“أسرار عائلية” حكاية الشاذ الذى اهتدى


مراهق يجلس أمام حمام سباحة برفقة والدته لا يتطلع إلا لأجساد الرجال من بنى جنسه و يتحدث بصوت رقيق و خافت كأنه فتاة فى كامل أنوثتها و سرعان ما يهرول إلى دورة المياه ليحلق شعر ذراعيه وشاربه حتى يصبح ناعم الملمس، هكذا كانت بداية المشاهد الأولى فى فيلم “أسرار عائلية” الذى يناقش قضية الشذوذ الجنسي فى مجتمعنا المصري.
طفل صغير إسمه مروان .. تعرض لإعتداء جنسى من قبل شقيقه الأكبر سامح الذى يكبره بأكثر من 10 سنوات ، فصارت لديه أزمة نفسية استمرت معه حتى الثامنة عشر من عمره ليصبح بعدها شاذ جنسياً ومنحرف السلوك رغماً عنه .
يحكى الفيلم عن قصة هذا الشاب الذى بدى وكأنه يسير فى طريق عكسي والجميع يوبخه ويسخر منه دون أن يرشدوه للطريق الصحيح وذلك بحسب قوله هو فى الفيلم ، وقد أظهر الفيلم أن مشكلة هذا الشاب كانت بدايتها منذ أن سافر والده إلى أمريكا للعمل هناك و كان يعود فى إجازة قصيرة كل عام أما الأم فقد كانت مشغولة طوال الوقت “حاضرة غائبة” وكانت اهتمامتها بإدارة شئون المنزل من الناحية المالية فقط و تعشق روح السيطرة وتستخدم أسلوب الصوت العالي .. مما جعل هذا الشاب يعيش وحيداً شريداً فى معزل عن الجميع وبينه وبين أخيه الأكبر حاجز نفسي لأنه كان السبب الرئيسي فى هذه المأساة.
و فجأة .. علمت الأم بهذا الأمر عن طريق أخته التي كانت أقرب الناس إليه و كان يطمئن لها هى فقط حيث اعترف لها بأنه يميل إلى جنسه وأنه مثلي الميول، لكن الأم حاولت أن تقنع الشاب أنه طبيعي وأن تتكتم على هذه الفضيحة حتى لا يقال عنها أنها لم تستطيع الحفاظ على إبنها فى غياب والده و بدأت فى إصطحابه  للعديد من أطباء الصحة النفسية والذين فشلوا فى إيجاد علاج لحالته.
و بعد فترة ، دخل الشاب الجامعة وعاد والده من أمريكا لحضور حفل زفاف سبب المأساة شقيق مروان الأكبر و ليستقر بعدها فى مصر .. و كان الأب دائم الصراع فى البيت ودائماً ما يدخل فى مشاجرات مع الأم وكان دائماً يعامل ابنه مروان بطريقة شرسة ليس فيها أى نوع من أنواع الرحمة ، و كان الولد فى هذا التوقيت يمارس علاقاته الغير شرعية مع العديد من الرجال اللذين تعرف عليهم عن طريق الإنترنت وزملاء الدراسة و يتعرض لابتزاز أحياناً ومخاطر أحياناً أخرى بسبب شذوذه.
و كان مروان دائماً ما يشعر بألم شديد وخوف لأنه يعلم أن ما يفعله جريمة، فتردد على أحد الأطباء النفسيين الذي كان يعالج شباب شواذ جنسياً يعانون من نفس مشكلته، و بدأ العلاج يحقق نتيجة لأن هذا الطبيب كان مختلفاً .
وفي إحدى الليالى .. كان مروان عائداً لمنزله من عند الطبيب فى ساعة متأخرة فوجد والده فى إنتظاره يسبه وينهره ويتهمه بعدم تحمل المسئولية لأنه يبقى خارج البيت حتى الساعات الأولى من الصباح ، فلم يتحمل الولد إهانات الوالد فقام بالإعتراف له أنه شاذ جنسياً وأنه يعالج نفسياً وأن والده هو السبب لأنه كان غائباً عنه وكان همه الأول جمع المال فقط .
و أخيراً .. كان مشهد المحاكمة حيث حاكم الابن أبيه وواجهه بأخطائه في أروع مشهد فى الفيلم، فقرر الأب والأم الذهاب للطبيب النفسي الذى يتردد عليه ابنهم حتى يتمكنا من مساعدته .
و تحولت علاقة الأب بالابن الشاذ إلى علاقة صداقة رائعة، وأصبح الشاب لا يتحمل فراق والده بعد أن كان لا يطيق حتى أن يسمع صوته من شدة كراهيته له .. وأصبح الشاب طبيعياً بعد رحلة معاناة طويلة .
هذا الفيلم يكشف لنا أن دور الأب والأم هو الأهم للحفاظ على الأبناء من أية إنحرافات ، وأن الشخص الذى يعاني من هذه الحالة من الممكن أن يعالج بشرط أن تكون إرادته قوية و يكون راغباً فى تغيير نفسه .
فيلم “أسرار عائلية” يكشف لنا عن فنان شاب يدخره لنا المستقبل هو محمد مهران الذى أدى دوره بمنتهى الإحترافية .
فيلم “أسرار عائلية” بطولة محمد مهران و بسنت شوقى و طارق سليمان و سلوى محمد على و أحمد عبد الوهاب و عماد الراهب ، تأليف محمد عبد القادر و إخراج هانى فوزى و إنتاج إيهاب خليل.

تم نسخ الرابط