قصة أغنية "سألوني الناس".. من أزمة عائلية ومتاجرة بالمرض لأغنية خالدة

كل أغنية تحمل بين سطورها ذكريات وحقائق مؤثرة، تُعبّر عن مشاعر عميقة تُخلّد لحظات لا تُنسى، وأغنية "سألوني الناس" لفيروز تعتبر واحدة من الأغاني التي تحمل قصة مؤثرة ومميزة في تاريخها الفني، حيث ارتبطت بمشاعر الحزن والتأثر بعد غياب زوجها عاصي الرحباني عن الحياة الفنية بسبب مرضه.

قصة أغنية "سألوني الناس"

تعود قصة أغنية "سألوني الناس" إلى فترة مرض عاصي الرحباني، حيث كان غيابه عن الساحة الفنية سببًا في تأثر فريق العمل، خاصة شقيقه منصور الرحباني وزوجته فيروز، ومع الحزن الذي شعرت به فيروز لغياب زوجها، قرر منصور كتابة كلمات تعبر عن هذا الفقدان، وتم الاتفاق على أن تكون هذه الكلمات جزءًا من مسرحية لتقدمها فيروز. 

أما اللحن، فكان من نصيب نجلها زياد الرحباني، الذي كان في السابعة عشرة من عمره، ليكون هذا التعاون الفني بداية لمسيرة فنية ناجحة بينه وبين والدته.

رد فعل عاصي الرحباني

وعاصي الذي كان يعاني من مرضه في تلك الفترة، شعر بالغضب عندما علم بتقديم الأغنية، واعتبر أن عرضها في هذا الوقت كان نوعًا من المتاجرة بمرضه. 

ولكنه مع مرور الوقت، وبعد رد الفعل الإيجابي الكبير من الجمهور، بدأت مشاعره تتغير، وأصبح يرى أن الأغنية كانت بداية لنجاح ابنه زياد في مجال التلحين، وهذا ما دفعه للتعاون معه في العديد من الأعمال الفنية في المستقبل.

كلمات الأغنية

وتُعبر أغنية "سألوني الناس" عن مشاعر الحزن والاشتياق، حيث تسرد كلمات الأغنية حوارًا بين فيروز والناس الذين يسألونها عن غياب زوجها. 

وكانت الأغنية بمثابة رسالة حب وعاطفة لزوجها، ومع لحن زياد الرحباني المميز، أصبحت واحدة من أكثر الأغاني شهرة في تاريخ فيروز.

وتظل "سألوني الناس" من الأغاني التي تحمل في طياتها مشاعر صدق وحب، وتعتبر علامة فارقة في تاريخ عائلة الرحباني وفي مسيرة فيروز الفنية.

وجاءت كلمات الأغنية:

"سألوني الناس عنك يا حبيبي

كتبو المكاتيب وأخدها الهوا

بيعز علي غني يا حبيبى

ولأول مرة ما بنكون سوا

سألوني الناس عنك سألوني

قلتلهن راجع أوعى تلوموني

غمضت عيوني خوفي للناس

يشوفوك مخبا بعيوني".