في ذكرى وفاة صاحب أشهر ضحكة.. كيف أصيب حسن فايق بالشلل؟

تميز بملامحه الطفولية وصوته المبهج وأدائه الذى خطف قلوبنا جميعا، ظهور اسمه على شاشة التليفزيون نجاح كبير للعمل وللمشاركين فيه، فقد كان يتم الاعتماد عليه فى كثير من الأعمال ليقوم بتلطيف الأجواء من خلال طلته المميزة التى تجد صدى رائعا عند الجماهير، هو الفنان الكبير حسن فايق، الذى ملأ مشاهد كثيرة بالبهجة، ولم يكن يشغل باله من قريب أو بعيد مساحة الدور أو الأجر، ويحل اليوم 14 سبتمبر، ذكرى وفاته، وبهذه المناسبة نرصد لكم أهم المحطات فى حياة صاحب أشهر ضحكة فى السينما المصرية...

 

نشأته

ولد فى الإسكندرية، قضى أكثر من 50 سنة فى الفن، تزوج مرتين، الأولى هى أم أولاده، والثانية تزوجها وهو يبلغ من العمر 60 عامًا، وهى التى لازمته فى محنة المرض.

 

دخوله عالم الفن

بداية حسن فايق فى عالم الفن عندما رحل والده وهو فى عمر الـ16 عاما، وبدأ بإلقاء المنولوجات التى كان يقوم بتأليفها منتقدًا الظواهر الاجتماعية السيئة، ووجد صعوبة بالغة فى بداية مشواره حتى تقبله الجمهور، وقدم الكثير منها إبان ثورة 1919م والتى حرض بعضها على النضال والتصدى للاستعمار، كما شهدت بداية ظهور جيل عظيم من المبدعين أمثال يوسف وهبى ونجيب الريحانى، اللذين كانا يستعينان به فى فرقتهم.

 

علاقته بالمسرح والسينما

كان حسن فايق عشقاً بعض الشىء للمسرح ودليل ذلك تنقله المستمر من الفرق المسرحية التى كان يعمل بها، ففى عام 1914 كون مع يوسف وهبى وحسين رياض فرقة جمعية الاتحاد التمثيلية، وقام بتأليف عدد من المسرحيات التى قامت بأدائها الفرقة، ثم اشترك مع عزيز عيد ونجيب الريحانى فى تكوين فرقة للهواة، ثم انتقل بعد ذلك لفرقة سلامة حجازى أول من حرضه على العمل بالفن، ومنها إلى فرقة جورج أبيض، واستقر به المقام لتكوين فرقة تحمل اسمه بمعاونة عباس فارس واستيفان روستى، ثم انضم لفرقة إسماعيل يس ومنها إلى فرقة التليفزيون التى لم يمكث بها كثيرًا.

وهو أول من قدم عملاً فنيًا يدعو للتعايش السلمى بين المسلمين والمسيحيين أثناء ثورة 1919م، وكان يحمل اسم "أحمد وحنا"، كما كان يقدم منولوجات التى تحث المصريين على مقاومة الاحتلال الإنجليزى.

ورغم أن السينما مثلت نقطة انطلاقه وكانت علامة فارقة فى مشواره الفنى كما يقول "أن السينما هى التى صنعت نجوميتى، لأنه لم يبقى لى أو لجيلى سوى أفلامنا التى ستظل تشاهدها الناس"، لكنه يدين بعشقه للمسرح حيث قال :"المسرح أقرب إلى قلبى لأنه يمنحنى الشجاعة لمواجهة الجماهير التى تعطينى أجرى من التصفيق والإعجاب فى التو واللحظة".

 

سر ضحكته الشهيرة

وكشف" فايق" سر الضحكة الشهيرة التى تميز بها طوال مشواره الفني، وأصبحت جزءا من شخصيته، حيث قال في حوار صحافي له إنه اقتبستها من أحد المتفرجين الذي كان يجلس في الصفوف الأولى في المسرح، وكان يضحك هذه الضحكة سواء كان المشهد يستدعي ذلك أم لا، وكان الغريب أن الجمهور من حوله كان ينخرط في الضحك عند سماع ضحكته، فأخذها عنه فايق.

 

مرضه ووفاته

أصيب حسن فايق بالشلل وظل يعاني من المرض طيلة 15 عاما حتى وفاته، وكان لإصابته بالشلل واقعة مؤثرة فقد كان جالسا في أحد المحال يحتسي فنجانا من القهوة، وارتعشت يداه وسقط الفنجان على حلته الأنيقة لكنه لم يجد من يساعده في إزالة بقع القهوة، فسقط على الأرض مغشيا عليه، وعندما استدعوا طبيبا لفحصه اكتشف إصابته بشلل نصفي، والذي لازمه مايقرب من 15 عاما حتى وفاته في 14 سبتمبر 1980، وعانى في تلك الفترة من تجاهل زملائه له، وعدم السؤال عنه، وتجاهل المسئولين لعلاجه، وقد خف عنه تلك المعاناة إلى حد ما، إصدار الرئيس السادات قرار بصرف معاش استثنائي له، وخلال فترة مرضه، اشتاق "فايق" للمسرح وللجمهور، فقرر الذهاب إلى مسرح الريحاني، رغم مرضه، وجلس في شباك تذاكر المسرح يبكي ويتأمل الجمهور.