فقر ونار وانتقام.. تيمات لا تخلو منها الدراما الرمضانية

مع انطلاق السباق الدرامي لشهر رمضان 2025، تتجه أنظار المشاهدين نحو الشاشة لمتابعة الأعمال الجديدة التي تتنافس على جذب الجمهور.
هذا العام، تسيطر تيمتان واضحتان على المسلسلات المعروضة: الفقر بمآسيه وصراعاته، والانتقام بدوافعه وتعقيداته.
ويبدو أن الدراما لا تزال تنبض بواقع المجتمع وتعكس ما يدور في زواياه المظلمة، سواء من خلال تسليط الضوء على المعاناة الاقتصادية أو تجسيد قصص الثأر والعدالة المشروطة بالقوة.
الفقر يسيطر على الدراما الرمضانية
ولطالما كانت الدراما انعكاسًا لحالة المجتمع، وهذا العام تأتي عدة أعمال لتسليط الضوء على الفقر ومآسيه، حيث تدور أحداث بعضها في الأحياء الشعبية والمناطق المهمشة، وتنقل معاناة الأسر التي تواجه صعوبات معيشية قاسية.
وتقدم بعض المسلسلات شخصيات تكافح للنجاة وسط الأزمات الاقتصادية والضغوط الاجتماعية، في محاولة لتصوير الواقع كما هو، بأوجاعه وتفاصيله المؤلمة، من بين هذه الأعمال.
مسلسل "قلبي ومفتاحه"
يقدم مسلسل "قلبي ومفتاحه" قصة رجل يعمل في مجال الأدوات الطبية، يجد نفسه في أزمة بعد فقدان وظيفته بسبب جائحة كورونا.
ويضطر للعمل سائقًا في خدمة النقل الخاصة، لتتغير حياته تمامًا عندما تعرض عليه سيدة الزواج بطريقة غريبة، والمسلسل من تأليف تامر محسن ومها الوزير، وإخراج تامر محسن، وبطولة آسر ياسين ومي عز الدين.
مسلسل "حسبة عمري"
تدور أحداث المسلسل حول سيدة تنجح في تجاوز الفقر وتصبح سيدة أعمال، وكانت روجينا قد بدأت العمل على هذا المسلسل تحت اسم "فنجان نابليون"، قبل أن يتم تغيير الاسم إلى "حسبة عمري".
ويعد المسلسل من بطولة الفنانة روجينا، عمرو عبد الجليل، محمود بزاوى ومحمد رضوان، علي الطيب، نادين فاروق وعمر رزيق وإخراج مي ممدوح تأليف محمود عزت.
مسلسل "ظلم المصطبة"
يقدم المسلسل صورة قاسية للعادات والتقاليد الظالمة التي تفرضها المجتمعات الريفية على أبنائها، ما يجعل الفقر ليس مجرد مشكلة اقتصادية، بل معضلة اجتماعية متوارثة، حيث يتناول المسلسل عدد من القضايا الاجتماعية في الأرياف وتحديداً مدينة إيتاى البارود بمحافظة البحيرة.
ويلقي العمل الضوء على التقاليد العرفية التي تسيطر على المجتمع الريفي، والعنف ضد المرأة.
ويضم مسلسل "ظلم المصطبة" عددًا كبيرًا من النجوم، منهم: إياد نصار، ريهام عبدالغفور، فتحي عبدالوهاب، بسمة، أحمد عزمي، محمد علي رزق، وأحمد عبدالحميد، والعمل من تأليف أحمد فوزي صالح، وسيناريو وحوار محمد رجاء، وإخراج هاني خليفة، وإنتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.
الانتقام.. نار تحت الرماد
وعلى الجانب الآخر، يسيطر عنصر الانتقام بقوة على عدد من المسلسلات، حيث تقدم القصص شخصيات تبحث عن استعادة حقوقها أو الثأر ممن ظلموها، في حبكات مشحونة بالتشويق والغموض.
ومن بين هذه الأعمال:
مسلسل "فهد البطل"
ويتناول المسلسل قصة انتقامية، يحاول خلالها البطل، الذي يجسده أحمد العوضي، البحث عن ذاته في مواجهة قدر قاسٍ، وبعد قضائه عقوبة بالسجن دفاعًا عن شرف شقيقته التي تعرضت للتحرش من صاحب عملها، يخرج فهد من السجن ولا ينسى من تسببوا في معاناته، ليبدأ رحلة انتقام.
ويشارك في بطولة مسلسل فهد البطل إلى جانب أحمد العوضى كلا من: ميرنا نور الدين، أحمد عبدالعزيز، محمود البزاوى، لوسى، كارولين عزمى، يارا السكرى، عصام السقا، صفاء الطوخى، حجاج عبد العظيم، محسن منصور، حمزة العيلى، أحمد ماجد، عايدة رياض، صفوة، مصطفى حشيش، عايدة فهمى، مجدى بدر، محمد مهران، محمد أبو داود، ومراد فكرى صادق، من تأليف محمود حمدان وإخراج محمد عبدالسلام وإنتاج شركة سينرجى.
مسلسل "أهل الخطايا"
يجسد الفنان جمال سليمان شخصية تسعى للانتقام في إطار درامي مشوق، حيث يمزج المسلسل بين الإثارة والرعب والتشويق، مقدمًا مشاهد متداخلة من النار والدم وأحداث غامضة ترتبط بمفهوم الجريمة وقضايا الإنترنت.
وتشارك الفنانة رانيا يوسف في المسلسل، بشخصية "وردة"، والتي تؤمن بالسحر والشعوذة وقراءة الفنجان، كما ظهر في أولي حلقات العمل، الذي يعرض على قناة "النهار" في تمام الساعة الثامنة مساءً.
ويعد المسلسل من تأليف أحمد أنور ومحمد عبد القوي، وإخراج رؤوف عبد العزيز، يضم مجموعة من النجوم الذين أضافوا قوة للعمل، في مقدمتهم جمال سليمان، سوسن بدر، رانيا يوسف.
مسلسل "الغاوي"
يقدم الفنان أحمد مكي قصة رجل يسعى للانتقام وتغيير حياته، حيث يتورط في صراعات تقوده إلى مسارات غير متوقعة.
ويضم المسلسل نخبة من أبرز نجوم الدراما المصرية، أبرزهم: أحمد مكي في دور شمس، وعائشة بن أحمد، عمرو عبد الجليل، أحمد بدير، أحمد كمال، محمد لطفي، ولاء الشريف، كرم جابر، هاجر عفيفي، تامر شلتوت، كزبرة، أبيوسف
هل أصبحت الدراما الرمضانية محصورة بين هذين الخطين؟
ورغم تنوع الأعمال الدرامية هذا العام، إلا أن الفقر والانتقام يظلان من أكثر التيمات التي تجذب صناع الدراما والجمهور على حد سواء، بينما يرى البعض أن هذه الموضوعات تعكس الواقع الاجتماعي وتعطي صوتًا لمن لا صوت لهم، ويرى آخرون أن التركيز المستمر على هذه النوعية من القصص قد يحد من التنوع المطلوب في الدراما، ويجعلها تدور في حلقات مفرغة من الكآبة والصراعات القاتمة.
ومع استمرار عرض الحلقات، يظل الجمهور هو الحكم النهائي على هذه الأعمال، بين من يبحث عن دراما واقعية تعبر عن معاناته، ومن يريد الهروب من الواقع إلى قصص أكثر تنوعًا وخيالًا.