رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

مها متبولي تكتب... بعد محمد صبحي وأشرف عبد الباقي: هنيدي يغير بوصلة حضوره الفني

مع عودة محمد هنيدي ومحمد صبحى للمسرح، بعد 16 عاما من الغياب، يعود معهما الأمل في انتعاش مسرح القطاع الخاص، وذلك بعد فترة ركود ، دامت عدة سنوات، حيث لم تشهد هذه الفترة إلا العروض التي قدمها الفنان أشرف عبد الباقي في "مسرح مصر"، لكن من وجهة نظري أن عودة النجوم الكبار للمسرح، صارت ظاهرة فنية لها أسبابها ونتائجها، وخاصة بعد استعداد نجوم آخرين لتقديم عروض مسرحية جديدة ،يتم التحضير لها حاليا.
لقد أشعل أشرف عبد الباقي شرارة البدء ،ثم ألقى محمد هنيدي حجرا في مياه المسرح الراكدة ،وسعى محمد صبحي للحفاظ على ماء وجه المسرح المصري بأعماله الرصينة، فقدم مسرحية مسرحية "خيبتنا" ،بعدما قدم منذ فترة قصيرة مسرحية "غزل البنات"، وتثمن تجربته بأنها احياء لمشروعه المسرحي الرائد "المسرح للجميع".
وعلى الرغم من تعرض أشرف عبد الباقي للنقد، على لسان صبحي نفسه، لأنه يقدم عروضاً مجتزئة "اسكتشات"، هدفها التصوير فقط ،والعرض على الفضائيات، مثل تجربته في "مسرح مصر"، إلا أنه يحسب له أن انتبه لأهمية المسرح المصري كوسيلة للتفاعل مع الجماهير، في الوقت الذي غفل عن ذلك الجميع، كما أنه يستكمل مسيرته بمسرحية واعدة "هي جريما في المعادي".
لكن تجربة هنيدي مختلفة كثيرا عن محمد صبحي، وأشرف عبد الباقي، لأنه يمثل جيلا كاملا من النجوم يتصدرون المشهد الفني حاليا ، وما يقدمه هنيدي ينعكس عليهم ، سلبا وايجابا ،تماما مثل التغيير الذي حدث بعد عرض فيلمه "اسماعلية رايح جاي" ،لذلك أعتبر أن اتجاه هذا الفنان للمسرح، سيقلب موازين الوسط الفني، ويغير حسابات النجومية ، لأنه في الوقت الذي اتجه فيه نجوم الصف الأول إلى الدراما والسينما ،غيّر هنيدي بوصلة حضوره الفني، ليعود إلى المسرح ، مقدما مسرحيته "3 أيام في الساحل"، ومع تراجع خطة انتاج المسلسلات وانحسار المواسم السينمائية إلى موسمين أو ثلاثة ،فإن المسرح سيكون مفتوحا لاستيعاب هجرة الفنانين إليه، وميلاد تجارب فنية جديدة.
ومن هذا المنطلق ، أكاد أجزم أن هدف هنيدي ليس تقديم عمل مسرحي واحد، وانما مشروع فني متكامل، يستوعب المزيد من الفنانين،ويقدم عدة عروض مسرحية ،بإمكانات تقنية وبصرية عالمية، وفرق من لبنان وأوكرانيا ، ومسرح حديث مثل مسرح "موفينبيك" ،والذي لايقل فخامة عن المسارح الباريسية.
ومن هذه الجهة يحسب لهنيدي أنه فتح الباب ، أمام زملائه، ليعيدوا تشكيل الروح الفنية، ويعودوا إلى خشبة "أبو الفنون"، وخاصة بعد حالة الاستقرار التي تشهدها البلاد، ومناخ عودة الحريات، فلم تعد هناك مخاوف من خسارة الانتاج أوعزوف الجمهور، بل يؤكد الجميع على نوع من التحول الثقافي ،تواكبه طفرة مسرحية شاملة.