فى اليوم العالمي لمكافحة الفساد.. كيف تناولت السينما المصرية تلك القضية؟
يحتفل العالم في التاسع من ديسمبر من كل عام، باليوم العالمي لمكافحة الفساد، وهي مناسبة تستهدف رفع الوعي حول المخاطر والتحديات المرتبطة بالفساد، وتعزيز الجهود الدولية لمكافحته.
تعتبر السينما المصرية من أبرز الوسائل الثقافية التي تناولت موضوع الفساد، حيث قدمت العديد من الأفلام رصدًا لمختلف جوانب هذه القضية، ومن خلال أعمالها الدرامية، استطاعت السينما أن تعكس مأساة المجتمع وتأثير الفساد على حياة الأفراد.
فيما يلي بعض الأفلام المصرية التي ناقشت قضية الفساد
"طيور الظلام"
تدور أحداثه حول ثلاثة محامين تربطهم صداقة مهنية، لكن تطورات الحياة والمصالح الشخصية تزج بهم في حالات معقدة.
يبدأ الفيلم بتسليط الضوء على فتحي نوفل، المحامي الملتزم الذي يتحول إلى شخص انتهازي يسعى للنجاح الشخصي، مما يجعله مدير مكتب الوزير رشدي.
يتخذ علي الزناتي، زميله، مسارًا مختلفًا من خلال انتسابه لجماعات متطرفة، محاولاً استغلال هذه العلاقة لتحقيق مكاسب مالية عبر الدفاع عن المتهمين، بينما يظل محسن، الزميل الثالث، بعيدًا عن الصراعات، مختارًا حياة بسيطة كموظف في إحدى الشركات.
الفيلم يستعرض التغيرات في القيم والمبادئ نتيجة الضغوط الاجتماعية والسياسية، مما يجعل من الشخصية الرئيسية رمزًا للتحولات التي يمكن أن تواجه الأفراد في سياقات الحياة المختلفة. من خلال ترابط قصص الشخصيات، يعكس الفيلم التوترات بين الأرباح الشخصية والمبادئ الأخلاقية في عالم مليء بالتحديات.
الفيلم من ﺇﺧﺮاﺝ شريف عرفة، ﺗﺄﻟﻴﻒ وحيد حامد، بطولة عادل إمام، يسرا، جميل راتب، أحمد راتب، نظيم شعراوي، رياض الخولي.
"ضد الحكومة"
فيلم "ضد الحكومة"يحمل في طياته رسائل نقدية حول الفساد القانوني والاجتماعي، وتدور أحداثه حول شخصية مصطفى خلف، الذي يتعرض للفصل من النيابة العامة بسبب سوء سلوكه.
بعد هذا الإخفاق، يقرر مصطفى تغيير مسار حياته ويتجه إلى مهنة المحاماة، حيث يتخصص في الدفاع عن المشبوهين والخارجين عن القانون.
يستغل براعته القانونية وشغفه بالإلمام بثغرات القانون لتحقيق النجاح السريع في مجاله، خاصة في قضايا التعويضات. يسعى إلى الكسب المادي عبر استغلال آلام ومعاناة الآخرين، مما يعكس جانبًا مظلمًا من ممارسات المحاماة غير الأخلاقية.
تتصاعد الأحداث بشكل مثير عندما يتعرض ابنه الوحيد لحادث سير مروع، ما يدفعه للوقوف أمام مرآة نفسه وإعادة تقييم خياراته وأفعاله.
يواجه مصطفى صراعًا داخليًا رهيبًا بين رغباته الشخصية ومبادئه الأخلاقية، مما يضعه في مواجهة مع النظام الذي كان جزءًا منه.
بفضل الحبكة الدرامية القوية والأداء المتميز، يتمكن "ضد الحكومة" من إثارة العديد من التساؤلات حول الفساد والمحسوبية، مسلطًا الضوء على التحديات التي تواجه الأفراد في سعيهم لتحقيق العدالة في مجتمع يسوده القهر والفوضى.
الفيلم يعد دعوة للتأمل في الخيارات الأخلاقية التي يمكن أن يتخذها الأفراد، ومدى تأثير تلك الخيارات على حياة الآخرين.
الفيلم ﺇﺧﺮاﺝ عاطف الطيب، ﺗﺄﻟﻴﻒ بشير الديك، بطولة أحمد زكي، لبلبة، عفاف شعيب، أبو بكر عزت، المنتصر بالله، أحمد خليل.
"السادة المرتشون"
يسلط الضوء على العلاقات الإنسانية في ظل الفساد والضغوط الاجتماعية، مقدماً نقدًا واضحًا للأوضاع التي تؤدي إلى اتخاذ قرارات صعبة ومؤلمة.
يتميز الفيلم بالدراما القوية والأداء المتميز من نجومه، حيث تتحرك الأحداث بين الحب والخيانة والفساد، مما يترك أثراً عميقاً في نفوس المشاهدين.
تدور أحداث الفيلم حول محمود، الموظف البسيط في وزارة الصحة، الذي يعيش حياة مهنية متواضعة ويعاني من صعوبات مالية. يتطلّع محمود لتحسين وضعه المالي، مما يدفعه للسفر إلى الكويت بحثًا عن فرص أفضل.
في أثناء سفره، يعيش محمود في حب آمال، المحامية الشغوفة التي تتدرب في مكتب أستاذها علي حماد. تأمل آمال في بناء مستقبل مهني واعد، ولكن الأحداث تأخذ منعطفًا غير متوقع عندما يعود محمود بعد فترة ليستطيع مواجهة واقع مختلف تمامًا؛ إذ يجد أن آمال قد تزوجت من أستاذها الثري، علي حماد، هربًا من مطاردة ابن عمها، ضابط المباحث فتحي.
تكشف هذه التطورات عن بُعد جديد من التحديات التي تواجه الشخصيات، حيث يتعرض محمود لصراع عاطفي نتيجة الفراق وفشل أحلامه، بينما نجد آمال في موقف صعب بين الطموح والرغبة في تحقيق الأمان.
الفيلم ﺇﺧﺮاﺝ علي عبدالخالق، ﺗﺄﻟﻴﻒ مصطفى محرم سيناريو وحوار،قصة علي عبدالخالق،بطولة نجوى إبراهيم، محمود ياسين محمود عبدالعزيز، سعيد صالح، حسين الشربيني، مريم فخر الدين.
تُظهر هذه الأفلام كيف استطاعت السينما المصرية أن تكون منصة قوية لطرح قضايا الفساد، وقد نجحت في إيجاد صدى في المجتمع، ومع احتفالنا باليوم العالمي لمكافحة الفساد، يصبح من الضروري أن نتذكر دور الفن والثقافة في نشر الوعي وتعزيز القيم المجتمعية الإيجابية.