حكايات سيما ٣ ..المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد: معظم أفلام يوسف شاهين لا تعجبني

من منا كجمهور للسينما ليس له معها حكايات،  ما بالك بصناعها،  فمن المؤكد أن تكون عن عالم الفن السابع ، " السيما" كما كانوا يطلقون عليها قديما ، مختلفة و مشوقة و مثيرة  و مميزة ، و حينما سألت كبار المهنة ،  عن أهم  الأفلام التي أثرت فيهم في فترة الطفولة و متى قرروا أن يكونوا أحد أبناءها، و كشفوا لي عددا من الأسرار و الكواليس المدهشة التي يحكون عنها لأول مرة ، الحكاية الثالثة مع المخرج الفلسطيني العالمي هاني أبو أسعد ، صاحب عدد من التجارب السينمائية  الميزة و العالمية من بينها فيلم " عمر " ، و " الجنة الآن " ، و آخرها " الجبل بيننا " للممثلة العالمية " كيت و ينسلت.

في البداية سألت أبو أسعد ماذا تعني له السينما فرد قائلا : هي بمثابة لتجميل الروح إن جاز التعبير ، وقعت في غرام و سحر السينما حينما كنت طفلا صغيرا ، انبهرت   بهذا العالم السحري و تأثرت كثيرا ، و تمنيت منذ الصغر  أن أكون أحد صناعه ، أحببت السينما  لأنها تدخلني عالم ليس لي ، و تثيرني بتجارب انسانية مختلفة ، من حيث المشاعر  هذا ما أقصد .

أما عن الفيلم الذي جعله يقرر أن  يكون مخرجا بعالم الفن السابع ،يقول أبو أسعد هو فيلما أمريكيا شاهده حينما كان صبيا ، لا يذكر أسمه لكن ترك في نفسه أثرا كبيرا من وقتها قررت  أن أكون مخرجا ، و أنا عموما الأفلام الجيدة  تؤثر في . 

أما عن السينما الفلسطيبنية قال أبو أسعد :  متفاءل جدا من حيث الكم و النوع و الجودة ، أشار ابو اسعد أنه عاني كثيرا أثناء تصوير فيلمه " الجنة الآن " ، خاصة أن الجيش الإسرائيلي يحاصر المجتمع الفلسطيني ، وزاد التخوف  من وجود طاقم سينما .
 نفي أبو أسعد توقعه الحصول علي  الجائزة الكبري  الجولدن جلوب  عام 2006 ،  عن أفضل سيناريو فيلم ناطق باللغة الأجنبية ، كما أنه كان الفيلم العربي الوحيد بمهرجان برلين ، خاصة أن قصة الفيلم شائكة ، خاصة أنه يحكي عن آخر 48 ساعة بحياة شابين فلسطينين يقرران  عمل عملية استشهادية داخل اسرائيل ، أقصد من كلامي أنا عملت فيلمي للمتعة ، و دائما أعمل الفن للمتعة , لا لشئ آخر .
 أشار أبو أسعد إلي أنه يحب عددا من المخرجين المصريين الكبار من بينهم  هنري بركات ، و حسين كمال خاصة فيلمي " البوسطجي " ، و " ثرثرة فوق النيل " ، و أعتقد أن هذا المخرج كان يستشرف المستقبل ، و كان يقدم تكنيكا سينمائيا مختلفا سبق به مخرجين عالميين ، لدرجة أن المخرج العالمي " بن ويل " ، قدم نفس فكرة الفيلم  هذا بعد حسين كمال بسنة و حصل من خلال هذا الفيلم علي جائزة الأوسكار ،  و أعتقد أن كل  بركات و  حسين كمال ،  لم يأخذا حقهما .
أما عن المخرج الكبير يوسف شاهين أشار  هاني إلي أنه كان مهما و إن لم تكن كل أفلامه تعجبني ،  لكن أحب له فيلم الباب الحديد ، إنما بلا شك كان مخرجا كبيرا.
و أوضح أبو أسعد أنه يتابع عددا من المخرجين المصريين من بينهم خيري بشاره ، و أعجب جدا بفيلمه الطوق  و الأسورة ، و كذلك هناك عددا من المخرجين الشباب الذين يتابع أعمالهم مثل  محمد دياب و عمرو سلامة و غيرهما من  الجيل الجديد .
أشار أبو أسعد  قائلا : من وجهه نظرى المتواضعة ، هناك أفلام مصرية مهمة مثل ثرثرة فوق النيل ،  هذا الفيلم لم يحظ بمكانته  العالمية ، أقصد من كلامي أن السينما المصرية تحديدا و العربية منذ زمن  وحتي الآن تواجه حربا شرسة من الغرب لتحجيمها ، و هذا ليس مبالغة ، لذا السينما المصرية كانت مهمة و لازالت لكن تظل كما هي ، لا تصل إلي خارج الحدود ، لكن السينما المصرية ظلت منارة للسينما العربية، وهى فخر للسينما على مستوى العالم ويعرف الغرب قيمتها جيدا. 
 قال أبو أسعد : أنا مع السينما التجارية   كمخرج ، لكن  ليست التي تقدم للتسلية فقط ، إنما أنا مع السينما تصل إلي الجماهير ، و تجعله  يفكر ، و هذا لا يعني إنني ضد الأفلام التي تقدم للتسلية فقط ، أنا مع السينما التي تفهمها أمي إن جاز التعبير .
 أضاف هاني  قائلا : و لا مرة شعرت بالرضا عن أعمالي ، و دائما أقول أنا عملت  " اللي علي" كما تقولون ،  وبعد أن أنهي التصوير أشعر  إنني هناك أشياء كثيرة لم أفعلها .
أما عن الممثلين المصريين الذين كان يتمني العمل معهم قال هاني :  بلا شك  كل أحمد زكي و نور الشريف و غيرهما ،  لكنهما يظلا  الأقرب لقلبي فنيا .
و أشار  أبو أسعد إلي أن هوليود ليست جمعية خيرية ، لأن أقيمت لهدف تجاري و ربحي ، أقصد من كلامي إنها ليست معمولة للمساعدة إنما للبيزنس ،  السينما هي ابداع و بيزنس إن جاز التعبير ، و كل الشركات بهوليود خاصة ، لذا هدفها الأساسي الربح  دون شك . 
أما عن كيفية التعاون بينه وبين الممثلة العالمية  كيت وينسلت يقول أبو أسعد : أري إنها خطوة مهمة جدا في مشواري السينمائي  لأنها ممثلة محترفة و تهتم بأدق التفاصيل .
أما عن أصعب مشاهد الفيلم قال :  هاني إلي أن مشهد سقوط الطائرة كان الأصعب بين كل مشاهد الفيلم علي الإطلاق ، كما كانت مدته علي الشاشة 5 دقائق ، و تم تصويره مرة واحدة ، و أصيبت كيت وينسلت في هذا المشهد برأسها .
أشار أبو أسعد إلي أنه لم يختار النص إنما أستئجروه  للاخراج فقط  علي حد تعبيره ، و هناك جلسة جمعته بالشركة المنتجة  للفيلم اتفقا علي كافة التفاصيل ، و بعدها تولي الإخراج ، لكن الكلمة الأولي و الأخيرة أو أي تعديل في النص للشركة المنتجة ، كما أن المونتاج أجرته الشركة دون وجوده ، لأنه اتفق علي الإخراج  بالكامل لي .
أما عن ترشيحه لإخراج هذا اليفلم قال أبو أسعد : من خلال الشركة المنتجة شاهدا لي فيلمين و هما " عمر " ، و الجنة الآن " ، و الذي حصد علي جائزة كبري ، أقصد لم تكن هناك سابق معرفة إنما فقط أعمالي .
 قال أبو أسعد أنه يري لن يصل أي فنان عربي مهما بلغت نجوميته لمكانة  عمر الشريف في هوليود مرة أخري ، فهو فنان و اسطورة لم و لن تتكرر مرة أخري ، و كل التجارب التي قدمت بعده تحترم لكن عمر الشريف وصل إلي القمة ، لذا أعتقد  ليس سهلا أن يتجاوز أحدا الآن تلك القمة .
أما عن الأفلام المصرية و العربية لماذا  تصل للأوسكار أشار هاني قائلا : لأن هناك أشخاص مهمين بهوليود و بصناعة السينما يكرهون العرب ، لذا يظل عددا من الأفلام المهمة مكانها و لا تصل للخارج ، لأن العداء بين صناعها  و القائمين علي مثل هذه الجوائز تاريخي ، و هذا الصراع ليس وليد اليوم ، إنما من قديم الأزل ، و ضربت لك مثلا  بفيلم " ثرثرة فوق النيل " ، لحسين كمال ، في العام الثاني لتقديمه  قدم في أمريكا بنفس الفكرة ، و حصل مخرجه علي الأوسكار ، علي الرغم من أن طريقة اخراج حسين كمال كانت الأفضل من وجهه نظري الفنية .