رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

"فى بيتنا روبوت".. المتعة والاختلاف بدون فلسفة

"المتعة والإختلاف".. هذا ما يمكن أن نصف به مسلسل "في بيتنا روبوت" وذلك ما جعل منه تجربة مميزة تحدث عنها الجميع، وذلك بسبب أختيار صناعه أن يكسروا كل الأشكال المألوفة فى الكوميديا الذى اعتدنا عليها فى الفترة الأخيرة، وطرحوا مجموعة من التساؤلات الجديدة على الدراما المصرية بشكل جمع بين الخيال العلمي والكوميديا العائلية، وذلك ما مكنهم من خطف قلوب وعقول الكبار والأطفال، وكان حديث الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعى طوال أيام عرضه، وذلك لم يكن صدفة فكان هناك عوامل كثيرة جعلته واحد من أهم الأعمال الكوميدية التى عرضت فى الفترة الأخيرة.

 

واقعية الأداء  

نبدأ مع الفنان عمرو وهبة، الذى أبهرنا بشخصية الروبوت "لذيذ" وقدم واحد من أصعب أنواع الأداء التمثيلى فى هذا العمل، فأي ممثل يعتمد في أداء دوره على مجموعة من الأدوات وأهمها تعبيرات الوجه والجمل الحوارية ولغة الجسد، لكن هنا الوضع مختلف وذلك ما جعله أمام تحدى فى أن يضحك الجمهور بشخصية بلا تعبيرات وجه وجملها الحوارية قصيرة، وبالفعل استطاع أن يكسب هذا التحدى عن جدارة إلى الحد الذى جعل الأطفال يعتقدون أنه إنسان آلى حقيقى، ليؤكد أنه فنان يتمتع بحضور وموهبة استثنائية.

 

أما الفنانة شيماء سيف، لا أحد يختلف على أنها واحدة من أهم نجمات الكوميديا فى الوقت الحالى، لكن فى هذا العمل اثبتت أنها ممثلة تملك موهبة لا حدود لها، فمن أول مشهد لها بالعمل واستطاعت أن تلفت الأنظار لها فى البداية بظهورها بدون شعر وهذا ما قد لا يقبلة غيرها من الممثلات، كما تخلت خلاله عن صوتها وضحكتها المميزين لتقدم شخصية الروبوت "زومبا" حتى تصل الشخصية للجمهور بمنتهى المصداقية.

 

وكان من أهم عوامل نجاح شخصية الروبوت "زومبا" وتعلق الجمهور بها، كانت نبرة الصوت المميزة التى تملكها الإعلامية جيهان عبدالله، فاستطاعت أن تعطى للدور بعد وواقعية لأنه بعيدًا عن أنها من أنجح مذيعات الراديو هي من أشهر أصوات الرسائل المسجلة لشركات لإتصالات، مما يجعلها الأنسب لتقديم الأداء الصوتى لهذه الشخصية، وأكد ذلك ارتباط المشاهدين بطريقة إلقائها لمجموعة من الكلمات مثل "حاضر.. ريفريش مى.. رستارنى.. فرفشنى.. بهنج.. بفصل.. بزيق.. بنسى" وغيرها.

 

الجو العائلي المحيط بالفكرة

شعر المشاهد بحالة من القرب مع عائلة المهندس "يوسف" الذى جسدها هشام جمال، فعلى الرغم من أن هذا العمل يعد التجربة التمثيلية الأولى له، إلا أنه استطاع أن يقدم الشخصية بمنتهى السلاسه والتلقائية، وذلك ما جعلنا نشعر أنه يشبه أشخاص محيطين بنا، فهو شخص طموح ولديه حلم يسعى لتحقيقة، وبالفعل وصل فى النهاية إليه ليعطى بذلك أمل لكل الأشخاص المحبطين أن يستمر فى السعى حتى يصل إلى هدفه، وبهذا العمل أكد هشام جمال، أنه فنان شامل يملك موهبة التمثيل والغناء وبالإضافة لأنه واحد من أنجح المنتجين فى الوقت الحالي.

 

أما ليلى أحمد زاهر، استطاعت أن تقدم مثال لكثير من الفتيات بشخصية "سارة"، فهى بنت حديثة الزواج تحاول التأقلم مع حياتها الجديدة، وتريد أن تحقق ذاتها من خلال المشروعات التى تنفذها لكن كل محاولاتها تفشل مع ذلك لا تيأس، واستطاعت أن تقدم هذا الدور بطريقة جمعت فيها بين خفة الدم والتلقائية، وكونت "ليلى" مع "هشام" وشيماء سيف، ثنائيات مميزه وكان بينهم تناغم فى الأداء، وذلك ظهر بوضوح فى المشاهد التى جمعتهم، وأثبت أنها واحدة من أهم المواهب الشابة حالياً وأنها قادرة على فك شفرة أى شخصية تقدمها بمنتهى البساطة.

 

وكان من أهم عوامل نجاح المسلسل وجود نجمة كبيرة مثل الفنانة دلال عبدالعزيز، فمجرد وجود اسمها فى أي عمل يعطى له ثقل، وهذا ما حدث بالفعل بتقديمها دور "ميرفت" والدة "يوسف"، وهى نموذج للأم المصرية بكل تفصيلها فهى دائمًا ما تدافع عن أبنها وتراه أحسن إنسان فى الدنيا حتى ولو أخطأ وتغير عليه من زوجته، وذلك يتسبب له فى مشاكل مع زوجته "سارة".

 

الاعتماد على مواهب شابة

ومن أهم أسباب نجاح العمل أنه أعطى فرصة للمواهب الشابة لإظهار قدرتهم، وكان على رأسهم محمد أوتاكا، الذى قدم دور"عرفة" الذى يساعد "يوسف" فى أصلاح الروبوتات، وعلى الرغم من أنه يتسم بالغباء فى كثير من المواقف لكنه يحل المشكلة فى النهاية، وكذلك طه دسوقي الذى قدم شخصية "علاء" ودنيا ماهر التى ظهرت بدور "هدير" فكل منهم استطاع أن يقدم شخصيته بمنتهى الأتقان دون مبالغة، وذلك ما مكنهم من لفت انتباه المشاهدين، وأكدوا أننا  أمام مواهب تستحق أن يكون لهم فرص أكبر فى الفترة القادمة.