أحمد الهوارى يكتب.. كل "كوميديا" وليها كيال عن "رجالة البيت" أتحدث
السبت 16/مايو/2020 - 03:45 م
" كل فولة ولها كيال " مثل مصري قديم يشرح فكرة تنوع الأذواق و ترجمته باللغة العربية هو " لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع " وهي الفكرة التي أتحدث عنها في هذا المقال بخصوص الهجوم علي مسلسل " رجالة البيت "، وحتي نحاول فهم ما يحدث يجب أن أشرح عدة نقاط .
أولاً: في عام ٢٠٢٠ أضيف المستحيلات الثلاثة - الغول والعنقاء والخل الوفي - أن تستطيع إضحاك الناس وخصوصاً في مصر ، فكرة أن تصنع الضحك أصبحت من الصعوبة بمكان مع ضغوطات الحياة ومع أن الشعب المصري " ابن نكتة " ولديه حس كوميدي عالي ، ولمن لا يوافقني الرأي أقول له زمان كانت نكتة بسيطة وسهلة مثل " واحد جه يقعد علي قهوة قعد علي شاي " بتهلك من الضحك ، فهل تسطيع إضحاك أي شخص بنفس السهولة الان ؟!.
ثانيا: لا جدال علي نجومية وخفة دم أحمد فهمي و أكرم حسني و بيومي فؤاد و ويزو و تميز المخرج أحمد الجندي وحتي براعة المؤلف أيمن وتار وهو ما " بصم له الجميع بالعشرة " في كل أعمالهم السابقة في السينما أو التليفزيون فماذا حدث الآن ! ، ولماذا كل هذا الهجوم ! ، هل أصبح كل هؤلاء لا يفهمون في الكوميديا ؟ ، وهل هناك ما يستدعي كل تلك الحملات السلبية ضد المسلسل!.
ثالثاً: عندما إجتمع فهمي و أكرم في مسلسل " ريح المدام " حققوا نجاح كبير وعندما قدم أكرم " الوصية " بدون فهمي نجح جدا و عندما قدم فهمي " الواد سيد الشحات " بدون أكرم نجح جداً أيضاً وعندما سمعنا عن عودة فهمي و أكرم معاً مرة أخري إنتظر الجميع مسلسل فوق الخيال وقد يكون المسلسل جيد ولكن التوقعات كانت فوق أي واقع وهو ما قد أثر سلبياً علي المشاهدين وهي فكرة معروفة في علم التسويق تسمي " over expectation" أو ما يفوق التوقعات.
رابعًا: هناك الكثير معجبون بالمسلسل وبهذا النوع من الكوميديا ، يجب علي من يريد النجاح ان يبحث عن أنواع جديدة كما يجب علي من يريد أن يقدم لون كوميدي أن يبحث عن أفكار و " سكك " جديدة قد تنجح وقد لا تنجح ولكن دون أن نمسك له السكاسين فما يضحكك قد لا يضحك غيرك فهم لم يقدموا شيء مخل أو أفكار تهدم القيم او المجتمع حتي تقوم ضدهم حملات ، المشكلة انك لم تضحك علي ما قدموه وهي ليست جريمة أو وصمة عار في جبين صناع العمل .
الكوميديا أذواق و كل " فولة ولها كيال " اختار ما يعجبك وما لا يعجبك اتركه فقد يعجب غيرك فأنت لست كل البشر .
