في ذكرى انتصارات أكتوبر.. أبرز المقطوعات الموسيقية للأعمال الوطنية

الموسيقى هي اللغة الوحيدة التي اتفق على فهمها جميع الشعوب على اختلاف ألسنتهم، فعلم تنسيق الألحان وترتيب النغمات كفيل أن يربط بين ثقافات وشعوب باتت استحالة ترابطها، وليس فقط ففن الموسيقى قادر على أن يوصف حالة ويعيشك أحداث بطريقة تفوق الخيال، وهذا ما صنعته أجمل المقطوعات الموسيقية التي عزفت لأجل أعمال درامية تتحدث عن ٦ أكتوبر أو غيرها من الأعمال الوطنية، فدائما عنصر الموسيقى التصويرية في تلك الأعمال شريك نجاح، ودائما القائمين على تلك الأعمال يدققوا في اختيارهم لمن سيؤلف المقطوعة الموسيقية لهذا العمل.

وإذا انتبهنا لتلك النقطة فأول ما يتبادر لذهننا "العمران"، مقطوعة “بانوراما 6 أكتوبر” للموسيقار عمر خيرت، والموسيقى التصويرية لفيلم "الرصاصة لا تزال في جيبي" لعمر خورشيد، فما أعظم وقع تلك المقطوعاتان على الأذهان، حين سمعهما ستستشعر تارة بالهمة وتارة بأجواء الخوف من الهزيمة وذاك هو حال الحرب تصارع بين نوبات الهزيمة والنصر، وتعيش الأجواء النفسية المتضاربة بين الإحساس بالعزة والنصر، وبين تخيلك لأوجاع جنودنا ومهابة ما لاقوه من عدو خسيس غاشم، لكن في نهاية تلك المقطوعتان ستجد نفسك متناسي كل تلك المشاعر من حزن على من استشهدوا وآلالام نيل العدو من بعضهم بمشاعر فرحة النصر، فاهتم عمر خورشيد وعمر خيرت أن تنتهي مقطوعاتهما بما آلت إليه الظروف من نصر، فتجد البسمة مغلفة بدمعة الفرح من النصر والحزن على فراق من سالت دمائهم على أرض سيناء لاسترداتها.

وتلك المقطوعتان لم تكن التميز الوحيد لأعمال الدرامية الوطنية، فمن يغفل عن موسيقي التصويرية لمسلسل "دموع في عيون وقحة" للموسيقار عمار الشريعي، والحالة التي صنعها بألحانه.

ومقطوعة "حرس سلاح" للموسيقار ياسر عبد الرحمن، التي أنعشت الأذهان بأحداث مذبحة بحر البقر، ولم تكن تلك نهاية ألحانه الوطنية، فأبدع حين ألف موسيقى تصويرية فيلم "أيام السادات"، وما صنعه بالوجدان مع سماع معزوفته خلال مشاهد الفيلم.

وليس هو الوحيد الذي انفرد بتكرار تجربة الألحان الوطنية، فعازف النيل عمر خيرت، كرر تلك التجربة مرارًا وتكرارًا، من لا يتطرق لذهنه الآن موسيقى "إعدام ميت"، وإلى الآن فمازال عطاءه موصول بموسيقى "فيلم الممر".

وكيف ننسى موسيقى عمار الشريعي، مرة أخرى من خلال ملحمة "رأفت الهجان".

فالموسيقي التصويرية بطل بدونها لن تكتمل الرواية، وستكون المشاهد مبتورة المشاعر والأحاسيس، فهي قادرة أن تخترق القلوب بدون حساب وتعبر الأزمنة بدون آلة زمن.