في ذكرى عرض فيلم "السكرية"… تأملات في حياة الجيل الثاني من أسرة عبد الجواد

نحتفل اليوم بذكرى عرض فيلم "السكرية" الذي أُطلق عام 1973، والمأخوذ عن رواية "السكرية"، الجزء الثالث من ثلاثية نجيب محفوظ الشهيرة.
ويُعد الفيلم من أبرز الأعمال السينمائية المصرية التي قدمت لنا صورة عن التحولات الاجتماعية والسياسية في مصر بعد ثورة يوليو، وهو من إخراج حسن الإمام، وبطولة نخبة من النجوم مثل يحيى شاهين، ميرفت أمين، نور الشريف، مها صبري، عبد المنعم إبراهيم، زهرة العلا، هدى سلطان ومحمود المليجي.
قصة فيلم "السكرية"
وتبدأ الأحداث مع أحمد عبد الجواد (يحيى شاهين)، الذي يقترب من أيامه الأخيرة في الحياة، ويعيش في "بين القصرين" مع زوجته أمينة (كلثوم) وأبنائه، من بينهم كمال (نور الشريف) الذي كان يحلم أن يصبح فيلسوفًا ولكن انتهى به الحال مدرسًا، ويظهر التباين بين الأجيال في الفيلم حيث يتعامل مع أسئلة الهوية والطبقات الاجتماعية.
ومع دخول كمال في علاقة مع بدور ميرفت أمين، وهي الطالبة الجامعية، نرى تأثره بالفكرة الماركسية التي تحاول التأكيد على ضرورة التغيير الاجتماعي.
ويعكس الفيلم أيضًا التحولات في شخصية أحمد عبد الجواد نفسه، الذي كان له تاريخ طويل مع مغامرات عاطفية في شبابه، لكنه الآن يتعامل مع أحفاده وأبناءه في ظل التغيرات التي طرأت على المجتمع المصري.
أبطال فيلم "السكرية"
ويشارك في بطولة الفيلم نخبة من النجوم منهم الفنان يحيي شاهين الذي يمثل شخصية الأب الحاكم الذي يعيش في ظل قسوة الحياة وعلاقاته العاطفية المتعددة، والفنان نور الشريف الذي يمثل الجيل الجديد مع قناعاته الخاصة التي تتنوع بين الماركسية والفكر الفلسفي، والفنانة ميرفت أمين التي تُعتبر رمزا للجيل الجديد الباحث عن مكان له في العالم، والفنانة هدى سلطان التي تحاول أن تظل محافظة على موروثات الأسرة في ظل تغيرات المجتمع.
الأحداث تتوالى لتكشف لنا صراعات الأجيال، حيث تنكشف الأكاذيب والصراعات الداخلية بين أفراد الأسرة، من عبد المنعم الذي يقتنع بالطريق الديني، إلى أحمد الذي ينحاز للمفاهيم الاشتراكية، مع وجود التدخلات من شخصيات أخرى مثل عائشة التي تعيش في أحزانها وتبحث عن السعادة رغم الظروف.
ومع وفاة أحمد عبد الجواد، يظهر لنا مدى تدهور العلاقات الأسرية والاجتماعية، كما يُختتم الفيلم بحالة من التشتت، حيث لا يجد كمال نفسه في النهاية سوى أن يقف على باب ابن أخيه رضوان، طالبًا وساطة لإلغاء نقله إلى الصعيد.
ويظل فيلم "السكرية" عملاً سينمائيًا يعكس قضايا اجتماعية هامة كانت تؤرق المجتمع المصري في فترة السبعينات، ويرسم صورة حية عن التحولات الجذرية التي عاشتها الأسر المصرية في مرحلة ما بعد الثورة.