حكايات سيما 7.. المخرج السوري العالمي أنور قوادري: هذه حكايتي مع أحمد زكي
الخميس 25/يونيو/2020 - 01:11 م
اشرف شرف
في الحكاية السابعة من سلسلة "حكايات سيما"، كانت مع المخرج السوري العالمي أنور قوادري، الذي حكي لي أن سر تعلقه بـ"الفن السابع"، كان نابعا من كونه تربي في عائلة فنية من الطراز الأول، فوالده هو المنتج والموزع السوري الكبير الراحل تحسين قوادري، لذا يعتبر نفسه محظوظ جدا، لأنه ولد في كنف تلك العائلة التي أثرت علي تكوينه فنيا بلا شك.
وأشار قوادري إلي أن السر وراء تسميته بـ"أنور"، ما هو إلا تيمنا بأسم النجم المصري الكبير الراحل أنور وجدي، الذي كانت تجمعه شراكة فنية ب"والدي"، لذا طلب منه أن يطلق علي أسم أنور، فما كان منه سوي الإستجابة لطلب شريكه الأحب والأقرب إليه في مصر والوطن العربي الذي توفي بعد مولدي بعدة أشهر.
وأوضح أن والده كان يأتي بشاشة عرض كبري داخل منزلهما، لعرض عدة أفلام سينمائية جديدة، و ذلك حينما كان في طفواته، ويجمع فيها والده "جيرانهم، عماته، خالاته، أخته، أمه"، ثم يكمل قوادري قائلا: "من هنا أحببت السينما"، بالأضافة إلي أنه كان يدخل السينما في دمشق "ببلاش" بحكم أن والده موزعا سينمائيا.
وأشار قوادري إلي أن الفيلم الأجنبي الشهير "من أجل حفنة دولارات"، للنجم العالمي كلينت إيستوود، هو السبب الرئيسي في جعله يحلم بأن يكون مخرجًا في مستقبله، خاصة أن هذا الفيلم شاهده في السينما قرابة ال30 مرة، وهو من إنتاج عام 1964، وكان عمره وقتها عشر سنوات.
وأشار أنور قوادري، إلي أن الأمور تطورت معه فيما بعد، حيث ألتقي بمخرج هذا الفيلم "سرجيو ليون"، بالقاهرة تحديدا عام 1986، أثناء تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي، فقال له "أنت السبب في دخولي السينما"، فرد عليه قائلا "لو كان الأمر كذلك فأنا عملت شيئا جميلا ألا وهو إنني جعلت السينما العالمية تكسب مخرجا مثلك، فأنا شاهدت لك فيلمك البريطاني "كسارة البندق"، الذي أنتج عام 1983، من بطولة النجمة العالمية جوان كولينز.
ويقول أنور قوادري: تعلمت أصول السينما علي يد المخرج المصري الكبير عاطف سالم، حيث إنني عملت معه كملاحظ سيناريو حينما كان عمري 16سنة، و ذلك في فيلم "خياط السيدات"، للنجمة المصرية الكبيرة شادية، ومعها كل من النجمين السوريين دريد لحام، ونهاد قلعي، ثم عملت بعد سنة كملاحظ سيناريو في فيلم "الزائرة"، للمنتج السوري نادر أتاسي، أحد شركاء والدي، مع المخرج الكبير هنري بركات، هذا الفيلم كان من بطولة كل من محمود يس، نادية لطفي، عادل أدهم، فأنا عشقت السينما المصرية من خلال هؤلاء الكبار.
وأوضح أن هناك فيلما مصريا كان يتمني أن يكون أسمه عليه كمخرج ألا وهو "المواطن مصري" لكل من عمر الشريف، صفية العمري، عزت العلايلي، سيناريو وحوار محسن زايد، عن قصة للأديب الكبير يوسف القعيد، من إخراج صلاح يوسف، مشيرًا إلي أنه كان ولا زال شديد الإعجاب بهذا الفيلم.
أما عن علاقته بالنجم المصري الكبير الراحل أحمد زكي، قال أنور قوادري قصة طريفة ألا وهي أنه عرض له في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بعام 1984، فيلمه البريطاني "كسارة البندق"، وشاهده "زكي"، في سينما كريم بوسط البلد التي كان يملكها وقتها المنتج الفلسطيني الكبير حسين القلا، وبعد إنتهاء عرض الفيلم خرج ليسأل عني، لكننا لسوء الحظ لم نلتق في القاهرة، لكن ألتقينا بعد ذلك بعام في مهرجان دمشق السينمائي حيث كان "زكي" مكرما في تلك الدورة، وأنا كنت هناك أيضا، فجلسنا سويا عدة مرات، تعرفنا علي بعض جيدا، ثم أتفقنا علي العمل سويا في فيلم سينمائي، ثم ذهبت إلي القاهرة لنتناقش في عدة أفكار سينمائية، وأثناء تناولنا العشاء في مطعم كباب شهير بجوار فندق شيراتون الجزيرة، أخرج "زكي"، ورقة من جيبه وكتب عليها المخرج العربي العالمي أنور قوادري، أتمني العمي معك، ووقع عليها بأسمه أحمد زكي، بعد تلك الجلسة أتفقنا علي أن يكون مشروعنا السينمائي عن عبدالحليم حافظ، و يحمل أسم "حكايتي مع عبد الحليم"، كان من المفترض أن يكتب السيناريو والحوار لهذا الفيلم "عبدالسلام أمين"، و ذلك في مطلع عام 2000، لكن تعثر هذا المشروع ولم يرى النور، ثم قدمه بطريقة مختلفة في فيلمه حليم، للمخرج الكبير شريف عرفة، وتوفي زكي أثناء تصويره بعام 2005، تلك هي حكايتي مع أحمد زكي، وكنت أتمني العمل معه لكن النصيب.