رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

من السينما للواقع.. كيف أنقذت الموسيقى المرأة اللبنانية وعازف البيانو من الخراب؟‎

حينما تجلس وسط الخراب وتشاهد أمامك آلة البيانو، ولا يوجد شيء تعرف تفعله سوى العزف على تلك الآلة التي تجعلك في عالم آخر مليء بالحب والسلام والأمان، بعيدًا عن قسوة العالم الوحشية، وكما يقول الفيلسوف والكاتب اليوناني إميل سيوران: " الموسيقى هي ملجأ الأرواح التي جرّحتها السعادة"، فكان "البيانو" لـ إحدى السيدات اللبنانيات بمثابة طوق النجاة من قسوة الحياة، فقررت أن تعزُف وسط الدمار المُحيط بشقتها، وحطام الزجاج المُنتشر في كل مكان حولها بعد الانفجار الذي حدث مساء أمس، في مرفأ بيروت، وأسفر عن مصرع أكثر من 30 شخص، وإصابة حوالي 3000 مُصاب، بالإضافة إلى تدمير الكثير من المحلات التجارية، والمنازل الذي كان منزلها من بينهم. 

وهذا المشهد الحقيقي شاهدناه منتشرًا عبر صفحات "السوشيال ميديا" لـ امرأة لبنانية تعزُف وسط الخراب، يُذكرنا بفيلم "the pianist"، وليس غريبًا أن نشاهد تلك الحالة في هذا الزمن، لأن العمل مُقتبس من قصة حقيقية بالفعل لـ عازف البيانو البولندي- اليهودي فلاديسلاف شبيلمان، الذي نجى من تدمير حي اليهود في وارسو خلال الحرب العالمية الثانية. 

وتم عرضه عام 2002، وفاز فيلم "the pianist" بثلاث جوائز أوسكار في ذات العام، كما فاز بجائزة السعفة الذهبية التي تقدم لأفضل فيلم مشارك في مهرجان كان السينمائي، وهو بطولة أدريان برودي، تأليف فاديك سيزبيلمان، سيناريو رونالد هارود، وإخراج رومان بولانسكي. 

وتدور قصة فيلم "the pianist" المقتبس مثلما ذكرنا عن حياة عازف البيانو البولندي "شبيلمان"، في فترة الحرب العالمية الثانية حينما يجتاح الجيش الألماني بولندا ويحتلها، ويعاني "سبيلمان" مُعاناة شديدة هو وأسرته بسبب انتمائه للديانة اليهودية، وتعمد الألمان التنكيل باليهود وكيفية مطاردتهم والتضييق عليهم وتعذيبهم وقتلهم من دون سبب؛ كما يتعرض للمقاومة البولندية للاحتلال الألماني، وتحرير بولندا على يد الجيش الأحمر السوفيتي. 

ونشاهد في إحدى المشاهد المُهمة في فيلم "the pianist" أن عازف البيانو "شبيلمان"، الذي قام بدوره أدريان برودي، تكون آلة البيانو هي طوق النجاة وجعلته يبدأ حياته الجديدة، فكانت مقطوعة "شوبن" الشهيرة الذي عازفها لـ الضابط الذي شاهده مُختبئ في فيلا بمدينة وارسو، فبعد عزفه أعطاه طعام وملابس للبقاء حيًا، ومثلما تلك المقطوعة أنقذت حياته، فكان عزف المرأة اللبنانية التي شاهدنا مؤخرًا وسط الخراب كان بمثابة أكسجين الحياة بالنسبة لها.



I’m Crying💔 Beirut-Lebanon 🇱🇧❤️🥺 Via. May-Lee Melki

Posted by Films & more on Wednesday, August 5, 2020