رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

في ذكرى وفاة "سيدة الشاشة العربية".. حكايات وصدف في حياة فاتن حمامة

فنانة من أهم نجمات الزمن الجميل، تميزت بوجه ملائكى وموهبة فنية طاغية، وصوت يتمتع بالرقة والعزوبة لها طلة ساحرة تخطف قلب الجماهير، هى الفنانة فاتن حمامة أو كما لقبت بـ"سيدة الشاشة العربية"، علي الرغم من رحيلها فى مثل هذا اليوم منذ ست سنوات، إلا أنها حاضرة معنا بفنها واعمالها الخالدة. 
وفي ذكرى رحيلها نرصد لكم فى السطور التالية، أبرز المواقف والحكايات التى قد لا يعرفها الكثيرون عن "سيدة الشاشة العربية" فاتن حمامة:

حكاية الشيخ المعمم الذي تسبب في نجاحها
تحدثت الفنانة فاتن حمامة، في إحدى اللقاءات أن هناك شخص تدين له بتفوقها وسلامة مخارج ألفاظها فى بداياتها المسرحية، حيث كانت تدرس فى مدرسة الأميرة فوقية الثانوية، وكانت تكره دروس اللغة العربية والنحو والصرف، وكانت تنجح بصعوبة فى هذه المادة، حتى انتقل إلى مدرستها مدرس معمم كبير فى السن وتولى تدريس مادة اللغة العربية لفصل فاتن حمامة.
وقالت أنها منذ الحصة الأولى لهذا المدرس أدركت أنه يختلف عن باقى المدرسين فى طريقته الفذة والسلسة فى تدريس المادة ، قائلة :" كانت الألفاظ تخرج من فمه كأنها نغمات من فم مطرب، وإضافة إلى ذلك كان يتميز بالمرح وخفة الظل ، فيتخلل الدرس الكثير من الفكاهات، فكنا ندرس ونحن نضحك ونصغى بانتباه للمدرس، وفى هذا العام تفوقت فى اللغة العربية وأحببتها"
وبعد ذلك التحقت فاتن حمامة بمعهد التمثيل فكانت من أحرص الطالبات على قواعد النحو والصرف عندما تؤدى دوراً باللغة العربية الفصحى، إلى جانب تفوقها فى الإلقء بفضل هذا المدرس المعمم، وظلت سيدة الشاشة تذكر فضل مدرسها عليها وعلى تفوقها فى التمثيل طوال حياتها.

حكاية اندماجها في فيلم "الله معنا"
ذكرت فاتن حمامة أنها حين كانت تشارك فى بطولة فيلم" الله معنا" وكانت تؤدى فيه مشهد فتاة تحاول سرقة مستندات تدين والدها فى جريمة خيانة وطنية ، اندمجت فى المشهد بشكل كبير لدرجة أنها صدقت أنها تقوم بعمل وطنى وظلت ممسكة بالمستندات حتى بعد انتهاء تصوير المشهد ، ورفضت أن تعطيها للعمال، مؤكدة أنها استعادت فى هذا المشهد كل مخزون الظلم الذى تعرض له المصريون والجرائم التى ارتكبها تجار الوطنية قبل ثورة يوليو  وتمنت لو كانت قامت بهذا العمل الوطنى فى الحقيقة. 

حكاياتها مع زكى طليمات واللدغة
وكشفت فاتن حمامة تفاصيل موقف طريف تعرضت له فى أول أيام الدراسة بالمعهد مع الفنان الكبير زكى طليمات الذى كان أستاذاً بالمعهد.
وأوضحت فاتن أن طليمات دخل المحاضرة وبدأ يتحدث إلى الطلبة والطالبات وما كاد يلمحها حتى ناداها قائلاً "تعالى هنا ياعروسة".وكتبت الفنانة الكبيرة فى مذكراتها "دفع الغضب بالدماء إلى وجهى وصحت بعصبية وأنا جالسة فى مكانى.. أنا مش عروسة أنا فاتن".
وأشارت إلى أن زكى طليمات بذل مجهوداً كبيراً محاولاً إخفاء ابتسامته ثم قال "طيب تعالى هنا يا فاتن"، فذهبت إلى مقدمة الفصل ليسألها أستاذها "اسمك إيه يا فاتن"، فأجابت ولا زالت أثار الغضب عليها "فاتن حمامة".
وتابعت "ضحك زكى طليمات وضحك معه الطلبة والطالبات، فصرخت فيهم: بتضحكوا على إيه ياحضرات؟، ثم سألنى "انتى بتحبى التمثيل يافاتن"، فأجبت بلهجة عصبية "طبعا، ولو ماكنتش بحبه ماكنتش جيت هنا".
واستكملت سيدة الشاشة العربية باقى الحكاية قائلة :" لاحظ طليمات أننى أنطق "الراء"  "غين"، وهى لدغة كانت تلازمنى منذ الصغر ولم يكتشفها إلا أفراد قلائل، فقام إلى السبورة وكتب جملة طويلة مليئة بحرف " الراء" ، وطلب منى أن أقرأ الجملة بصوت مرتفع، ولما قرأتها كان يسد أذنه بيده حتى لا يسمع نطقى لحرف الراء".
وتابعت "فجأة قال لى طلعى لسانك يا فاتن، وضحكت من هذا الطلب وسألته: "أطلع لسانى ليه؟ "، فقال :" علشان اشوف الحتة الناقصة منه"، فضحكت وضحك الجميع".
وأضافت فاتن حمامة:" منذ هذا اليوم نشأت بينى وبين زكى طليمات صداقة التلميذة وأستاذها وكان يشيد بمواهبى التى تؤهلنى لمكانة طيبة فى عالم المسرح ، ولم يمض العام الأول من دراستى بالمعهد حتى كنت قد تخلصت تماماً من نطق " الغين"، وأصبحت أنطق "الراء" واواضح. 

حكاية استلفها جنيهاً من عامل الاستوديو 
كانت فاتن فى إحدى الفترات مشغولة بثلاثة أفلام فى وقت واحد وكانت تصور بعضها فى ليل الشتاء مما أصابها ببرد فى المعدة ونصحها البعض بوضع حقيبة من الماء الساخن على بطنها قبل النوم حتى تخفف من هذه الألام، وكانت تفعل ذلك كل يوم بعد عودتها إلى المنزل وقبل نومها.
وفى أحد الأيام استيقظت حمامة متأخراً عن موعدها فى الاستديو، فأسرعت لترتدى ملابسها ولم تتناول إفطارها، وتصادف فى هذا اليوم أن تعطلت سيارتها وهو مازادد من ارتباكها، واضطرت إلى طلب سيارة أجرة لتوصيلها للاستوديو.
وبعد أن وصلت الفنانة الكبيرة إلى الاستديو وهمت بأن تمد يدها فى حقيبتها لتدفع الأجرة لسائق التاكسى فوجئت وهى تنظر إلى حقيبتها لتستخرج منها كيس النقود بأنها أحضرت حقيبة الماء الساخن التى تعالج بها معدتها ونسيت حقيبتها، زاد ارتباك النجمة الكبيرة ولم يتمالك سائق التاكسى نفسه من الضحك، ولم يسعفها فى هذا الموقف سوى وجود أحد عمال الاستديو بالقرب من التاكسى ، فنزلت فاتن حمامة بكل ثقة وطلبت منه أن يقرضها جنيهاً حتى تدفع الأجرة وانطلقت بعدها كالسهم إلى الاستوديو.

حكاية القماشة الخضراء التى كانت ترافقها 
كانت فاتن حمامة منذ طفولتها وطوال مشوارها الفنى تحتفظ بقطعة قماش خضراء تضعها دائما فى حقيبتها وتظن أنها تجلب لها الحظ.
ولم تكن فاتن حمامة تذكر تاريخ وجود قطعة القماش الخضراء فى حقيبتها لكنها كانت تذكر أن والدها كان يضع هذه القماشة فى جيب مريلة المدرسة الخاصة بها، ثم فى جيب الفستان الذى ارتدته وهى تشارك فى مسابقة مجلة "الاثنين" التى فازت بها بلقب أجمل طفلة، ثم فى جيب الفستان الذى ذهبت به للمشاركة فى فيلم يوم سعيد، والفستان الذى ارتدته فى فيلم رصاصة فى القلب، وكان النجاح حليفها فى كل هذه الخطوات، ولهذا آمنت سيدة الشاشة بأن قطعة القماش تجلب لها الحظ.
وظلت فاتن حمامة تحتفظ بقطعة القماش الخضراء، ثم علقتها على باب شقتها وكانت تقول إنها تمنع دخول الحظ السيئ إلى بيتها