رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

حوار/ صبري فواز: قدمت دور بليغ حمدي في فيلم "حليم" حبا في المدرسة أحمد زكي

إسماعيل عبدالحافظ الوحيد اللي ما قلتوش لأ 
المصور وحيد فريد قال لي "الكاميرا بتحبك".. وسناء جميل قالت لي "انت قريبي".. وجميل راتب قال لي "انت ممثل عظيم" 
  

نضج بمرو الوقت، والتجارب هكذا قال الفنان الكبير والمختلف صبري فواز، و قال أيضا من باب الفخر إنه ينظر إلي معاناته الأولي نظرة شكر و تقدير، وحكي لنا في حوار مختلف عن محافظته كفر  اللشيخ، و الشاعر الكبير والأول في حياته فؤاد حداد، و الملحن العبقري بليغ حمدي، والذي جسد دوره في التليفزيون من خلال مسلسل أم كلثوم بثلاث مشاهد فقط، وفي السينما من خلال فيلم حليم لأحمد زكي، و أشياء أخري من أول السطر...

أعترف "فواز" أن بداية تعلقه بعالم الفن السابع كان في الثامنة من عمره  تقريبا، وذلك حينما شاهد في قريته بمحافظة كفر الشيخ فيلما يحمل أسم "رجال لا يخافون الموت"، و من وقتها قررت دخول هذا العالم الساحر علي حد تعبيره، تلك المرحلة كانت النقلة الأولي بلغة الدراما في حياتي.

أما نقطة التحول الكبري في شخصيته أشار فواز إلي إنها حينما دخل مدرسة الشهيد الثانوية العسكرية بكفر الشيخ، ومنها عرفت قصر الثقافة، و دخلت فريق المسرح والإلقاء بتلك المدرسة، و أقتربت ايضا من عالم الفن التشكيلي وعالم الشعر والمسر ح وكل العوالم التي تخص الفن بكافة مجالاته.

أما النقلة الثالثة في حياة صبري فواز، أوضح إلي إنها حينما ألتحق بقسم المسرح في كلية آداب اسكندرية، وقتها "شرب لمهنة"، علي حد تعبيره أكاديميا، ثم دخل معهد الفنون المسرحية وجاءته أولي الفرص كممثل حينما أعطاه المخرج الكبير الراحل عم إسماعيل عبدالحافظ كما كان يناديه في دور صغير بمسلسل "الوسية"، ويتذكر فواز أنه لم يكن هناك تليفونات وقتها بعت لي "ناس المعهد"، ودي كانت أول مرة أقف قدام كاميرا في حياتي.

وأشار فواز إلي أنه شارك في معظم أعمال المخرج الكبير إسماعيل عبدالحافظ، وهو الوحيد اللي "ما أقدرش أقول له لأ"، و أذكر لك موقفا طريفا ألا وهو في مرة من المرات أرسل لي دورا صغيرا في مسلسل "البرالغربي"، كان مساحته حوالي حلقتين، المهم أخدت الورق ورحت أعتذر له قلت له "يا عم أسماعيل الدور صغير قوي"، قال لي ده "عيسي الجارحي ده هيموت، و أنا عايز الناس تحزن عليه علشان هتحبه"، بدل ما أعتذر وافقت، وهذه كانت المحاولة الأولي و الأخيرة لقولة "لأ"، لعمل يخرجه الكبير الراحل إسماعيل عبدالحافظ، والحمد لله إنها لم تحدث، وأقول لك  علي موقف آخر لعمي "إسماعيل"، كنت أؤدي دور صغيرا في مسلسله الشهير "ليالي الحلمية"، وكنت أمام صفية العمري، وكان صوتي منخفض جدا، ومهندس الصوت قال لي "يا أستاذ علي صوتك لو سمحت"، فوجئت به  يقول له "ده صوته واحساسه، اتصرف انت في البتاع اللي عندك"، هذه أخلاق عم إسماعيل دافع عن ممثل شاب كي يحافظ علي احساسه ومشاعره أمام فريق العمل، ويعيد له ثقته في نفسه.

وفي احدي المرات وجدنا اختفيت عنه، وأخدني مشروعي كمخرج مسرحي، صاحب نجاحات كبري، وأرسل لي أثناء تحضيره لمسلسل "إمرأة من زمن الحب"، وقال لي جملة مهمة لا أنساها ما حييت "ركز بقي وسيبك من اللي بتعمله ده، وشوف زمايلك مركزين إزاي زي طارق لطفي ومحمد رياض وغيرهما"، وفعلا أقتنعت وبدأت العودة للتمثيل، هو كان نعم الأب و السند و الداعم من أولي خطواتي إلي  مسلسله المصراوية بجزئيه الأول و الثاني ، و هنا لنا وقفة ,  لأنه في نفس التوقيت حدثت لي نقلة كبري في السينما من خلال فيلم دكان شحاتة للمخرج خالد يوسف ، ثم صرت شريكا في ثلاثية قدمها و هي " دكان شحاتة ، و كلمني شكرا ، و آخرها كان فيلم كف القمر " ، مع الرائع الراحل خالد صالح ، و من خلال تلك الأفلام أصبح الوسط و الجمهور ينظر لي نظرة إني ممثل مهم و مختلف .

و النقلة الكبري لي و التي حدثت في الدراما كانت من خلال رباعية صديقي المؤلف محمد أمين راضي و هم نيران صديقة و السبع وصايا و العهد .

أما عن الأشخاص الذين في حياتهم قال فواز ، فؤاد حداد و بليغ حمدي و حسن فتحي ، هؤلاء حملة الجين المصري في المزيكا إن جاز التعبير ، فؤاد حداد ، فتح لي باب الأدب من أوسع جعلني أحب الشعر بكل أنواعه فصحي و عامية ، و صرت متابعا و كاتبا للشعر مع احترامي لكل الكبار من الأبنودي و جاهين و سيد حجابو فؤاد قاعود مع حفظ الألقاب ، و للشعراء الجدد مثل مصطفي ابراهيم  و محمد ابراهيم و غيرهم ، و أستطيع أن أقول لك " أنا شربت من ايد الكبار " في الشعر و الأدب و الفن التشكيلي كما قلت لك سابقا ، و حينما أنظر إلي  معاناتي في سنواتي الأولي قبل ما " أنور " إن جاز التعبير أنظر لتلك المرحلة نظرة تقدير و تبجيل لأنها كانت حجر الأساس و أعطت الصبر و القوة كي أستمر .

أما عن أسم الأكونت الشخصي علي الفيسبوك ألا و هو " الصبر الفواز " ، فقال عنه : دي حكايتي و ليس أسمي إن جاز التعبير ، فالرحلة كانت طويلة و شاقة لكن أنا راضي عنها تماما ، و لو عاد بي الزمن سأعيدها بنفس الطريقة و الأشخاص و الأخطاء ، لأن ذنوبي تشبهني إلي حد كبير .

أما عن المسرح  فقال يحتاج إلي دعم مالي مثلما حدث في كرة القدم  و الدراما ، لأنه صار في زاوية ضيقة لابد أن يتحرر منها ، و المسئول عن تلك الخنقة اللوائح التي لم تتغير من سنة 1938، و لك أن تتخيل لوائح لم تتغير منذ 100 سنة ، لذا لابد أن يصبح المسرح بهذا الشكل ، و مقارنة حينما وجد المسرح الدعم أصبح له جمهورا مثل حدث مع مسرح مصر .

أما عن أكثر الكلمات صدقا و أثرت فيه من أساتذة كبار و كانت بمثابة " بق مية " ، كما يقولون روت لي عطشي هكذا وصفها فواز ثم أضاف قائلا : مرة استاذ وحيد فريد المصور العظيم في تاريخنا السينمائي و الدرامي لم يكن يعرف اسمي و نده علي بأسم الشخصية التي أقدمها قائلا: " انت الكاميرا بتحب وشك " ، كانت شهادة كبيرة في مقتبل عمري و بدايتي في الفن، و هناك جملة أخري قالت لي  العظيمة سناء جميل أثناء تصوير مسلسل البر الغربي  أخدتني بالحضن و قالت لعم اسماعيل "  الواد ده قريبي" ، من باب التشجيع لي ليس أكثر ، و هناك جملة قالها لي العظيم جميل راتب أثناء تصوير مسلسل مسألة مبدأ ، حيث قال لي "  أنت هتبقي ممثل عظيم " ،  و هناك جملة قالها لي الصديق الفنان الكبير " لطفي لبيب " ، منذ سنوات طويلة و هي " انت هيطلع عين أهلك " ، سألته مندهشا " ليه كده " ، فرد  قائلا بجملة  تذيب كل العذاب الذي أراه  و الصدمات في الفن و هي " علشان انت منور لنا العالي " ، و هي جملة غريبة و بتصبرني و ذكرته بها مؤخرا ، و أعترف لك أن تلك الجمل " هونت علي مرار الأيام و الرحلة " . 

أما عن سر تقديمه لدور بليغ حمدي في التليفزيون و السينما فقال : أولا في مسلسل أم كلثوم كانت 3 مشاهد فقط ، لكن بليغ كان حاضرا بقوة رغم صغر مساحة الدور ،و الناس أعتقدت أنه أكبر من ذلك ، أما في السينما من خلال فيلم حليم ، فقدمته من أجل عيون و حبا في المدرسة التي أسمها أحمد زكي ، لأننا جميعا كنا نعلم انه الفيلم الأخير له ،  لذا من الشرف أن أكون  حاضرا فيه .

أما في ختام كلامه قال فواز: أشعر بالرضا الكامل عن رحلتي وكل أعمالي، فأنا لست صاحب أحلام مادية ، إنما أقدم الفن من أجل الأستماع ليس أكثر ،  و قصة الأجر لا تعنيني ، لأن الأشياء ستظل مجرد أشياء ، و لن تتغير ، فالغني الكامل في الأستغناء ، و بعد أن أنهي دوري كممثل أعود لأعيش حياتي طبيعا مع أولادي و أهلي و أصدقائي الذين أعرفهم من 30 سنة ، كي لا أتحول لكائن مصطنع.