فى ذكرى ميلاد موسيقار الأجيال.. تعرف على كلثوميات محمد عبدالوهاب

تحل اليوم الذكرى التاسعة عشرة بعد المائة لميلاد موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وهي مناسبة لاستحضار إنجازه الفني وطرح سؤال لماذا لقب بموسيقار الأجيال؟ هل الريميكس الذي ذهب لموسيقاه أم فنه هو الذي استجلب العصرية والتجديد فاستحق أن يلقب بموسيقار كل جيل؟
وبتلك المناسبة فقد نظمت دار الأوبرا المصرية مساء يوم الخميس الماضي احتفالا بذكرى ميلاد موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، بمشاركة حفيديه "عمر وهاشم" فى تنظيم الاحتفالية التى غنى فيها الفنان السورى صفوان بهلوان والمطربة مى فاروق باقة من أجمل أغاني عبد الوهاب. 

كما نظمت شبكة إذاعة الشرق الأوسط برنامجا على مدار اليوم الموافق السبت سوف يعرض أشهر أغاني وأجمل أعمال عبد الوهاب احتفاءا بتلك الذكرى. 

وفي محاولة منا لإحياء تلك الذكرى بحثنا في أعمال الموسيقار "عبدالوهاب" وجدنا بلغة العصر التي تقيم الأعمال بعدد المشاهدات أن هناك أغاني حققت مشاهدات على موقع اليوتيوب تفوق عدد مشاهدات الكثير من الأغاني المعاصرة وكأنه انتقل بجيله لعالم التكنولوجيا ولغة الأرقام ومن تلك الأغاني:

"لأ مش أنا إللي أبكي" التي حققت مشاهدات أكثر من مليون و٢٠٠ ألف مشاهدة، رغم أن الفيديو خالي من أي مشاهد بل هو يعتمد على الصوت والغناء وصورة لعبد الوهاب وهو يعزف على العود فقط، الأغنية من كلمات حسين السيد.

 

وأغنية "من غير ليه" التى كانت من كلمات مرسي جميل عزيز وألحان محمد عبد الوهاب وغناءه، قد حصلت على مشاهدات فوق الأربع مليون ونصف مشاهدة.

 

أما الأغنية التى حصدت فوق الـ١٣ مليون مشاهدة كانت من نصيب أغنية كل دا كان ليه، كلمات مأمون الشناوي.
 
 

ومن الأغاني التي تتحرك مؤشرات البحث باسمها هي أغنية "هان الود"

 

وكل الأغاني السابق ذكرها كانت من غناء وتلحين محمد عبدالوهاب، بل من العجيب أيضا أن الكثير من أغانيه وألحانه تم إعادة توزيعها بشكل عصري جديد، وذلك من خلال إضافة تلك الإيقاعات السريعة فيما يسمي بالريميكس، وأغلب تلك الأعمال التي تم إعادة توزيعها هي تلك الأغاني التي لحنها لأم كلثوم، كأغنية "أمل حياتي" و"إنت عمري" و"ليلة حب" والتي يتم الاستماع إلى أغلبها في الحفلات الراقصة ونوادي السمر، وكأنه فهم متطلبات ذلك الجيل، الذي بإرادته ذهب لموسيقاه وتمسك بها لكن على طريقته الحديثة، وكيف لا وهو منذ بداياته كان سابقا لعصره، فكان إنتاجه الفني في بدايات القرن العشرين، يعتبر ثورة فنية، وفي الوقت الذي كان يسود فيه النغم البطيء وتكرار الجملة الغنائية الواحدة لأكثر من ساعة، أنتج محمد عبد الوهاب أغنية في 6 دقائق كأغنية "جفنه علم الغزل"، لذلك لم يكن صدفة أن يلقب محمد عبدالوهاب بموسيقار الأجيال. 

ولتلك الأغنية قصة رواها "عبدالوهاب" بنفسه في مذاكراته التي نشرتها مجلة الكواكب في الخمسينات، فقال أنه طلب من الشاعر اللبنانى بشارة الخورى كتابة قصيدة لفيلم "الوردة البيضاء" ليقوم بتلحينها، فأرسل له قصيدة "جفنه علم الغزل"، لكن القصيدة وصلته بعد أن غادر باريس وسافر إلى برلين لتسجيل أغانى الفيلم على اسطوانات، وفى أخر يوم له فى برلين اكتشف القصيدة فى جيبه، فقرر أن ينتهي من تسجيلها هي الأخرى، وهنا كانت المصادفة العجيبة فعندما طلب إحضار أحد الموسيقيين ليدق بالشخاليل، حضر واحد من الألمان ولم يستطع أن يدق النغمة بالشكل المطلوب، مما اضطر ذلك عبدالوهاب بترك العود ومسك الشخاليل بنفسه، ولكي يتخلصوا من صوت الشخاليل العالي أمام الميكرفون لجأوا لحيلة أن يغنيها وهو ملفوف ببطانية.