حكاية "والله بعودة يا رمضان".. أغنية كادت الأزمات أن تعطلها

لكل أغنية قصة تحمل في طياتها تفاصيل من الشغف والتحديات، وأحيانًا الغيرة الفنية، تمامًا كما حدث مع أغنية "والله بعودة يا رمضان"، التي أصبحت واحدة من أشهر الأغاني الرمضانية على الإطلاق.
لم تكن هذه الأغنية مجرد لحن وكلمات، بل كانت نتاج منافسة شرسة ورغبة في صنع عمل ينافس الأغاني الرمضانية الخالدة مثل "رمضان جانا" و"وحوي يا وحوي".
بداية الفكرة والتحدي الفني
أراد الملحن جمال سلامة ترك بصمته في الأغاني الرمضانية، وقرر أن يفعل شيئًا غير مألوف، حيث قام بتلحين المقطوعة الموسيقية قبل كتابة الكلمات، وهو ما اعتبره تحديًا جديدًا.
وعرض اللحن على الشاعر عبد الوهاب محمد، الذي كتب الكلمات متأثرًا بالحالة الموسيقية التي وضعها سلامة، فجاءت الكلمات متدفقة وبسيطة تعبر عن فرحة استقبال رمضان.
غيرة محمد قنديل تدفعه لتقديم الأغنية
وعندما استمع الفنان محمد قنديل إلى اللحن والكلمات، لم يتمالك نفسه من الحماس، فقد كان يشعر بالغيرة من نجاح الأغاني الرمضانية الأخرى، وكان يبحث عن أغنية تُعيده للمنافسة.
ووجد في "والله بعودة يا رمضان" الفرصة المناسبة، فقرر تسجيلها، وبالفعل نجح العمل صوتيًا وبدأ ينتشر بشكل واسع.
أزمة تصوير الأغنية.. خدعة المخرج وخلاف مالي
وبعد النجاح الكبير، طلب التلفزيون المصري تصوير الأغنية، وتم الاتفاق مع المخرج عبد العزيز السكري على تصويرها داخل مسجد عمرو بن العاص، لكن في يوم التصوير، حدثت مفاجأة غير متوقعة؛ تغيب محمد قنديل بسبب خلاف مالي مع بعض المسؤولين حول أجره، معتقدًا أن التصوير سيتأجل حتى حل المشكلة، ولكن المخرج كان له رأي آخر.
وبدلًا من تأجيل التصوير، قرر المخرج تصوير الأغنية دون ظهور قنديل نهائيًا، مكتفيًا باستخدام صوته مع مشاهد تعبيرية تُجسد أجواء رمضان في القاهرة، ليكون العمل جاهزًا للعرض في موعده.
ورغم هذا التحدي، نجحت الأغنية بشكل ساحق وظلت خالدة في وجدان الجمهور.
أغنية خلدها الزمن
واليوم وبعد سنوات طويلة، لا يزال المصريين والعرب ينتظرون سماع "والله بعودة يا رمضان" مع بداية الشهر الكريم، دون أن يعلم الكثيرون أنها جاءت من رحم المنافسة والغيرة الفنية، وعبرت العديد من العقبات حتى وصلت إلى قلوب المستمعين.