مصطفى فهمي من الحبيب الرومانسي إلى الأب الحكيم
عُرف الفنان الراحل مصطفى فهمي بأسلوبه الراقي وأناقته التي جعلت منه رمزًا للفن الأصيل وجذب قلوب المشاهدين لأكثر من نصف قرن منذ بداياته الفنية، استطاع أن يقدم أدوارًا مختلفة، تتنوع ما بين الرومانسية والاجتماعية، ما جعل منه أحد الفنانين القلائل الذين استطاعوا الاستمرار والنجاح في كافة مراحل مسيرتهم.
وبمرور السنوات، جسد مصطفى فهمي شخصيات الآباء على الشاشة، حيث عكس النضج والحكمة في أدائه، مقدماً صورة الأب الحنون والحكيم، وجعل المشاهدين يشعرون بأنهم أمام أب حقيقي يتعامل بحب وعمق مع أسرته.
في هذا التقرير، نلقي نظرة على رحلته الفنية، والأدوار التي جعلت منه أباً حاضراً في قلوب جمهوره، وتأثيره الباقي في السينما والتلفزيون المصري.
التحول من الأدوار الرومانسية إلى الأدوار العائلية
في بداياته، اشتهر مصطفى فهمي بأدوار الشخصيات الرومانسية التي جذبت جمهورًا واسعًا بفضل أناقته وأسلوبه المميز، لكن مع الوقت، تغيرت نوعية الأدوار التي يقدمها، حيث انتقل إلى تجسيد شخصيات الآباء التي تتميز بالعمق، هذا التحول أضاف إلى مسيرته الفنية بُعدًا آخر وجعله يظهر بشكل مختلف عن بداياته.
شخصيات الأب الحانية والحكيمة
نجح مصطفى فهمي في تجسيد دور الأب الحاني الذي يقف بجانب أبنائه، ليس فقط كرب أسرة، بل كصديق وداعم أيضًا، محاولاً فهم جيل جديد قد يكون مختلفًا عنه، وقد جعلت هذه الشخصيات الجمهور يشعر بالقرب من أدائه، حيث كان قادرًا على تقديم نموذج الأب المثالي الذي يتمناه الكثيرون.
تأثير النضج الشخصي على أدائه
مع تقدمه في العمر، نقل مصطفى فهمي جانبًا من تجربته الشخصية إلى الشخصيات التي جسدها، مما أضاف مصداقية وواقعية إلى أدواره. فقد كان يظهر وكأنه ينقل حكمته وتجربته الحياتية إلى جمهوره عبر هذه الأدوار، حيث انعكست تجاربه الحياتية وفهمه العميق للعلاقات الأسرية في أدائه.
أدوار بارزة في مسيرته
من بين الأدوار التي رسخت شخصيته كأب حكيم دور الأب الداعم في أعمال درامية مثل "قصة الأمس" الذي عُرض عام 2008، و"مليكة" الذي عُرض عام 2018، ومسلسل "الحريرة المخملي" الذي عُرض عام 2021، حيث قدم نموذج الأب القوي والحكيم الذي يواجه تحديات الحياة بمرونة، و هذه الشخصيات أسهمت في رسم صورة عن مصطفى فهمي كفنان متمكن يقدم نموذجًا عائليًا راقيًا ونابضًا بالحياة.
تقدير الجمهور لدوره الجديد
قدّم مصطفى فهمي عبر هذه الأدوار رسالةً عميقة تمس قلوب المشاهدين، حيث عبّر الكثير من جمهوره عن حبهم لدور الأب الحنون الذي جسده ببراعة. لم يكن مجرد ممثل يقدم دورًا، بل كان يعكس عبر أدائه كيف يمكن للأب أن يكون سندًا حقيقيًا لأسرته، مما زاد من شعبية هذه الأدوار وأكد مكانته في قلوب محبيه.
وفي النهاية استطاع الفنان مصطفى فهمي بموهبته وقدرته على إضفاء الحكمة والنضج على شخصياته، أن يُثري الفن العربي بصور متعددة للأب المثالي، ليترك وراءه إرثًا فنّيًا عميقًا يعكس التجربة الإنسانية بمراحلها المختلفة.
و رحل مصطفى فهمي، لكنه سيظل في ذاكرة جمهوره رمزًا للفنان الذي عاش أدواره بكل صدق وواقعية، ليبقى حاضرًا في قلوب محبيه بشخصياته التي جسدت أجمل معاني الأبوة والحنان.