رانيا محمود ياسين.. "ابن الوز دائمًا عوام"

عندما نذكر اسم رانيا محمود ياسين، يأتي في أذهاننا سريعاً أننا أمام حالة خاصة وفريدة من نوعها، فنحن أمام موهبة متوارثة أباً عن جد، وعائلة فنية بامتياز، فوالدها الفنان العظيم محمود ياسين، ووالدتها الفنانة القديرة شهيرة، وأخيها عمرو السيناريست الذي أصبح الجميع يتحدث عن موهبته، وبالطبع عائلة مثل ذلك لا نندهش كثيراً إن وجدنا أن ابنتهم تحفر أسمها بحروف من ذهب من خلال مشوار فني متميز وبه دقة لامتناهية في اختيار الأدوار.

ولأننا تعودنا أن تفاجئنا "رانيا" دائماً بكل ما هو جديد، فقد أطلت علينا هذا العام بشخصية "صافي"، في مسلسل "فلانتينو" للزعيم عادل إمام، وقبل حديثنا عن الدور، فلابد أن نقول أن نقول أنه ليس هناك أحد يعمل مع الزعيم إلا وكان لديه موهبة متميزة وأداء بارع، أما عند النظر لشخصية "صافي"، فنجد أنها تمتليء بالأحاسيس والمشاعر، فهي مُدرسة وعلى قدر من الاحترام، متزوجة ولكنها لا تُنجب، ليكون في عينيها طوال الأحداث لمحة حزن، بالإضافة إلى تحملها لمعاملة حماتها ونظراتها وطريقة كلامها الجارحة، وتزيد الأمور تعقيداً عندما تبدأ في اكتشاف كذب زوجها عليها وترفض تصديق ذلك، ويصل الأمر لذروته مع "صافي" عندما يموت زوجها وتكتشف أن طه كان متزوجاً عليها ولديه ابن، وتقوم زوجته الثانية بطردها من الشقة، ويُعتبر مشهد صدمة "صافي" من أصعب المشاهد في الاحساس والتجسيد، فنحن أمام امرأة حزينة على فراق زوجها، وينقلب الحزن إلى غضب بعد اكتشافها زواجه، ورغم صعوبة المشهد إلا أن "رانيا" جسدته ببراعة شديدة جعلت الجميع يتعاطف معها، بل ويبكي معها، هي لم تستخدم "الأڤورة" في البكاء والنواح، بل كانت طبيعية و "امرأة مقهورة" تشعر بعجزها في عدم الانجاب، وصدمتها في أنها كانت تعيش في خيانة وغش طوال فترة زواجها.

وبالرغم من أن المسلسل يتسم بالطابع الكوميدي، إلا أن رانيا ياسين أخذت خط درامي بمفردها يناقش قضية انسانية ويلمس النساء حتى وإن لم يمروا بتجربتها، والرجال أيضاً لأنها استطاعت توصيل مشاعرها و"حُرقة" قلبها بمنتهى السلاسة، والبساطة في التعبير، هي لم تعتمد على واسطة أو اسم والداها ، هي فقط أخذت منهما چينات الموهبة، لتثقلها هي بخبرتها، وتُدعمها بأسلوب جديد خاص بها، مختلف عنهما تماماً، كما أنها متعددة المواهب، فهي عملت كمذيعة لفترة، حققت فيها نجاحاً بشهادة الجميع، لكنها قررت أن تُركز في التمثيل وحققت به نجاحاً قاطعاً أيضاً، لتثبت للجميع تعدد مواهبها، وتؤكد لنا أنها تنجح في كل مجالٍ تدخله.