الأمانة العامة للإفتاء تحتفل بتخرج أولى دفعات برامجها التدريبية

احتفلت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم اليوم بتخريج أولى دفعات برامجها التدريبية لتأهيل 16 من أئمة المساجد والمراكز الإسلامية فى بريطانيا، وتدريبهم على كيفية مواجهة الفكر المتطرف وتحصين الشباب هناك من الوقوع فى براثن التطرف، وكذلك تعزيز اندماج المسلمين فى مجتمعاتهم الغربية ومواجهة الإسلاموفوبيا.

 

تأتى هذه الخطوة فى إطار تنفيذ توصيات مؤتمر الأمانة العامة -أكتوبر الماضي- ممثلًا بذلك عودةً لدور مصر الدينى الريادى العالمى، وبناء علاقاتها الخارجية على التعاون المشترك مع الجميع فى إطار من السعى الحقيقى نحو السلام العالمى الذى يصب فى مصلحة الجميع.

 

أكد الدكتور شوقى علام ،مفتى الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، خلال الاحتفال أن أمانة الإفتاء العالمية تسعى إلى القيام بدورها وبواجب الوقت وسط العديد من التحديات التى يواجهها العالم.

 

وأضاف أن خطوة تدريب أئمة المساجد والمراكز الإسلامية فى دول الغرب خطوة مهمة فى حرب المواجهة الفكرية للتنظيمات المتطرفة فى الخارج، خاصة أن الدراسات والإحصائيات أظهرت أن ما يقدَّر بخمسين ألف مقاتل فى صفوف «داعش» نصفهم من أبناء الجاليات المسلمة فى الغرب، كما أن إعلام التنظيم الإرهابى يتحدث بـ12 لغةً، فكان على الهيئات الإسلامية الوسطية وذات الشأن فى هذا المجال أن تعلن عن نفسها لترد بقوة وبحسم على الأفكار الضالة بمنهجية علمية رصينة.

 

وقال: "لا شكَّ أن هذا مؤشر خطير يدل على الحالة الراهنة للجاليات المسلمة، ومن يحلل هذا الوضع بدقة يجد أن الفتوى التى تصدر من غير المتخصصين، وخاصة من تيارات التشدد والتطرف من أبناء هذه الجاليات وغيرهم، تسبب اضطرابًا كبيرًا فى مجتمعات هذه الجاليات، كما نرى الآن فى حالة داعش وأخواتها".

 

وأشار إلى أن الأئمة والدعاة فى الغرب هم نواة نشر الإسلام، وتصحيح المفاهيم فى الخارج، وتدريبهم وتأهيلهم خطوة غاية فى الأهمية فى منظومة تجديد الخطاب الديني، وسحب البساط من تحت تيارات الإسلام السياسى المسيطرة على الجاليات المسلمة فى الغرب، ومن الأهمية بمكان أن يتم تدريب الأئمة والدعاة وتأهيلهم للتعامل مع النصوص الشرعية، والتعاطى مع معطيات الواقع، وامتلاك أدوات الخطاب الدينى الوسطى وأساليبه الصحيحة البعيدة عن التفريط والإفراط.

 

وأكد على أن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم على أتم الاستعداد لتقديم كل أشكال الدعم الشرعى للأئمة والجاليات المسلمة فى الغرب، والإفادة من خبراتها فى مكافحة التطرف ومواجهة الجماعات المتطرفة.

 

وتوجه جون كاسون -السفير البريطانى فى القاهرة- بالشكر للأمانة العامة على تنظيم هذه الدورة، مؤكدًا أن الخطاب الدينى الوسطى لمصر هو ما يحتاجه العالم لمواجهة الجماعات والتنظيمات الإرهابية.

 

وأضاف أن بلاده مستعدة لمزيد من التنسيق والتعاون على كافة المستويات من أجل القضاء على التطرف والإرهاب الذى يجتاح العالم.

 

 من جانبه صرح الدكتور إبراهيم نجم ،الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، أن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم تسعى من خلال مثل هذه البرامج التدريبية إلى إيجاد منظومة علمية وتأهيلية للقيادات المسلمة فى العالم، يكون من شأنها تجديد منظومة الفتاوى التى يستعين بها المسلم على العيش فى وطنه وزمانه، كما تُرسِّخُ عنده قيمَ الوسطية والتعايش.

 

وأضاف أن المتابع لخريطة الخطاب الدينى فى الخارج، وعلى وجه الخصوص داخل المجتمعات الغربية، يرصد تطرفًا وتطرفًا مضادًّا، فمن ناحية تجد كثيرًا من المتدينين يعيشون فى هذه البلاد مُدَّعِينَ الانتماء إليها وهم يتبنَّون فى الوقت نفسه دعوات العنف والكراهية، وهو ما يدفع البعض إلى التشكيك فى مدى إيمان هذه المؤسسات بقيم المواطنة والمساواة ومكافحة التمييز التى تتمسك بها هذه البلاد، وعلى الجانب الآخر، تجد حركاتٍ مضادةً للمهاجرين ومروجةً للإسلاموفوبيا، وواجبنا أن نوجد فى هذه المجتمعات خطابًا وسطيًّا لا يسمح بالتطرف ويسعى للبناء ويعزز اندماج المسلمين فى مجتمعاتهم؛ ليكونوا أعضاءً نافعين لوطنهم وليحققوا غاية الله من استخلاف الإنسان فى الأرض بعمارة الكون.

 

من جهته عبر الدكتور مشرف حسين ،رئيس الوفد البريطاني، عن مدى الاستفادة التى تحققت لهم من هذا البرنامج التدريبي، والخبرات التى اكتسبوها طوال مدة التدريب، مما يعود بالنفع على المسلمين وغيرهم فى بريطانيا والعالم.

 

وأضاف أن ما شهدوه من فوائد كبيرة سيشجع المزيد من أئمة بريطانيا على المشاركة فى هذا التدريب للاستفادة من تلك المهارات التى يُحصِّلونها، حتى يعودوا إلى بلادهم مسلَّحين بنافع العلم وبالمنهج الإسلامى الوسطى السمح لنشره بين الجالية المسلمة هناك.