حكايات سيما ٣ ..المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد: معظم أفلام يوسف شاهين لا تعجبني
الأحد 07/يونيو/2020 - 12:03 م
أشرف شرف
من منا كجمهور للسينما ليس له معها حكايات، ما بالك بصناعها، فمن المؤكد أن تكون عن عالم الفن السابع ، " السيما" كما كانوا يطلقون عليها قديما ، مختلفة و مشوقة و مثيرة و مميزة ، و حينما سألت كبار المهنة ، عن أهم الأفلام التي أثرت فيهم في فترة الطفولة و متى قرروا أن يكونوا أحد أبناءها، و كشفوا لي عددا من الأسرار و الكواليس المدهشة التي يحكون عنها لأول مرة ، الحكاية الثالثة مع المخرج الفلسطيني العالمي هاني أبو أسعد ، صاحب عدد من التجارب السينمائية الميزة و العالمية من بينها فيلم " عمر " ، و " الجنة الآن " ، و آخرها " الجبل بيننا " للممثلة العالمية " كيت و ينسلت.
في البداية سألت أبو أسعد ماذا تعني له السينما فرد قائلا : هي بمثابة لتجميل الروح إن جاز التعبير ، وقعت في غرام و سحر السينما حينما كنت طفلا صغيرا ، انبهرت بهذا العالم السحري و تأثرت كثيرا ، و تمنيت منذ الصغر أن أكون أحد صناعه ، أحببت السينما لأنها تدخلني عالم ليس لي ، و تثيرني بتجارب انسانية مختلفة ، من حيث المشاعر هذا ما أقصد .
أما عن الفيلم الذي جعله يقرر أن يكون مخرجا بعالم الفن السابع ،يقول أبو أسعد هو فيلما أمريكيا شاهده حينما كان صبيا ، لا يذكر أسمه لكن ترك في نفسه أثرا كبيرا من وقتها قررت أن أكون مخرجا ، و أنا عموما الأفلام الجيدة تؤثر في .
أما عن السينما الفلسطيبنية قال أبو أسعد : متفاءل جدا من حيث الكم و النوع و الجودة ، أشار ابو اسعد أنه عاني كثيرا أثناء تصوير فيلمه " الجنة الآن " ، خاصة أن الجيش الإسرائيلي يحاصر المجتمع الفلسطيني ، وزاد التخوف من وجود طاقم سينما .
نفي أبو أسعد توقعه الحصول علي الجائزة الكبري الجولدن جلوب عام 2006 ، عن أفضل سيناريو فيلم ناطق باللغة الأجنبية ، كما أنه كان الفيلم العربي الوحيد بمهرجان برلين ، خاصة أن قصة الفيلم شائكة ، خاصة أنه يحكي عن آخر 48 ساعة بحياة شابين فلسطينين يقرران عمل عملية استشهادية داخل اسرائيل ، أقصد من كلامي أنا عملت فيلمي للمتعة ، و دائما أعمل الفن للمتعة , لا لشئ آخر .
أشار أبو أسعد إلي أنه يحب عددا من المخرجين المصريين الكبار من بينهم هنري بركات ، و حسين كمال خاصة فيلمي " البوسطجي " ، و " ثرثرة فوق النيل " ، و أعتقد أن هذا المخرج كان يستشرف المستقبل ، و كان يقدم تكنيكا سينمائيا مختلفا سبق به مخرجين عالميين ، لدرجة أن المخرج العالمي " بن ويل " ، قدم نفس فكرة الفيلم هذا بعد حسين كمال بسنة و حصل من خلال هذا الفيلم علي جائزة الأوسكار ، و أعتقد أن كل بركات و حسين كمال ، لم يأخذا حقهما .
أما عن المخرج الكبير يوسف شاهين أشار هاني إلي أنه كان مهما و إن لم تكن كل أفلامه تعجبني ، لكن أحب له فيلم الباب الحديد ، إنما بلا شك كان مخرجا كبيرا.
و أوضح أبو أسعد أنه يتابع عددا من المخرجين المصريين من بينهم خيري بشاره ، و أعجب جدا بفيلمه الطوق و الأسورة ، و كذلك هناك عددا من المخرجين الشباب الذين يتابع أعمالهم مثل محمد دياب و عمرو سلامة و غيرهما من الجيل الجديد .
أشار أبو أسعد قائلا : من وجهه نظرى المتواضعة ، هناك أفلام مصرية مهمة مثل ثرثرة فوق النيل ، هذا الفيلم لم يحظ بمكانته العالمية ، أقصد من كلامي أن السينما المصرية تحديدا و العربية منذ زمن وحتي الآن تواجه حربا شرسة من الغرب لتحجيمها ، و هذا ليس مبالغة ، لذا السينما المصرية كانت مهمة و لازالت لكن تظل كما هي ، لا تصل إلي خارج الحدود ، لكن السينما المصرية ظلت منارة للسينما العربية، وهى فخر للسينما على مستوى العالم ويعرف الغرب قيمتها جيدا.
قال أبو أسعد : أنا مع السينما التجارية كمخرج ، لكن ليست التي تقدم للتسلية فقط ، إنما أنا مع السينما تصل إلي الجماهير ، و تجعله يفكر ، و هذا لا يعني إنني ضد الأفلام التي تقدم للتسلية فقط ، أنا مع السينما التي تفهمها أمي إن جاز التعبير .
أضاف هاني قائلا : و لا مرة شعرت بالرضا عن أعمالي ، و دائما أقول أنا عملت " اللي علي" كما تقولون ، وبعد أن أنهي التصوير أشعر إنني هناك أشياء كثيرة لم أفعلها .
أما عن الممثلين المصريين الذين كان يتمني العمل معهم قال هاني : بلا شك كل أحمد زكي و نور الشريف و غيرهما ، لكنهما يظلا الأقرب لقلبي فنيا .
و أشار أبو أسعد إلي أن هوليود ليست جمعية خيرية ، لأن أقيمت لهدف تجاري و ربحي ، أقصد من كلامي إنها ليست معمولة للمساعدة إنما للبيزنس ، السينما هي ابداع و بيزنس إن جاز التعبير ، و كل الشركات بهوليود خاصة ، لذا هدفها الأساسي الربح دون شك .
أما عن كيفية التعاون بينه وبين الممثلة العالمية كيت وينسلت يقول أبو أسعد : أري إنها خطوة مهمة جدا في مشواري السينمائي لأنها ممثلة محترفة و تهتم بأدق التفاصيل .
أما عن أصعب مشاهد الفيلم قال : هاني إلي أن مشهد سقوط الطائرة كان الأصعب بين كل مشاهد الفيلم علي الإطلاق ، كما كانت مدته علي الشاشة 5 دقائق ، و تم تصويره مرة واحدة ، و أصيبت كيت وينسلت في هذا المشهد برأسها .
أشار أبو أسعد إلي أنه لم يختار النص إنما أستئجروه للاخراج فقط علي حد تعبيره ، و هناك جلسة جمعته بالشركة المنتجة للفيلم اتفقا علي كافة التفاصيل ، و بعدها تولي الإخراج ، لكن الكلمة الأولي و الأخيرة أو أي تعديل في النص للشركة المنتجة ، كما أن المونتاج أجرته الشركة دون وجوده ، لأنه اتفق علي الإخراج بالكامل لي .
أما عن ترشيحه لإخراج هذا اليفلم قال أبو أسعد : من خلال الشركة المنتجة شاهدا لي فيلمين و هما " عمر " ، و الجنة الآن " ، و الذي حصد علي جائزة كبري ، أقصد لم تكن هناك سابق معرفة إنما فقط أعمالي .
قال أبو أسعد أنه يري لن يصل أي فنان عربي مهما بلغت نجوميته لمكانة عمر الشريف في هوليود مرة أخري ، فهو فنان و اسطورة لم و لن تتكرر مرة أخري ، و كل التجارب التي قدمت بعده تحترم لكن عمر الشريف وصل إلي القمة ، لذا أعتقد ليس سهلا أن يتجاوز أحدا الآن تلك القمة .
أما عن الأفلام المصرية و العربية لماذا تصل للأوسكار أشار هاني قائلا : لأن هناك أشخاص مهمين بهوليود و بصناعة السينما يكرهون العرب ، لذا يظل عددا من الأفلام المهمة مكانها و لا تصل للخارج ، لأن العداء بين صناعها و القائمين علي مثل هذه الجوائز تاريخي ، و هذا الصراع ليس وليد اليوم ، إنما من قديم الأزل ، و ضربت لك مثلا بفيلم " ثرثرة فوق النيل " ، لحسين كمال ، في العام الثاني لتقديمه قدم في أمريكا بنفس الفكرة ، و حصل مخرجه علي الأوسكار ، علي الرغم من أن طريقة اخراج حسين كمال كانت الأفضل من وجهه نظري الفنية .