عبير صبرى.. الفن والإبداع والأنوثة فى جسد واحد
الأحد 17/مايو/2020 - 02:27 ص
رغم تحقيقها العديد من النجاحات من خلال الأعمال التي قدمتها علي مدي مشوارها الفني وشاركت فيها مع مجموعة من أهم الفنانين وحصلت من خلال بعضها علي البطولة المطلقة، ورغم أن كل مسلسلاتها الأخيرة حققت من خلالها نجاحا جيدا وحظيت بإشادة علي تجسيدها للأدوار التي قدمتها، إلا إن نجاح عبير صبري هذا العام في تجسيد شخصية نادية التي تقدمها في مسلسل (خيانة عهد) تجاوز كل نجاحاتها السابقة وأصبح بمثابة بصمة وعلامة فارقة في مشوارها وهذا واضح جدا من كم تعليقات الجمهور علي كل مواقع التواصل الاجتماعي والثناء الشديد علي أدائها في العمل وتأكيدهم علي مفاجأتها لهم بهذه الشخصية المختلفة تماما عن كل ما سبق و قدمته، وكذلك إشادة العديد من الفنانين بأدئها الرائع وفي مقدمتهم، بطلة العمل، النجمة يسرا.
وقد تبدو شخصية نادية التي تقدمها عبير صبري في المسلسل، سهلة وبسيطة ولكنها في حقيقتها، بمثابة فخ لأي فنانة، هي أم وزوجة عصرية أكثر من الطبيعي وجميلة وتهتم بجمالها وتهدف دائما الي إظهاره، بل تتباهي به وتستغله وتتعامل مع ابنتها وابنها وهما في سن الشباب علي أنها صديقة لهما وتعاملها معهما يجمع ما بين خفة الدم والسلوك الصادم إلي حد ما كما انها تخون زوجها، هذه هي مفردات الشخصية التي تبدو من الوهلة الأولي، سهلة وبسيطة، إلا إن صعوبتها الحقيقية تكمن في أن يصدقها الجمهور ويتعامل معها علي أنها شخصية واقعية وليست شخصية خيالية حتي يتفاعل معها وأن يصدق مبرراتها الدرامية في ما تفعله حتي وإذا لم يقتنع بها، وهذا ما نجحت عبير في تجسيده بحرفية شديدة وتلقائية وخفة دم لم تقدم مثلها في أي عمل سابق، لأن الشخصية ساعدتها علي ذلك، وهي منحتها من روحها الخفيفة الكثير، فتوهجت علي الشاشة كما لم يحدث من قبل واستطاعت أن تكون من أهم نجمات العمل ونجمات الشاشة الرمضانية هذا العام .
وبالتأكيد ستواجه عبير صبري مأزقا شديدا في اختيار عملها الفني القادم، لأنه في ظل هذا النجاح اللافت وهذا الصدي الجماهيري الكبير، الذي حققته مع مسلسل (خيانة عهد)،عليها أن تدقق جدا في اختياراتها القادمة وأن تختار ما يضيف لها، لا ما ينتقص من ما وصلت له، وهذا ليس بالأمر السهل.
