من بينهم "برغم القانون وأفراح القبة وأريد حلاً".. أعمال فنية ناقشت الأزمات الأسرية‎

وشوشة

على مر السنين، كانت الدراما التلفزيونية والسينمائية في العالم العربي مرآة تعكس الواقع الاجتماعي وتناقش القضايا المختلفة التي تواجه الأسر.


ومن بين أهم هذه القضايا هي الأزمات الأسرية التي قد تتنوع بين مشاكل الفقر، الخيانة، العنف الأسري، والطلاق، والعديد من الأعمال الفنية برعت في تسليط الضوء على هذه الأزمات بأسلوب مؤثر.

 

مسلسل "برغم القانون"

وتدور أحداث مسلسل"برغم القانون" حول ليلى، التي تجسد شخصيتها الفنانة إيمان العاصي، وهي امرأة تواجه مشاكل كبيرة بعد اختفاء زوجها المفاجئ، ما يدفعها إلى البحث عنه.

و تكشف الأحداث أن زوجها كان منتحلًا لشخصية شخص آخر، مما يعرض ليلى لمشاكل قانونية خطيرة، وفي ظل هذه الأزمات، يحاول والدها دعمها باستمرار ويساعدها على الوقوف مجددًا، ما يعزز محور المسلسل حول العلاقات الأسرية والدعم العاطفي في مواجهة الأزمات.

 

والمسلسل يسلط الضوء على قضايا اجتماعية معقدة، مثل التزوير والانتحال، وفي الوقت نفسه يبرز قدرة الشخصيات على التعامل مع الصعوبات بمساعدة الآخرين، مثل والد ليلى وزميلتها سوسن.

 

مسلسل "أفراح القبة" (2016):

مسلسل "أفراح القبة" المقتبس عن رواية نجيب محفوظ، قدم لنا رؤية عميقة عن الأسر التي تعيش خلف واجهاتها الاجتماعية المتماسكة، فيما يختبئ وراءها مآسٍ وأزمات، وتناول المسلسل قضايا الخيانة الزوجية، التلاعب العاطفي، وتفكك الروابط العائلية، مما جعل من الأحداث انعكاساً واقعياً للأزمات التي تواجهها بعض الأسر في المجتمع.

 

فيلم "أريد حلاً" (1975):

يُعد هذا فيلم"أريد حلاً"، من أبرز الأفلام التي ناقشت قضية الطلاق في العالم العربي، حيث يعرض المعاناة التي تواجهها النساء في المحاكم للحصول على حقوقهن، والبطلة فاتن حمامة تعيش أزمة طلاق معقدة، في ظل نظام قانوني لا ينصفها، والفيلم لاقى استحساناً كبيراً وأدى إلى تغييرات في قانون الأحوال الشخصية في مصر، ما جعله من الأعمال الفنية المؤثرة في تغيير نظرة المجتمع تجاه حقوق المرأة.

 

مسلسل "سجن النسا" (2014):

العنف الأسري وقصص القهر المسلسل الذي أبدعت فيه نيللي كريم تناول قصص نساء انتهى بهن المطاف في السجن بسبب ضغوط الحياة والأزمات الأسرية. عرض العمل العنف الجسدي والنفسي الذي تتعرض له النساء داخل أسرهن، وكيف تدفعهن الظروف الصعبة إلى اتخاذ قرارات مأساوية. المسلسل لاقى صدى واسعًا نظرًا لما يقدمه من واقعية شديدة في تصوير معاناة العديد من النساء في المجتمع العربي.

 

مسلسل "ليالي الحلمية" (1987 - 1995):

تناول مسلسل "ليالي الحلمية" الصراع بين الأجيال، والتحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في مصر عبر أجيال متعاقبة، ومن خلال تلك التحولات، عُرضت العلاقات الأسرية التي تتأثر بالصراع بين القيم التقليدية والمتغيرات الحديثة، وهذا العمل كان من أوائل المسلسلات التي ناقشت تأثير التحولات المجتمعية الكبيرة على العلاقات بين الآباء والأبناء.

 

مسلسل "خيانة عهد" (2020):

تناول مسلسل "خيانة عهد"، الخيانة بين الأخوة والعائلة، وناقش قضية الخيانة الأسرية، ولكن هذه المرة لم يكن الأمر بين الأزواج، بل بين الأخوة. يسرد المسلسل قصة عهد التي تتعرض للخيانة من أقرب الناس إليها، أختها التي تسعى لتدمير حياتها. المسلسل نجح في تسليط الضوء على الجوانب المظلمة للعلاقات الأسرية، ومدى تأثير الحسد والغيرة على تفكيك الروابط الأسرية.

 

فيلم "الكيت كات" (1991):

فيلم "الكيت كات" من الأفلام التي عالجت بذكاء أزمة الفقر وتفكك الأسر بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، والبطلة، التي تعاني من الفقر وتدير حياتها بحذر شديد، تعكس شريحة كبيرة من المجتمع التي تصارع من أجل البقاء، والفيلم يحمل طابعاً كوميدياً، ولكنه يعكس واقعاً مؤلماً يعيشه الكثيرون.

وفي النهاية نستطيع أن نقول أن ناقشت الدراما العربية الأزمات الأسرية من زوايا مختلفة، حيث أظهرت الآثار العميقة التي تتركها الخيانة، العنف، الفقر، والصراعات الاجتماعية على أفراد الأسرة، ومن خلال هذه الأعمال، يستطيع المشاهد فهم التحديات التي تواجه الأسر في المجتمع وكيف يمكن للفن أن يكون وسيلة فعّالة لتسليط الضوء على هذه القضايا وطرح الحلول الممكنة

تم نسخ الرابط