"قارئة الفنجان".. قصة أغنية كشفت سر علاقة العندليب والسندريلا‎

أغنية قارئة الفنجان
أغنية قارئة الفنجان

كل أغنية تحمل في طياتها قصة أو إحساساً مميزاً يترك بصمته في الذاكرة والوجدان، وأغنية "قارئة الفنجان" التي قدمها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في أواخر مسيرته الفنية ليست مجرد عمل فني عابر، بل شهادة على مشاعر دفينة وقصة حب معقدة ربطت بينه وبين سندريلا الشاشة العربية، سعاد حسني، وما تخللها من صراعات وظلال غامضة.

 

قصة الحب والقصيدة

أثارت قصة عبد الحليم حافظ وسعاد حسني الجدل لسنوات، تلقت تفسيراً خاصاً من السندريلا نفسها في مذكراتها، حيث أشارت إلى أنها كانت مصدر إلهام قصيدة "قارئة الفنجان" التي كتبها الشاعر الكبير نزار قباني.

وتلك الكلمات جسدت رحلتهما المليئة بالعقبات، وكأن نزار قد وضع تفاصيل علاقتهما العاطفية المعقدة بين أبيات القصيدة.

وحين قرأ نزار القصيدة على عبد الحليم لأول مرة، تأثر العندليب بشدة وبكى، خاصة عند سماعه البيت الذي يقول: "يا ولدي قد مات شهيداً من مات فداءً للمحبوب"، وهذا البيت بالتحديد لامس أعماقه، حيث عكس مشاعر الحب العميق والألم الذي عايشه مع سعاد.

 

اللحن والرحلة الفنية

وبقيت كلمات نزار قباني مع الملحن الكبير محمد الموجي لمدة عامين كاملين، حيث سعى إلى تقديم لحن يعكس عظمة النص وعمقه.

واستغرق الأمر وقتاً طويلاً لإتمام اللحن بسبب حرص الموجي على أن يحمل الموسيقى صدى المشاعر الحقيقية التي عاشها حليم.

وفي عام 1976، قدم عبد الحليم الأغنية لأول مرة خلال حفلة عيد الربيع، فكانت لحظة تاريخية شهدها الجمهور العربي.

 

أغنية "قارئة الفنجان"

ولم تكن أغنية "قارئة الفنجان" مجرد أغنية، بل كانت مرآة تعكس جوانب خفية من حياة عبد الحليم وسعاد، خاصة مع الحديث المتكرر عن علاقتهما التي لم تخلو من الغموض والتساؤلات.

وكلمات نزار، لحن الموجي، وأداء حليم الحساس، جميعها اجتمعت لتجعل من الأغنية أيقونة خالدة في تاريخ الموسيقى العربية.

وتظل أغنية "قارئة الفنجان" رمزاً للحب الذي يحمل في طياته الشجن والتحديات، تماماً كالقصة التي ألهمتها، وبين كلمات نزار قباني وأداء عبد الحليم، استطاعت الأغنية أن تكون شهادة فنية وإنسانية على علاقة حب لم تكتمل ولكنها بقيت محفورة في الذاكرة، لتخلد مشاعر الحب والألم في آن واحد.

تم نسخ الرابط