في ذكرى ميلادها.. تعرف على ما حدث في الدقائق الأخيرة من حياة ذكرى‎

في عالم الجريمة يبقى الشاهد هو الطرف الأخير للمحاولة إلى الوصول للحقيقة، حقيقة من الجاني؟، وتظل بعض الجرائم يصاحبها علامة الاستفهام حتى الممات، ومن بين هذه الجرائم الجريمة التي هزت عرش الوسط الفني بأكمله عام ٢٠٠٣ ومقتل الفنانة ذات الصوت الملائكي ذكرى، والتي يحل يوم ميلادها اليوم، ظلت حياة ذكرى غامضة مليئة بالبؤس والآلام حتى النهاية، لم يفارقها الغموض بآخر دقيقة في حياتها، بعد مقتل زوجها لها -كما قيل- وانتحاره بعد مفارقتها للحياة هى ومدير أعمالها وزوجته، وحتى الآن يظل الغموض قائم ولا أحد يعلم سبب المقتل الحقيقي وسبب وفاة جميع الحاضرين، لكن لأن عالم الجريمة ملئ بالأسرار فكان هناك أكثر من شاهد علي هذه اللحظة الاليمة.. ونرصد خلال السطور التالية ما تم قوله وقتها.

الفنانة كوثر رمزي
أكدت الفنانة "كوثر رمزي" التي شائت الظروف أن تحضر الساعات الأخيرة في حياة ذكرى، أن أيمن السويدي كان شكاك من الدرجة الأولى، وطلب من ذكرى أكثر من مرة أن تعتزل الغناء وأن تبتعد عن الشهرة والأضواء.
وتابعت: "ذكرى كانت عارفة انه مريض بالشك، وانه كان بيشك في كل من حوله، وهي عارفة قصته مع الراقصة هندية لما خلاها تبطل رقص وطلقها بعد ما اتحجبت".
وأكدت "كوثر" أن حياتهما سارت على نمط المشاكل المتكررة والعنف المتواصل من طرف أيمن، حتى وصلا إلى هذا اليوم الفارق، وهو يوم 27 نوفمبر 2003، وهو اليوم التي عادت فيه الفنانة ذكرى من ليبيا بعد أحيائها لحفل كبير بإحدى المناسبات هناك، وبعد وصولها بعدة ساعات أكدت "كوثر" أنها ذهبت لها على الفور كي تطمئن عليها بعد أن وصلت من السفر، وحينها وصل إلى منزلهما زوجها "أيمن السويدي" ومعه مدير أعماله.
وتابعت: "دخل السويدي المنزل، وطلب بعصبية شديدة من كوثر أن تتركهما وحدهما وأن تستقل غرفة أخرى حتى ينتهي من الحديث مع ذكرى لأنه يريدها في مناقشة أمور عائلية، وحسب رواية "كوثر"، قالت "إنها ستغادر المنزل وستعود في وقت لاحق، ولكن لم توافق ذكرى على رحيلها وطلبت منها أن تنتظرها في غرفة الصالون حتى تنتهي من النقاش معه، وفور أن دخلت كوثر الغرفة، طلب أيمن من الخادمتين أن يغلقا الباب بالمفتاح على كوثر من الخارج".
وأضافت: "أنا استغربت إن الباب اتقفل عليا من برا وبقيت قلقانة على ذكرى، وبقيت خايفة ليضربها زي ماكانت بتحكيلي".
وبعد أن استمر النقاش و"الخناق" لمدة ساعتين، وتركته وحاولت أن تخرج من المنزل، إلا انه رفض حتى تهجم عليها بالضرب، ولم يتركها تخرج.

الخادمتين
لتأتي رواية الخادمتين، وقالا إنه بعد تلك المشاحنة التي دارت بينهما، غادر أيمن السويدي المنزل، وفتحت إحداهما الباب على كوثر، وظلا الخادمتين ومعهم الفنانة كوثر رمزي يهدئان الفنانة ذكرى، ثم انصرفت الفنانة كوثر رمزي، وتركت ذكرى في غرفت نومها لتستريح.
وأشارت الخادمتان إلى أن أيمن السويدي قد عاد مرة أخرى في تمام الساعة الرابعة فجر 28 نوفمبر، ليدخل على الفنانة ذكرى وهي تصلي الفجر، وكان في حالة من السكر الشديد، ومعه مدير أعماله "عمرو صبري - وزوجته"، وكانوا في نفس حالة السكر، وقطع "السويدي" صلاة ذكرى وبدأ معها وصلة نزاع أخرى، وأخذ يلقي عليها بالكثير من الاتهامات التي تمس سمعتها، ولكن لم تقبل ذكرى بهذه الإهانات والسب والقذف المستمر، حتى وصل الأمر إلى أن يطردها من منزلها، وشدد على أنها لن تغادر إلا من "سلم الخدامين" لإهانتها أمام الجميع، ولكنها كانت لآخر لحظة لا تريد الخروج، ومع العصبية التي كانت تحتوي على السويدي اخذ يعنفها ويلقي بها خارج الباب دون أن ترتدي الملابس الخاصة بالخروج.

ثم زاد الأمر بين السب والضرب والاتهامات، حتى ملء صراخ ذكرى المكان ولم تقطعه إلا طلقات نارية كثيرة أعقبها صمت رهيب، ثم دخلت الخادمتان إلى الغرفة ليطمئنوا على ما حدث.. فوجدتا أيمن السويدي على الأرض ومنتحر، وعلى الأرض سلاح كلاشينكوف وعلى الأرائك المقابلة جثامين "المطربة ذكرى" ومدير أعماله "عمرو صبري" و"خديجة" زوجة عمرو، وفور أن تفاجئا بهذا المنظر البشع المتمثل في الكثير من الدماء، قاما بإبلاغ حراس إحدى فنادق الزمالك الذي كان ملاصقا لمنزل أيمن السويدي، ووصلت الشرطة بعد وقوع الجريمة بدقائق معدودة، وحملت الجثامين لمشرحة زينهم في 28 نوفمبر 2003.