ذكرى ميلاد عبد الله فرغلي.. أستاذ اللغة الفرنسية الذي أضاء المسرح والسينما

في مثل هذا اليوم من عام 1928، وُلد الفنان القدير عبد الله فرغلي، الذي اشتهر بقدرته الفريدة على تقديم الكوميديا والتراجيديا في آن واحد، وأبدع في أدوار الطيب والشرير بحرفية عالية.
ولم يكن مجرد ممثل يُجيد الأداء، بل كان صاحب حضور استثنائي في كل مشهد شارك فيه، حتى وإن لم يكن في البطولة المطلقة.
من التدريس إلى التمثيل.. حكاية عشق للمسرح
وُلد عبد الله علي عبد الله فرغلي في القاهرة، ودرس بكلية الآداب، حيث حصل على ليسانس اللغة الفرنسية، كما درس في كلية التربية وتخرج عام 1941.
وبدأ حياته المهنية كمدرس للغة الفرنسية في إحدى مدارس طنطا الثانوية الحكومية، لكنه كان يقضي لياليه على خشبة المسرح في القاهرة.
وظل متأرجحًا بين المهنة والفن لسنوات، حتى شارك في مسرحية "سيدتي الجميلة" مع فؤاد المهندس وشويكار، ليقرر بعدها ترك التدريس نهائيًا والتفرغ للفن.
رحلة إبداع على خشبة المسرح
وكان المسرح هو العشق الأول لعبد الله فرغلي، حيث قدّم أكثر من 15 مسرحية ناجحة، أبرزها:
• "مدرسة المشاغبين" التي جسد فيها شخصية "ملواني"، المدرس ضعيف الشخصية الذي يستغله الطلاب، وهو الدور الذي حقق له شهرة واسعة.
• "إنها حقًّا عائلة محترمة" مع فؤاد المهندس.
• "هاللو شلبي" و"الزيارة انتهت" و"لعبة زواج".
ولم يكتفِ عبد الله فرغلي بالتمثيل فقط، بل كان له باع في الكتابة المسرحية، حيث ألف نصوصًا شهيرة مثل: "البيجامة الحمراء" و"سكر زيادة" و"غراميات عفيفي".
تألق سينمائي رغم قلة الأعمال
ورغم عشقه للمسرح، قدم عبد الله فرغلي ما يزيد على 30 فيلمًا سينمائيًا، لكنه اختار الأدوار الثانوية التي تركت بصمة قوية، ومن أبرز أفلامه: "أرض النفاق"، "أونكل زيزو حبيبي"، "الشقة من حق الزوجة"، "هستيريا"، "صعيدي رايح جاي".
علامة مميزة في الدراما التلفزيونية
وفي عالم الدراما، قدم عبد الله فرغلي أعمالًا حققت نجاحًا كبيرًا، منها: "أبنائي الأعزاء شكرًا" مع عبد المنعم مدبولي، "حدائق الشيطان"، "شيخ العرب همام"، وكان هذا العمل آخر ظهور له قبل وفاته، و"الجماعة"، و"حلم الجنوبي"، و"ضمير أبلة حكمت".
عبد الله فرغلي.. المؤلف والمبدع
ولم يقتصر إبداعه على التمثيل فقط، بل دخل عالم الكتابة، حيث ألف أعمالًا إذاعية وتلفزيونية وسينمائية، كان أبرزها المسلسل الإذاعي "ألماظية" الذي شارك فيه فؤاد المهندس وشويكار، ومسلسل "مصيدة الدكتور غراب" الذي شارك في بطولته عادل إمام وسعيد صالح، كما كتب سيناريو وحوار فيلم "واحدة بعد واحدة ونص" عام 1978.
وداعًا بعد رحلة طويلة من العطاء
وفي 18 مايو 2010 رحل عبد الله فرغلي عن عمر 82 عامًا بعد معاناة مع مرض السرطان، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا تجاوز 200 عمل بين المسرح والسينما والتلفزيون.
ولم يكن يسعى للبطولة المطلقة، لكنه ترك بصمة في كل دور قدمه، وظلت إفيهاته وجمله الكوميدية محفورة في ذاكرة الجمهور، ليبقى حاضرًا بأعماله رغم الغياب.