لهم حرية القرار، فاستجاب في البداية 13 شخصًا فقط، لكن مع نزول سورة الكهف التي تضمنت قصصًا كلها تتحدث عن الحركة والتغيير، مثل قصة أهل الكهف، وقصة موسى والخضر، وقصة ذو القرنين، ازداد عدد المهاجرين إلى 83 رجلًا وامرأة.

وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم اختار الحبشة تحديدًا لأنها كانت أرض صدق، ولأن ملكها النجاشي كان معروفًا بالعدل وعدم الظلم، مما وفر بيئة آمنة للمسلمين في ظل تصاعد الاضطهاد في مكة.

 

 

تم نسخ الرابط