عمرو محمود ياسين.. عندما يكون المؤلف "نجم شباك"
السبت 23/مايو/2020 - 01:38 م
دائمًا ما يكون وراء أي عمل درامي ناجح مؤلف واعي، قادر علي خلق عالم مليئ بالمتعة يحمل في طياته رسائل وأفكار تمس المجتمع ويسعي لتغير المفاهيم الخاطئة به، وهو ما تمكن به المؤلف عمرو محمود ياسين، من تحقيق ذلك بنجاحه منذ بداية أولي تجاربه في مسلسل "نصيبي وقسمتك"، الذي يعتبر نقلة نوعية في الدرامة المصرية وحقق نجاج منقطع النظير أستمر علي مدار ثلاث أجزاء متتالية، وعرض من خلاله مجموعة من الحكايات التي تميزت بالتنوع الشديد، فجمع فية بين كل أنواع الداما من رومانسي وأجتماعي و كوميدي ورعب، ليحقق من خلالة المعادلة الصعبة ويثبت أنه يملك موهبة استثنائية.
ومن النادر أن تجد مؤلف "نجم شباك"، بعد أكتساب ثقة الجمهور الذي يبحث عن أعماله ليصبح اسم عمرو محمود ياسين، علامة من علامات العمل الجيد، فهو قادر على أن يكتب يجميع الأوان ويكون بارع في كل منها، وأكد في السباق الرمضاني الحالى أن نجاحة لم يكن صدفة، بل كان نتيجة جهد وموهبة حقيقية، ليفاجئنا بعد "نصيبي و قسمتك" بمسلسل "ونحب تاني ليه"، الذي يعد واحدًا من أهم المسلسلات التي تشارك في السباق الرمضاني لهذا العام، وعرض لنا من خلاله عالم ملئ بالرومانسية الذي أفتقدنا وجودها في أعمالنا الدرامية.
وطرح عمرو محمود ياسين في مسلسل "ونحب تاني لية" مجموعة من التسؤلات التي تواجهنا كل يوم، وكانه يضعنا أمام مرآة لنواجه أنفسنا، وأول هذة التسؤلات كانت مع علاقة الزواج بين عبدالله (شريف منير) وغالية (ياسمين عبدالعزيز) وهي هل من المفترض أن تقبل أن نستمر في حياة لا نشعر فيها بالسعادة والإهتمام ، وبعد حدوث الطلاق كيف تكون نظرة المجتمع للمرأة المطلقة وكآن حياتها يجب أن تتوقف عند اللحظة التي خرجت فيها من منزل زوجها وأنها غير مسموح لها أن تحب وتدخل في علاقة حب مرة أخري، وذلك ظهر بوضوح في المشهد الذي جمع بين غالية ووالد مراد (كريم فهمي) عندما اخبرها أنها ليست الصورة التي تخيلها لزوجة أبنه لمجرد أنها مطلقة ولديها بنت، فتمكن من عرض هذه التساؤلات بمنتهي البراعة من خلال حوار شيد الصدق والبساطة، وذلك ما جعلة يدخل إلي قلوب وعقول المشاهين لأنه عبر عن حال الكثير من الناس، ومن أهم ما يميز عمرو محمود ياسين أن كل شخصايته كانت تنطق بلسان حلها وكل واحده لها مفردتها وتعبيرتها التي تميزها عن الأخري.
وكان عمرو محمود ياسين، في هذا العمل أمام تحدي كبير، وهو أن يجعل نجمة كبيرة بحجم ياسمين عبدالعزيز، تظهر بشكل مختلف ما قدمته طوال السنوات الماضية، واستطاع وعن جدارة أن يكسب هذا التحدي وأن يحقق معها نجاحًا كبيرًا، وأن يكون علي قدر المنافسة بعمل محترم في وسط الزخم الذي يشهده المارثون الرمضاني وبالفعل تمكن من ذلك بشهادة الجمهور والنقاد وحتي المنافسين، ليثبت مع كل عمل أنه قادر علي كسب ثقة الجمهور.