هل استطاع وحيد حامد أن يتحدى الإرهاب بالفن؟‎

"لم يكن لدي يومًا أي حسابات، ولم أخش أحدًا، أو جهة، فقد قررت من البداية أن أهب حياتي للفن والناس، والدليل أنني لم أحصل على منصب، ولم أكسب مليمًا واحدًا إلا بجهد حقيقي".. بتلك الكلمات تحدث المؤلف وحيد حامد، عن ذاته، فهو من المبدعين القلائل الذي وهب حياته للفن مثلما قال، وبالفعل ستجد في كل عمل فني له فكر خاص به، وقضية حملها على عاتقه، وكان أهمها حلمه الكبير في القضاء على التطرف، لذلك إذا رصدنا جميع أعماله الفنية ستلاحظ تناوله للفكر الإرهابي في أكثر من عمل، والسؤال هنا: هل استطاع الكاتب الراحل أن يتحدى الإرهاب بالفن؟

بالتأكيد الإجابة على هذا السؤال ليس سهلًا أبدًا، لكن حينما تتحدث عن الأعمال التي قام وحيد حامد، بكتبتها بشكل خاص كي يتحدى الفكر المتطرف، ونذكر منها: "طيور الظلام، الإرهاب والكباب، الإرهابي، دم الغزال" بالإضافة إلى لمسلسل "العائلة"، الذي يُعد أول مسلسل ناقش قضية الإرهاب على شاشة التلفزيون عام 1992.

ومن خلال الأعمال التي رصدنها سابقة ستجد العديد من المشاهد التي حدثت في الواقع، فعلى سبيل المثال في فيلم "الإرهابي" الذي تم عرضه عام 1994، هناك مشهد ببداية الفيلم وهو تكسير محلات الذهب، التي يمتلكها الأقباط وسرقة محتوياتها وإلقاء المولوتوف وحرقها.

عندما قام "علي" الذي لعب دوره "الزعيم" عادل إمام، الشاب المتطرف دينيًا بتكسيرها، إيمانًا منه بأنهم كفرة ولا يستحقون العيش مع المسلمين، وهو ما تشابه في الواقع في فترة زمنية سابقة، فنقل وحيد حامد الواقع إلى السينما، كما تنبئ من خلاله العديد من الأفلام بما سيحدث في الواقع.

وعلل وحيد حامد، في إحدى لقاءاته السابقة عن أسباب تنبؤه بما يحدث من قبل الإرهاب، خاصةً في 4 أفلام، وهما: "طيور الظلام، الإرهاب والكباب، الإرهابي، دم الغزال"، مؤكدًا أنه قارئ جيد لأفكارهم والاطلاع على تاريخهم، لذلك كان سهل عليه التحدث عنهم من خلال أعماله الفنية.

وهنا عزيزي القارئ لا بد أن نجيب لك على السؤال: هل استطاع وحيد حامد، أن يتحدى الإرهاب بالفن؟، بالتأكيد إذا قراءة السطور السابقة ستتعرف على الإجابة، فهو كان لديه اقتناع تام بأن الفن قادر على التغير، فهو استتطاع أن يتحدى الفكر المتطرف من خلال قضيته التي تبنها في معظم أعماله الفنية.

ومثلما بدأنا التقرير بحديثه سنختُم بجُملة قالها وحيد حامد، عن الإرهاب بشكل عام، وأسباب وجوده حتى الآن، في آخر ظهور له أثناء ندوة أُقيمت بعد تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ42، وكشف قائلًا: "إحنا بنعلم الإرهاب للناس، فنحنُ نمارس فرض الإرادة بالقوة في كل شيء، وليس شرطًا أني أذبحك أو أضربك بالسلاح، ولكن حتى طريقة التهديد في الحوار وأسلوب الحديث حتى مثلًا في علاقة الرجل بزوجته هو نوع من الإرهاب، فنحن سرقنا من الحياة سهولتها، عزوبتها وإنسانيتها".