حوار/ فريال يوسف: حكاية "سُكر مر" أثرت فى الناس.. وحزنت جدا لرفضي "القاهرة كابول"

هناك أكثر من سبب، أولاً أنني من محبي الأعمال التي تعتمد على فكرة الحكايات القصيرة المنفصلة، لأني أشعر أن الناس تتابعها وتستفيد من الموضوعات المطروحة والقضايا التي يتم تناولها في هذه الأعمال التي ترتقي بفكر المجتمع لأنها تعرض المشاكل والقضايا التي تواجهنا من أكثر من زاوية وتفتح عين المشاهد على جوانب لم يفكر فيها من قبل، فهي تعرض العواقب وتطرح حل لتلك المشاكل، وعندما قرأت حكاية "سكر مر" أعجبت بالحكاية ووجدت أنها مؤثرة جداً والحمد لله وفقنا.

ردود الأفعال كانت إيجابية وأسعدتني جداً، و تفاعل الجمهور مع الحكاية أكد لي أن العمل أثر في الناس وتعلقوا به وعبر عن معاناة شريحة كبيرة من مرضى السكر.

هناك أكثر من رسالة، فنحن تناولنا قضية مشاكل أطفال مرض السكر بشكل مكثف وبعمق من جميع النواحي، وعرضنا المعاناة التي يتعرض لها هو الأسرة بأكملها، فالأم في هذه الحالة يكون عندها تحديات يومية ونجد أنها تعطي كل اهتمامها للطفل المريض وتجد نفسها تهمل باقي أبنائها وزوجها وشاهدنا عواقب ذلك، فأردنا أن نجعل الناس تدرك أن مرض السكر من الممكن أن نتعايش معه وأن الأم إذا ما تعاملت معه مثل "سارة" في الحكاية وإخفائها مرض ابنها عن الجميع وكأنه شيء نخجل منه، على الرغم من أننا من الممكن أن نغذي عند الطفل روح البطولة وأنه أقوى من أصدقائه في سنه، ولا يوجد مجال لأن يتنمر عليه من حوله.

شخصية" سارة" ليست سهلة، فهي تمر بالكثير من التحديات، فهناك الكثير من الأمهات مثل "سارة" يعاني أبنائهم من أمراض مزمنة مثل القلب أو ضمور العضلات أو أصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة، هؤلاء الأمهات يكون عندهم تحديات أكثر من غيرهم ويسخرن حياتهن لهذا الطفل.

شخصية "يحيى" زوج "سارة " كان رجل مهذب و يحترم زوجته وهذا ما ظهر طوال الحلقات، لكن من الناحية الآخرى نجد زوجته تهمله ولا تفكر إلا في ابنها،  لذلك هو كان في حاجة لمن يسمعه ويعطيه الاهتمام الذي يحتاج له وهذا بالتأكيد لا ينفي أنه أخطأ، وكلا الطرفين يتحملان المسئولية. 

أنا حالياً في مرحلة قراءة بعض السيناريوهات، فهناك مشروع لمسلسل 30 حلقة في رمضان المقبل، لكن لم أتخذ قرار فيه بشكل رسمي، فبعد فترة الغياب رفضت الكثير من الأعمال وكان بسبب مشاكل صحية ومن الأعمال التي كنت حزينة وأنا أرفضها "القاهرة كابول"، وأتمنى أن أعود لأيام "خاتم سليمان" و "لعبة إبليس" وهي أعمال تبقى في ذاكرة الجمهور.