بين التفكك و الترابط.. هكذا تناولت الدراما علاقة الأب بأبنائه!

نلاحظ في البيوت المصرية عادة، تعلق الأبناء بأبائهم، فيراهم الأبناء علي أنهم مصدر الأمان و سند لهم في الحياة، ولكن لكل قاعدة شواذ، فأحيانا تتوتر علاقة الأب بابنه أو ابنته، علي الرغم من حبهم لبعضهم و تعلقهم ببعض، إلا أنه يكون لكل منهم معتقدات تختلف عن الآخر، أو سبب يعيق فهمهم لبعض، لم تغفل الدراما المصرية عن مناقشة هذا الموضوع، نعرض في هذا التقرير، مسلسلات ناقشت توتر علاقة الأب بابنه و كيف عرضت أسباب هذا التوتر..

"حكايات بنات"

ظهر في بداية الجزء الرابع من مسلسل "حكايات بنات"، شخصية آش أو عائشة، التي تجسدها هاجر أحمد، و جاءت العديد من المشاهد التي توضح توتر علاقتها بوالدها الذي تزوج بعد وفاة والدتها، ويمكن أن يفكر الجمهور من أول وهلة أن هذا هو سبب المشاكل المتواجدة بينهما، لكن السبب الحقيقي هو عدم فهمه لها، و أنه يفكر دائما في مصلحتها من وجهة نظر، الأمر الذي يجعلها تشعر أحيانا بأنه يتعمد إحباطها و تخريب حياته، و يأتي في الجزء الخامس تغير جزئي في علاقتهما عندما يخبرها الطبيب بمرض والدها، و تقرر التبرع له بالكبد، و يكون خوفها عليه هو أول خطوة لتقربها منه.

"أبو العروسة"

ناقش مسلسل "أبو العروسة"، علاقة أكرم، الشخصية التي يجسدها "ميدو عادل"، بوالده عبد الحميد "سيد رجب"، حيث العائلة المترابطة التي تعيدنا لأجواء الزمن الجميل، لكن يحدث أحيانا توتر بين علاقة أكرم بوالده، بسبب اختلاف الأجيال، فيفكر أكرم دائما في المال و تحقيق ذاته في أقصر وقت ممكن، و بناء مستقبل مضمون، علي عكس عبد الحميد الذي ينصحه دائما بالتأني في خطواته، و الصبر و عدم التفكير في المال فقط، فهناك أشياء أخري تسعد الإنسان، لكن في النهاية يحدث مواقف تؤثر فيه و يقتنع بكلام والده.

"يتربي في عزو"

يدخل في القائمة، مسلسل "يتربي في عزو"، حيث الأب المدلل "حمادة" الذي جسده يحيي الفخراني، هو شخص يحب الحياة علي الفطرة ويعيش علي سجيته بعيدا عن التكلف، بينما الابن "حسام" الذي جسده "ياسر جلال" وهو ضابط أمن دولة قمة في الانضباط ، يتصادم مع والده دائما بسبب إهماله و يراه غير متحمل المسؤولية، و في الحلقات الأخيرة بعد وفاة "ماما نونة"، التي كانت بمثابة كسره لوالده، يغير حسام معاملته له و يعامله بحنان و تفهم أكثر.

"لن أعيش في جلباب أبي"

نختم التقرير، برائعة إحسان عبد القدوس، مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي"، التي عرض فيها معاناة عبد الغفور "نور الشريف"، من ابتعاد ابنه "عبد الوهاب"، فعلي الرغم من إنه أكبر تاجر خردة في وكالة البلح، و لديه المال و الصيت و الزوجة الحنونة و 4 فتيات، إلا اإنه يحلم بأن يكمل ابنه مسيرته و يكون بجانبه، و نري تعمد عبد الوهاب في الابتعاد عن والده، وإصراره على بناء عالم خاص به بعيدا عن والده ونفوذه، ليأتي في الحلقات الأخيرة، المشهد الذي أبدعوا فيه و يتذكره الجمهور حتي الآن، وهو مواجهة الابن لوالده، حيث عاتب عبد الوهاب والده علي إهماله له منذ الصغر و خوفه منه، و شعوره بانه أقل من زملائه علي الرغم من ثروة والده، و أنه حرمه من "الحنان"، ليكون مبرر والده "أنا كنت بعمل كده عشان تبقي راجل".