الحب والغيرة المرضية والزواج الصادم.. جوانب خفيّة في شخصية محسن سرحان

محسن سرحان
محسن سرحان

تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان القدير محسن سرحان، أحد أبرز نجوم السينما المصرية في عصرها الذهبي، والذي قدم خلال مسيرته ما يقرب من 250 عملاً فنياً بين السينما والتلفزيون، حيث تنوعت أدواره بين العاشق الرومانسي، وضابط الشرطة، وابن البلد، ليصبح واحدًا من رموز الفن في مصر.

البداية من بورسعيد إلى القاهرة

ولد محسن سرحان في 6 يناير 1916 بمدينة بورسعيد، ونشأ في أسرة متوسطة الحال، وحصل على شهادة البكالوريا، ثم انتقل إلى القاهرة وعمل موظفًا بوزارة الزراعة عام 1939.

ورغم الوظيفة الحكومية، لم يتخلَ عن حلمه في التمثيل، فالتحق بالدراسات الحرة في السينما والمسرح، وانضم إلى الفرقة القومية في عام 1944.

دخوله عالم السينما وتألقه الفني

وبدأ مشواره السينمائي في الأربعينيات، وسرعان ما لفت الأنظار إليه، ليس فقط بموهبته، ولكن أيضًا ببنيته الرياضية القوية، حيث كان يمارس رياضة الملاكمة ورفع الأثقال، وهو ما جعل المخرجين يلتفتون إليه ويمنحونه أدوار البطولة.

ومن أشهر أعماله السينمائية: شاطئ الغرام، قسمة ونصيب، أنا ذنبي إيه، غضب الوالدين، سمارة مع تحية كاريوكا، توحة، بياعة الورد، صراع في الجبل، فتاة متمردة، العريس الخامس، السعادة المحرمة، أنا بنت مين، ذئاب لا تأكل اللحم.

وكان آخر أفلامه "المشاغبات والكابتن" و"امرأة آيلة للسقوط" مع الفنانة يسرا.

أجمل رجل في مصر

وفاز محسن سرحان في عام 1959، في مسابقة "أجمل رجل في مصر"، متفوقًا على النجمين رشدي أباظة وفريد شوقي، حيث كانت المسابقة تشترط أن يكون الفائز رياضيًا، وكان هو يمارس رياضة رفع الأثقال.

الدراما التلفزيونية ومحطة التسعينيات

ومع تقدم العمر قلت أدواره السينمائية، فاتجه إلى الدراما التلفزيونية، وشارك في عدة مسلسلات مثل: مفتش المباحث، عروس اليمامة، محمد رسول الله، سيداتي آنساتي، طائر البحر.

ولكن أدواره في هذه الأعمال كانت صغيرة، وشعر بتجاهل المخرجين والمنتجين له، وهو ما عبر عنه قائلًا: "كلما كبر الفنان يجب أن تهيئ له أدوارًا خاصة، ويجب على الكتاب تفصيل أدوار للفنانين على حسب أعمارهم من أجل إسعاد الممثل وجمهوره".

حياته الشخصية وزواجه من سميحة أيوب

وتزوج محسن سرحان 4 مرات، وكانت أولى زيجاته من الفنانة سميحة أيوب، التي أنجبت منه ابنه محمود، لكن زواجهما لم يستمر بسبب غيرته الشديدة، كما قالت أيوب لاحقًا: "كنت عيلة صغيرة، وهو راجل ناضج، وكان نجمًا كبيرًا، لكن غيرته المرضية أنهت زواجنا".

أما زيجته الأخيرة فكانت من فتاة في مرحلة الإعدادية، تعرف عليها بالمصادفة، وقرر الزواج منها رغم فارق السن الكبير.

موقف غريب أثناء العدوان الثلاثي

وخلال فترة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، كان محسن سرحان في المغرب لتصوير أحد الأفلام، وهناك التقى بفتاة انجليزية تدعى بيرس فورد، التي وقعت في غرامه وأرسلت له العديد من الخطابات، معلنةً استعدادها للانتقال إلى مصر للعيش معه.

ولكنه رفض الأمر تمامًا، ورد عليها برسالة نُشرت في مجلة روز اليوسف، قائلًا: "مع الأسف، أنتِ انجليزية، وجمهوري قد لا يتقبل أن أرتبط بفتاة من دولة نعتبرها محتلة. لذا، أطلب منكِ نسياني".

ورغم رفضه، أرسلت له بيرس رسالة أخرى تقول فيها: "إنني أبكي منذ أن تسلمت رسالتك. لقد عاملتني كأنني زعيمة سياسية، رغم أنني لا علاقة لي بالسياسة، كنت فقط أحبك".

التكريم والرحيل

وحظي محسن سرحان بتقدير كبير خلال مسيرته الفنية، وحصل على عدة جوائز، أبرزها:

• وسام الجمهورية عام 1964

• شهادة التقدير الذهبية من الجمعية المصرية للكتاب ونقاد السينما عام 1983
• درع التليفزيون عام 1985

تم نسخ الرابط