ندوة “الفيلم التسجيلي خارج حدود العاصمة” تناقش تحديات نشر السينما في الأقاليم

شهدت فعاليات مهرجان الإسماعيلية السينمائي الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة في دورته الـ26، ندوة بعنوان “الفيلم التسجيلي خارج حدود العاصمة”، بحضور كل من المبرمجة السينمائية صفاء مراد، والمخرج مدحت صالح، والكاتب حمادة زيدان، وأدار النقاش المخرج ياسر نعيم.
مشروع نشر السينما خارج العاصمة
بدأت الندوة بعرض فيلم قدمته غادة الشربيني، مسؤولة الأنشطة الثقافية في معهد جوتة بالقاهرة، استعرض لقطات من مشروع “السينما خارج حدود العاصمة”
وأوضحت أن المشروع ركز في مراحله الأولى على الإدارة الثقافية، والتقدم للمنح، والتعامل مع السوشيال ميديا والصحفيين، إضافةً إلى كيفية إقناع الممولين بدعم المشاريع الفنية، وشمل عرض منح متوسطة وكبيرة، إلى جانب دعوة الصحفيين للاطلاع على المشاريع الفنية التي تم تنفيذها.
تجارب سينمائية من الأقاليم
من جهته، تحدث المخرج مدحت صالح عن تجربته في نشر الثقافة السينمائية في سوهاج، حيث انتقل إلى القاهرة عام 2011 لدراسة السينما، ثم عاد إلى محافظته في عام 2015 لإطلاق ورش سينمائية تهدف إلى بناء مجتمع فني محلي.
وأكد أن أبرز التحديات التي تواجه صناع الأفلام المستقلة غياب الدعم المادي وعدم تمثيل المجتمع الصعيدي بشكل دقيق في الدراما والسينما المصرية، مشيرًا إلى أن محافظة سوهاج وحدها تضم 10 لهجات مختلفة، لا يتم تصويرها بشكل صحيح على الشاشة.
أما الكاتب حمادة زيدان، فتحدث عن تأسيسه لمؤسسة “مجراية” في مدينة ملوي، والتي بدأت بعرض الأفلام المستقلة ثم تطورت إلى إنتاج الأفلام القصيرة، حيث أنتجت حتى الآن 3 أفلام قصيرة، مع العمل على مشاريع أخرى، وأعلن عن إطلاق فعالية أسبوع الأفلام القصيرة في ملوي، وأبدى رغبته في عرض الأفلام الفائزة في مهرجان الإسماعيلية السينمائي ضمن هذه الفعالية.
وأشار زيدان إلى أن صعوبة تقديم الأفلام المستقلة في البداية تمثلت في عدم وجود جمهور معتاد على هذا النوع من السينما، لكنه أوضح أن مؤسسة “مجراية” نجحت في تكوين قاعدة جماهيرية ثابتة في ملوي، مما يعكس التأثير الكبير للفن على المجتمع المحلي.
التحديات الثقافية ودور المهرجانات السينمائية
من جانبها، أكدت المبرمجة السينمائية صفاء مراد، المدير الفني لمهرجان أسوان، أن أبرز المشكلات التي تواجه الثقافة السينمائية في المحافظات غياب دور العرض السينمائي، مشيرةً إلى أن محافظة أسوان مثلًا تحتوي على دار عرض واحدة فقط، ما يحدّ من انتشار ثقافة مشاهدة الأفلام.
ولكنها أوضحت أن هناك العديد من المؤسسات المستقلة التي تسعى لدعم السينما في المناطق البعيدة عن العاصمة.
كما أكدت مراد أن المهرجانات السينمائية تلعب دورًا مهمًا في نشر الثقافة السينمائية، لكنها لفتت إلى أن بعض المجتمعات البعيدة عن العاصمة تتأثر بالسينما بشكل يجعلها إما تبتعد عن هويتها وتحاول تقليد الصورة التي تراها على الشاشة، أو تتمسك أكثر بقضاياها المحلية.
اختتمت الندوة بتأكيد المشاركين على أهمية نشر الثقافة السينمائية في مختلف أنحاء مصر، ودعم صناع الأفلام المستقلة في الأقاليم، لضمان تقديم أعمال تعكس الواقع المحلي بصدق بعيدًا عن النمطية السائدة.