فى ذكرى ميلاد "فنان الشعب".. أسرار أشهر 5 أغانى لـ سيد درويش

هو الأب الروحي للموسيقى العربية الحديثة، فلأكثر من قرن من الزمان عاشت ألحانه خالدة في تاريخ عالم الموسيقى، فلم يغب اسمه عن هذا العالم طوال تلك السنوات، بسبب الموسيقى الشرقية الحديثة التي ولدت من رحم ألحانه وموشحاته ومسرحياته، إنه الفنان الراحل "سيد درويش" الذي ولد في 17 مارس 1892، دخل عالم الموسيقى وهو ابن السادسة عشر، فسحرته النغمات ومنذ ذلك الحين أيقن أن الموسيقى لغة عالمية، لذا عمل على أن يُخرج ألحانا تخاطب العقول وتغازل الأرواح وترقص عليها النفوس، حتى صارت أناشيده تغنى في كل مكان في ميادين ثورة 1919، وعلى مسارح الريحاني والكسار وعلى المقاهي وبين العمال والفلاحين، وحتى في فرق العوالم بالأفراح، الذي لقب على إثر ذلك بـفنان الشعب.

وفي ذكرى ميلاده قرر "وشوشة" أن يحيي تلك الذكرى بالكشف عن أسرار أشهر أغاني فنان الشعب سيد درويش:

بلادي بلادي 

يعتبر "سيد درويش" من رواد صناعة الأغنية السياسية وخاصة تلك التي حاربت الاحتلال الإنجليزي، ومن ضمن تلك الأغاني والتي لازالت ترددها الأجيال وتحولت إلى النشيد الوطني المصري، هي أغنية بلادي بلادي لسيد درويش، ولمن لا يعلم فإن كلمات مطلع تلك الأغنية اقتبسها درويش من إحدى خطب الزعيم مصطفى كامل الذي كان معروفا بخطبه الرنانة وفصاحة لسانه، وصارت تلك الأغنية بفضل درويش الأغنية الوطنية، ولحنها هو لحن السلام الوطني الذي يعزف في المحافل الرسمية والقومية وغيرهم. 

زوروني كل سنة مرة

لهذه الأغنية سحر خاص، ورغم مرور السنون إلا أن كل الأجيال تسمعها، فجمعت بين التراث والتجديد في آن واحد، ولتلك الأغنية كواليس، فذلك اللحن المتجدد والكلمات الشجية تعود إلى امرأة أحبها سيد درويش، وفي إحدى المرات وهي تودعه، قالت له: “ابقى زورنا يا شيخ سيد ولو كل سنة مرة”، فحركت تلك الكلمات من تلك الحبيبة الفاتنة خيال سيد درويش، فأخرج أغنيته العبقرية التي رددها كثير من نجوم الغناء.

أنا هويت وانتهت

قد يكون العديد منا على علم بأن ألحان سيد درويش العاطفية تعود لقصص حب حقيقية هو عاشها، لكن قد نجهل قصصها، ومن تلك الألحان أغنية أنا هويت وانتهيت التي غناها سيد درويش لحبيبته وملهمته، التي تدعى جليلة، وهي امرأة جميلة، عاشت معه سنوات طويلة، ولم تكن أغنية “أنا هويت”، هي الأغنية الوحيدة التي كانت لها فهناك أغنية ”أنا عشقت”، والتي عبر فيها عن مدى عشقه لها، وأيضا أغنية "ضيعت مستقبل حياتي" التي لحنها في وقت كانت تجافيه فيه. 
وقد جسدت الفنانة "هند رستم" دور تلك المرأة في فيلم سيد درويش عام 1966.

زغلول يا بلح يا بلح زغلول

بعد ما ضجت الميادين بأغاني سيد درويش في ثورة 1919، فطن الإنجليز لأهمية الأغنية في صناعة الثورة، فحاربوا انتشارها. 
وهنا لجأ سيد درويش لفكرة الرمز، وبالفعل عندما تم نفي الزعيم سعد زغلول، قدم مع بديع خيري أغنية للمطالبة بعودة سعد زغلول من المنفى، ولكن في صورة رمزية “زغلول يا بلح يا بلح زغلول.. يا حليوة يا بلح يا بلح زغلول.. ياروح بلادك ليه طال بعادك”، وصارت تلك الأغنية وثيقة مصرية شاهدة على كفاح هذا الشعب ضد الاحتلال الإنجليزي.

أغنية “الحشاشين”

لن تصدق أن فنان الشعب في يوم من الأيام كان له  تجربة مع تناول الحشيش، وهذا الذي لم ينكره الفنان إيمان البحر درويش حفيده، ولكنه تناولها لفترة قصيرة كما قال إيمان البحر في أحد حواراته.
ومع تفاعل الشعب الكبير مع أغانيه، خاطب فنان الشعب الحشاشين بأغنية “التحفجية” من كلمات بديع خيري والتي قدمها سيد درويش ضمن أحداث رواية "رن" لفرقة نجيب الريحاني، فخاطب الحشاشين قائلا: "اجعلها ليلة مملكة ياكريم.. دا الكيف مزاجه إذا تسلطن أخوك ساعتها يحن."

رحل خالد الذكر سيد درويش عن هذا العالم في 10 سبتمبر عام 1923، ولم يكمل بعد عامه الـ 32، ويقال إن سبب الوفاة هو تسمم دبره الاستعمار الإنجليزي ليتخلصوا بذلك من صوت الثورة.
رحلت الروح الهائمة أو كما قال عنه صديقه نجيب الريحاني: “روحا هائمة وكأنه ضيفا على الدنيا وكان الموت لا يغيب عنه في كل لحظة”، و بالمناسبة فقد أهدى سيد درويش صورة لصديقه الريحاني في إحدى المرات وكتب عليها “من ميت يهدى إلى أموات”.