من الطلاق إلى الشائعات.. الوجه الآخر في حياة ليلى مراد

تحل اليوم الإثنين ذكرى ميلاد الفنانة ليلى مراد، صاحبة الصوت العذب والإحساس المرهف، التي حفرت اسمها في سجل عظماء الفن المصري.
اسمها الحقيقي ليليان زكي إبراهيم مراد مردخاي، ولدت يوم 17 من شهر فبراير عام 1918 بحي الظاهر في القاهرة، وسط عائلة فنية، وعرفت بحبها للفن منذ الصغر، حتى أصبحت واحدة من أبرز نجمات الغناء والسينما في القرن العشرين.
البداية الفنية وصعود النجومية
وبدأت ليلى مراد مشوارها الفني في سن صغيرة، حيث تعلمت الغناء على يد والدها، الملحن زكي مراد، وبدعم من داود حسني.
ودخلت الإذاعة المصرية في الثلاثينيات، وأصبحت نجمة في عالم الغناء، ثم اتجهت للسينما عام 1937 بفيلم "يحيا الحب" أمام محمد عبد الوهاب، لتبدأ بعدها رحلتها السينمائية المضيئة.
ليلى مراد.. ضحية أنور وجدي والشائعات
وكان ارتباط ليلى مراد بالفنان أنور وجدي نقطة تحول في حياتها، حيث تزوجا بعد نجاح فيلم "ليلى بنت الفقراء" عام 1945.
ولكن علاقتهما لم تكن مستقرة، إذ روت في مذكراتها تفاصيل صعبة عن زواجهما، وأوضحت أن أنور وجدي ألقى عليها يمين الطلاق ثلاث مرات، مما اضطرها للعودة إلى منزل أسرتها.
ورغم محاولاته لإعادتها، إلا أنها اشترطت شروطًا لحفظ كرامتها، لكنه لم يلتزم بها وبدأ في نشر شائعات كاذبة عنها، مما أصابها بجرح عميق.
وحاول الأصدقاء والزملاء التدخل لإصلاح الأمور، لكن ليلى مراد رفضت العودة إليه بعدما شعرت بالخذلان، ومع تصاعد الشائعات، لم تجد سوى الدعاء لله ليحميها من الظلم.
حلم لم يكتمل.. بناء مستقبل جديد
وبعد طلاقها من أنور وجدي، حاولت ليلى مراد إعادة بناء حياتها، فقررت شراء قطعة أرض في جاردن سيتي لبناء عمارة، إلا أن العقبات لم تتركها، وظلت التحديات تطاردها، مما جعل حياتها أكثر تعقيدًا بعد الطلاق.
عشاء عالمي واعتراف بمكانتها الفنية
وكشفت تصريحات أشرف أباظة، ابنها من وجيه أباظة، أن والدته دُعيت خلال الأربعينيات لحفل عشاء في لندن بحضور الممثلة العالمية فيفيان لي، بطلة فيلم "ذهب مع الريح"، وأحد كبار نجوم هوليوود.
وكانت المفاجأة عندما أخبرها الممثل الإنجليزي بأنه أراد رؤية الفنانة المصرية التي تحصل على أجر أعلى منه.
الأجر الأعلى ومسيرة سينمائية حافلة
وبدأت ليلى مراد رحلتها السينمائية بأجر 200 جنيه في فيلم "يحيا الحب"، لكن نجاحها جعلها تتقاضى 12 ألف جنيه عن الفيلم الواحد بحلول عام 1946، وهو رقم ضخم في ذلك الوقت، مما جعلها واحدة من أعلى النجمات أجرًا في عصرها.
الاعتزال والرحيل
وبعد تقديمها آخر أفلامها "الحبيب المجهول" عام 1955، اعتزلت ليلى مراد الفن نهائيًا رغم محاولات المقربين إعادتها.
ورحلت عن عالمنا يوم 21 من نوفمبر عام 1995، لكنها تركت إرثًا فنيًا خالدًا، يظل حيًا في ذاكرة عشاق الزمن الجميل.
ليلى مراد.. أسطورة لا تموت
بصوتها الساحر وأدائها الصادق، استطاعت ليلى مراد أن تحفر اسمها بين كبار نجوم الفن المصري، ورغم التحديات التي واجهتها، فإن أعمالها لا تزال تعيش في وجدان الجمهور، لتظل "قلبها دليلي" شاهدًا على رحلة فنية استثنائية لن تتكرر.