حوار/ الإعلامية دعاء فاروق: التليفزيون لازم يواكب العصر.. ودخلت الإعلام بلا واسطة

هي واحدة من كبار الإعلاميين، الذين استطاعوا أن يتركوا بصمة واضحة في عالم الإعلام، لما تمتلكه من أسلوب مميز وشيّق في الحديث، هي الإعلامية دعاء فاروق.
فتحت دعاء فاروق قلبها في حوار خاص عبر “وشوشة”، تحدثت خلاله عن مسيرتها المهنية، والنصائح التي تقدمها للشباب، والتحديات التي واجهتها، ورؤيتها لمستقبل الإعلام في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها.
وإلى نص الحوار…
بدايًة.. حدثينا عن كواليس التحاقك بمجال الإعلام؟ وهل كانت لديك خطة واضحة للوصول إلى ما أنتِ عليه الآن؟
في الحقيقة، بدايتي كانت في قناة ART، وتم قبولي دون أي واسطة أو خطة مسبقة، فالمسؤولين أخبروني بأن لدي قبولاً أمام الكاميرا، وتعلمت على يد كبار الإعلاميين الذين قدموا تدريبات ومبادئ مهنية غير مكتوبة.
قناة ART بالنسبة لي بمثابة الجامعة، التي خرّجت العديد من أبرز المذيعين والمخرجين الحاليين وكانت من أهم وأوائل المحطات الفضائية.
ما هو البرنامج الأقرب إلى قلبك من بين البرامج التي قدمتيها؟
هناك برنامجان يعدان الأقرب إلى قلبي، رغم محبتي لجميع البرامج التي قدمتها. الأول هو "حياتنا"، الذي انطلقت به على شاشة قناة النهار، وكان بمثابة تجربة مختلفة ومميزة، حيث دمج بين التصوير الداخلي والخارجي، وأعتبر حلقاته جزءًا من تاريخي الإعلامي الذي يمكن الاستمتاع به دائمًا وفي أي وقت.
أما الثاني فهو "اسأل مع دعاء"، الذي أقدمه حاليًا، وأرى أنه يعكس خلاصة خبرتي الإعلامية، حيث اكتسبت نضجًا ومهارات جديدة مع الوقت، ما جعلني أكثر احترافية في إدارة الحوارات وتقديم المحتوى بشكل عميق وهادف.
هل تقومين بتقييم نفسك من وقت لأخر؟
نعم، يجب أن أقيم نفسي من وقت لآخر، أقف لأرى أين أنا الآن؟، هل أنا حاضرة على الخريطة البرامجية؟ هل الناس تتابعني وحلقاتي تحقق صدى جيدًا؟، فالإعلامي الذي لا يقيم نفسه باستمرار يخرج من دائرة الاهتمام والخريطة تمامًا.
إذن.. ما تقييمك للآراء والبرامج الدينية الموجودة حاليًا؟
لا يمكنني تقييم برامج زملائي، فهم جميعًا أساتذة محترمون، وأنا مثلهم. يمكنني فقط تقييم نفسي وأدائي وبرنامجي، كل الشيوخ الذين يظهرون على الشاشات المصرية هم أشخاص أفاضل ومحترمون، وأغلبهم سبق لي إجراء حوارات معهم.
جميعهم كانوا ضيوفًا في برامجي على مر السنين. لا يوجد شيخ يظهر على الشاشة أو يقدم برنامجًا إلا وتعاونت معه.
ما نصيحتك للشباب الراغبين في دخول مجال الإعلام؟
أن يكون لديهم أدوات أقوى مما كان متاحًا في الماضي، مثل الهواتف المحمولة التي تمكنهم من صناعة محتوى وعرضه لملايين المشاهدين، كما أود أن يعرفوا جيدًا بأن النجاح يعتمد على تقديم محتوى محترم وجيد يجذب انتباه الجمهور والقنوات الإعلامية وأن السوشيال ميديا أصبحت منصة مميزة لتحقيق النجاح والوصول للجمهور.
ورغم أهمية السوشيال ميديا، لكنها تزيد من التحدي بسبب المنافسة الشديدة؛ ولذا علينا دعم المواهب التي تقدم محتوى هادف ومفيد، في ظل انتشار المحتويات الغير مُجدية.
من هو الشخص الذي كان له التأثير الأكبر في حياتك المهنية؟
حياتي المهنية لم تتأثر بشخص بعينه، والتأثير جاء نتيجة مجموعة من الأشخاص، والعوامل المختلفة، والقنوات التي عملت بها، بالإضافة إلى الظروف المتنوعة والتجارب التراكمية التي شكلت مسيرتي المهنية على مر السنين.
ما أهم المشاكل التي تواجهك في تقديم البرامج الدينية؟
في الحقيقة، البرامج الدينية تُعد من أهم البرامج على الساحة الإعلامية، وتحظى بنسب مشاهدة مرتفعة على القنوات والمنصات المختلفة، ووجود اختلافات في الآراء الفقهية، هو أمرًا طبيعيًا، يعكس رحمة وثراء الفكر الديني.
يُفضل البعض سماع آراء معينة، تلتزم بالشرع، مع ترك مساحة للشيوخ لطرح مختلف الآراء الفقهية، الأئمة أنفسهم اختلفوا في العديد من القضايا، وهذا التنوع لا يمثل مشكلة، بل يثري المحتويين الإعلامي والديني.
برأيك.. ما هو مستقبل الإعلام التلفزيوني لا سيٌما بعد انتشار الإعلام الرقمي على السوشيال ميديا؟
أرى أنه من الضروري أهمية تطوير التلفزيون باستمرار؛ لمواكبة التغيرات التكنولوجية والرقمية، وفي الماضي، كان التلفزيون ثابتًا، لكن مع ظهور شرائط الفيديو والسوشيال ميديا، أصبح من اللازم تطويره ليلائم العصر.
فالتلفزيون يجب أن يكون أسرع في تقديم محتواه وألا يعتمد على الأساليب القديمة؛ لأن الجمهور أصبح لديه خيارات متعددة قد تجعله يفضل استخدام الهواتف المحمولة على مشاهدة البرامج التقليدية، ورغم ذلك فهو لن يختفي، لكنه يحتاج إلى تحديث وتطوير مستمر ليتماشى مع العصر الرقمي.
ختامًا.. ما خططك المستقبلية في مجال الإعلام؟ وهل لديك مشاريع جديدة قيد التحضير؟
لا أعمل حاليًا على برامج جديدة في القنوات التلفزيونية، فالأفكار والمشاريع الجديدة أصبحت تتولد بسرعة، خاصة مع انتشار السوشيال ميديا التي أتاحت مساحة واسعة للإبداع والتجديد.
من الممكن أن أقرر فجأة البدء في مشروع جديد على السوشيال ميديا، فهذه المنصات لا حدود أو قيود لها، لكن ضيق الوقت هو العائق الرئيسي الذي يمنعني من تقديم برامج وأفكار متنوعة يوميًا على السوشيال ميديا؛ نظرًا لالتزامي ببرامج التلفزيون.