بعد قرار تعطيل الدراسة بسبب "كورونا".. كيف جسد الفن تعامل الدولة مع الأوبئة؟
السبت 14/مارس/2020 - 11:40 م
رضوى فاروق
أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي قراراً بتعطيل الدراسة في المدارس والجامعات، وذلك بسبب الوباء المتفشي في العالم "كورونا"، ولأن الفن هو مرآة المجتمع ودائماً ما يناقش القضايا الموجودة فيه، أو حتى يتخيل قضايا يمكن أن تحدث، فكان لابد أن نتطرق إليه لنفهم هل طرح فكرة "الڤيروسات والأوبئة"، وكيف تعامل معها أفراد المجتمع، وما الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الدولة؟
في هذا التقرير نسرد لكم ما جاء في الفن المصري عن هذا الأمر:
الحرافيش
في رائعة نجيب محفوظ " الحرافيش " تحديداً في الجزء الأول الذي جسد حال أغلب حارات "المحروسة" في ذلك الوقت، حيث أصابها " شوطه" الطاعون ، والبلد يومياً بها جنازات، لعدم وجود طب متقدم أو صحة.
عرض المسلسل بيان الحكومة الذي قاله شيخ الحارة يؤمر فيه الناس بـ"النظافة والليمون ومياه البصل والبعد عن الغرز والبوظة"
ويحكي نجيب محفوظ عن "الناجي" نور الشريف الذي منحه الله الإلهام الإلهي عن طريق رؤية رآها، تخرج للخلاء بعيد عن الزحام و بؤره الوباء، ورفض الجميع تنفيذ هذا الأمر، سوى زوجته الثانية.
وجاء له الإلهام ثانية للرجوع لحارته والمفاجأة إنه وجد إنها خاوية على عروشها، الجميع مات، فبقى هو "الناجي" الوحيد.
مسلسل "الوتد"
هناك حلقة في هذا مسلسل الوتد الذي تم عرضه في التسعينات، تعرض حياة عائلة كاملة تعرضت قريتها لمرض الكوليرا، فنجد الحاجة "فاطمة تعلبة" التي قامت بدورها الفنانة هدى سلطان بعد ظهور "الوباء" في القرية وطلب الحكومة من الشعب بعدم الاختلاط، وأيضاً أصبحت أعداد الموتى في ازدياد يومًا يلو الأخر، قررت أن تجمع أولادها الرجال جميعًا بأبنائهم، وأن تأتي بابنتها المتزوجة، وتغلق عليهم باب الدار، وأمرتهم أن يحرقوا كل ملابسهم، حيث أن أبنائها قاموا بنقل أحد المصابين للحجر الصحي.
وقالت لهم "تعلبة" نصاً: "من هنا ورايح هناكل عيش ناشف وجبنة من الحاصل وبصل وكل حاجة تتغلي لما تتغلي من الغليان، وكل واحد فيكم يقرشله فصين توم، وكل واحد يسقى عياله لمون مغلي".
وأمرت فاطمة تعلبة أحد أبنائها أن يغلق الأبواب بالخشب، حتى لا يدخل لهم أي هواء ملوث، وتحبس كل ابن لها مع زوجته في غرفة وتضع لهم الأكل أمام الباب، دون أي اختلاط مع بعضهما، حتى انزاح المرض.
النوم في العسل
يظهر عادل إمام في دور رئيس مباحث القاهرة الذي يكتشف وباء يسبب العجز الجنسي للرجال في القاهرة، ويعاني هو نفسه من هذا الوباء.
وهنا الأمر يختلف حيث حاولت الحكومة إخفاء الأمر تماما خوفا من مجابهة المشكلة، وخرج وزير الصحة في الفيلم يُخبر الرجال بأن يقفوا أمام المرآة ويقولون لأنفسهم إنهم أقوياء وليس بهم شيء، فأشار هنا الكاتب وحيد حامد أن هناك حالة من "التعتيم"، ولكن تحاول الصحفية التي جسدتها شيرين سيف النصر التحقيق في هذا الأمر حتى تنجح فيه.
طه حسين
يعرض مسلسل "طه حسين" في إحدى حلقاته مرض "الكوليرا" عندما تفشى في القرية، وأمرت الحكومة في هذا الوقت بإنشاء وحدة صحية لمعالجة المرضى، ولكن لم تكن هناك إجراءات صحية آمنة للمعالجين، فأخذ أخو طه حسسن العدوى من أحد المصابين، وتوفى على إثرها.