رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

من مذكرات نور الشريف.. وفاة الأب وزواج الأم وحياة اليتم والحرمان‎

يبدو أن الأمر مريب.. ففكرة أن تحمل مذكرات قامة مثل نور الشريف تعني لي الكثير وكأنك وقع بيدك كنز يتحدث عن "آخر الرجال المحترمين" بين الحرمان والحب والسينما والياسة والمؤمرات.. كتب المؤلف السيد الحراني مذكرات نور الشريف في تسعة عشر فصل تزداد فصل يلي الآخر عشق واشتياق وغموض كلما استكشفت هذه الرحلة التي مرت على مبدع سيظل حي بقلوبنا كنور الشريف وسنأخذك في رحلة إلى عالمه الخاص بداية من الفصل الأول الطفولة بين وفاة الأب وزواج الأم وهجرتها.. وحياة اليتم والحرمان..
لا عليك البكاء الآن سيدي القارئ فنحن في البداية والمآساة لم تأتي بعد..
لم يعرف نور الشريف من والده شئ سوى أسمه بسبب فراقه للحياة بعد مولده بأقل من عام.. وما أن حدث ذلك تزوجت والدته وسافرت مع زوجها إلى السعودية تاركة ابنها "نور الشريف" واخته "عواطف".
لم أوضح اسمه الحقيقي في البداية مثلما حدث معه هو أيضا فهو لم يكن يعرف اسمه الحقيقي إلا أن ألتحق بالمدرسة في أول يوم له والذي أطلق عليه أسم "نور" كان جده، لكن الاسم الحقيقي له كان محمد جابر واتخذ نور الشريف أسم والده معه في أغلب أفلامه وكأنه يريد أن يحيي والده من جديد ويصحبه معه في جميع فترات حياته.
تربى هو وشقيقته وسط أعمامه وابنائهم الأثنى عشر وفقد عمه زوجته وطلقها مثلما فعلت عمته وطلقت زوجها التي كانت تحمل العصمة بيديها وذلك ليتفرغا بتربيته هو واخته، لذلك كان يعتقد أن عمه إسماعيل هو والده ولكن بعد دخوله للمدرسة وبلوغه سن السادسة علم بالحقيقة المرة.. وقتها شعر بان ليس من حقه طلب أي شئ والاعتماد علي نفسه فقط.
استطاع نور الشريف أن يخلق من الضعف قوة فما أن لبث حتي شغل فكرة بلعبة ورياضة تسمى "تنطيق الكرة" وهى عبارة عن كرة شراب محشوة بقماش أو قطن والفائز في هذه اللعبة هو الذي ينطق الكرة ما بين رجليه وكانت الجماهير تحتشد لتشاهده وهو يصل فيها لما يفوق الألف مرة لا تلمس فيها الكرة الارض وعوضته تلك اللعبة عن مشاعر اليتم فامتلئ قلبه بعشقها وتفوق بها ووصل إلى ١٣٠٠ تنطيقة.

بدأ الدخول في عالم آخر ساهم في تكوين شخصيته وهو عالم المسرحيات بمولد سيدي الشيخ الماموني في حارة الكبش.

علي الرغم من طفولته التي بدأت بفقدان وألم إلا أنه لم يترك حقه في ممارسة الشقاوة واللعب فاعترف نور الشريف بخطف الطرابيش من على رؤوس الناس وإفزاع المارة في الطرق المظلمة ليلا، ولعبة "القفة" الشهيرة في الأحياء الشعبية فيحكي نور الشريف ويقول: "حيث كنا نضع أحد الأصدقاء داخل قفة ونضع عليه غطاء ثم نطلب من احد المارة في الشارع أن يساعدنا في حمل القفة فوق رؤوسنا فيظهر له الصديق المختفي فجأة وغالبا ما كان يلوذ" الشخص بالفرار أو ينالنا "علقة ساخنة أو شتائم وسباب".
ومشاهدته ل"حليم" ذلك اللص الذي سرق الكهرباء لفقراء حارة الصايغ وهو يسقط صريع أثناء مطاردة البوليس له والذي كان يراه بمخيلته الإبداعية مثل "بروميثيوس" الشخصية الأسطورية الإغريقية الذي سرق النار للناس من آلهة الأولب، ومثلما أحب "بروميثيوس" الناس وسرق لهم النار من آلهة الأولمب، أحب "حليم“ الناس في حارة الصايغ وسرق لهم النور من الحكومة.